يقول تقرير نشره موقع «نيوز ناو» تحت عنوان «الخوف يطارد دولة الجنوب»، إن الرئيس سلفا كير ميارديت قد أكد سيطرة حكومة الجنوب الكاملة على جوبا بعد ليلية من القتال العنيف بين القوات الحكومية والجنود الموالين لنائبه السابق الدكتور رياك مشار، حيث فرض حظر التجوال، واعتقل عدد كبير من المتهمين بالضلوع في الانقلاب، في وقت أعربت فيه هيلدا جنسون الممثل الخاص للأمم المتحدة بدولة الجنوب عن عميق قلقها تجاه الأوضاع في الدولة الوليدة، داعية جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس وإيقاف الأعمال العدائية في الحال، ووفقاً للتقرير فإن سيناريو الانقلاب في جوبا كان نتاجاً طبيعياً للاضرابات السياسية التى عاشتها البلاد منذ يوليو الماضى عندما أقال الرئيس سلفا كير نائبه الدكتور رياك مشار الذى اتهمه بالدكتاتورية في إدارة الحزب والدولة، قائلاً إن أثر عدم الاستقرار السياسي سيؤدى إلى نوبات من العنف العرقي، ويرى التقرير أن الاختلافات بين سلفا كير ومشار تعكس الانقسامات العرقية والسياسية المعقدة، حيث ينتمى سلفا كير إلى مجموعة الدينكا التي تعتبر أكبر المجموعات العرقية بدولة الجنوب، بينما ينتمي مشار إلى ثاني مجموعة عرقية وهي مجموعة النوير. ويبدو أن الرجلين على خلاف حاد حول تقسيم غنائم الانفصال، حيث امتد الخلاف إلى الجيش الذي يدين بالولاء للسياسيين في الدولة الوليدة. وتتفاقم حالة عدم الاستقرار بسبب وجود كميات كبيرة من الأسلحة غير القانونية في أيدي المواطنين بسبب سنوات الصراع الطويلة مع السودان، وبالرغم من أن السلطات في جوبا تقول إنها تسيطر على الوضع، إلا أن أياماً أكثر تحدياً تنتظر جوبا. ووصف سلفا كير القتال الذي اندلع في جوبا ليلاً واشتد فى الصباح الباكر بأنه محاولة انقلابية، وأن الحكومة قد سيطرت عليه، وتعمل الآن على مطاردة المهاجمين. وقال سلفا كير إن القتال بدأ عندما قامت مجموعة مجهولة من النظاميين بإطلاق النار في اجتماع الحركة الشعبية تلاه هجوم على مقر الجيش بالقرب من الجامعة نفذ من قبل الجنود المتحالفين مع رياك مشار وجماعته، وأضاف سلفا كير قائلاً: «لن أسمح لمثل هذه الاعمال بأن تكرر في بلدنا، وأنا أدين مثل هذه الأعمال الإجرامية بأشد العبارات، وأعدكم بأن يمثل المسؤولون عنها أمام القضاء، كما أننا لن نسمح بأن يتم تغيير النظام بالقوة». وقال سلفاكير مطمئناً شعبه: «تأكدوا أن الحكومة تبذل قصارى جهدها لتأمين المواطنين». فيما أكد وزير الخارجية برنابا ميرايال بنجامين لوكالة «أسوسيشيد برس» أن بعض الجنود حاولوا مداهمة مخزن الأسلحة في الجيش الرئيس ومقره جوبا. ووفقاً للتقرير الذي يقول إن مشار لم يعلق على ما ذهب اليه الرئيس سلفا كير وبالرغم من أن المكان الذي يأوي مشار مازال طي الكتمان، إلا أن المتحدث باسمه نفى تقارير أفادت بالقبض عليه، ومشار يعتبر شخصية محورية فى السياسة السودانية منذ ثلاثة عقود خلت، حيث أنه انضم للحركة الشعبية بعد حادثة اغتيال زوجته البريطانية الإصل إيما مايكون في حادث سيارة في نيروبي عندما كانت حاملاً في عام 1991م، ثم أصبح قائداً بالحركة، ثم زعيماً للجماعة المنشقة عنها في تسعينيات القرن الماضى، وبعد الانفصال عين نائباً للرئيس حتى تمت إقالته من المنصب في يوليو عام 2013م. وكانت الأممالمتحدة قد أصدرت بياناً قالت فيه إنها تأمل في أن تعمل جوبا على تطبيع الأوضاع بسرعة قصوى حتى تمكن المواطنين من العودة إلى مساكنهم، داعياً جميع الأطراف إلى التزام الهدوء وضبط النفس، كما نصحت هي والسفارة الأمريكية رعاياهما بالبقاء فى منازلهم.