لقد أختار العقيد معمر القذافي ان يحارب شعبه حتى سقوطه بالامس على ايدي الثوار، فالغريب والمستهجن ان كان العقيد القذافي ينشد نصراً على شعبه واخضاعه بقوة السلاح لسلطانه، غير ان المألوف عن العقيد انه يأتي بأشياء غير مألوفة، فطيلة فترة حكمه لم نعرف ان كان جاداً في ما يطرح أم أنه غير ذلك، فالقذافي كان غريباً في لبسه، وكان عليه الرحمة كوميديا، إذ كرر في مرات عديدة أنه بصدد استقدام شعب آخر غير الشعب الليبي، لأنه لا يفهم العقيد المفكر ولا يستوعب نظرياته، فكان بحق غريباً وكوميدياً في كل شيء، حين قرر ذات يوم ألا يقتصر عدد لاعبي كرة القدم على أحد عشر لاعباً، ودعا المتفرجين للعب، علاوة جدله حول المرأة أهي ذكر أم أنثى، والسيارة إن كانت تمشي إلى الأمام أم إلى الخلف، فضلاً عن الكثير المثير الذي حواه الكتاب الأخضر. ولكي يكون غريباً حتى النهاية ابتدع جائزة أطلق عليها جائزة حقوق الإنسان ومنحها للهنود الحمر، وكذلك دعوته لحل مشكلة فلسطين بتكوين كيان اسمه اسراطين، علاوة على القابه الغريبة ايضا من القائد الاممي إلى ملك ملوك افريقيا، كما أنه جلب العلماء والخبراء من أجل شرح نظرياته التي كلما شرحت ازدادت غموضاً، وفاق ما صرفه على هذا الشرح اكثر من «4» مليارات دولار. عموماً انطوت صفحة الجماهيرية العربية الاشتراكية الليبية العظمى، أو ليبيا العقيد القذافي الذي كان أكثر من مثير حتى من خلال مشاركاته في القمم العربية، وكذلك خيمته المشهورة التي ينصبها حتى في نيويورك، فالعقيد المرحوم كان متقلب المزاج فقد أدخل بلده في مشكلات أخذت الكثير من موارده، من تفجير طائرة بان أمريكان فوق سماء لوكربي التي اضطر فيها الى دفع تعويضات كبيرة. ونهاية العقيد تعني قيام ليبيا جديدة في كل شيء. ونأمل ألا يترك الأفارقة والعرب ليبيا وحدها!!