ظلت ولاية جنوب دارفور تعاني وتشكو من قضايا النقل بسبب الطرق بجانب معاناة التواصل مع محلياتها المختلفة وخاصة الغربية منها والتى تكثر فيها الأودية التي تفصلها تماما عن حاضرة الولاية طوال فصل الخريف، ومما لا شك فيه أن الطرق تمثل إحدى ركائز التنمية والتطور والانفتاح الاقتصادي ولعل محليات«عدالفرسان كبم كتيلا رهيد البردي وأم دافوق والسلام» من أكثر محليات الولاية معاناة بسبب وعورة الطرق الرابطة بينها وحاضرة الولاية نتيجة لكثرة الأودية والخيران التي ترقد على طول الطريق الذي يبلغ طوله حوالى «300» كيلو متر من نيالا وحتى أم دافوق الحدودية مع إفريقيا الوسطى حيث يعبر المسافرون لتلك المحليات أكثر من «40» وادياً كبيرا يجدون عبرها أقسى أنواع المعاناة ومنهم من يلقى حتفه خاصة الحالات المرضية الطارئة التي يتم تحويلها إلى نيالا خاصة محليات رهيد البردى، أم دافوق وعد الفرسان، وعلى الرغم من تلك المعاناة إلا أن حلم الأهالى بدأ يتحقق رويدارويدا منذ الشروع الفعلى فى إنفاذ الطريق القاري الذي يربط الولاية بإفريقيا الوسطى عبر المحليات المذكورة آنفا فى مرحلته الاولى من نيالا وحتى رهيد البردي بطول «153» كيلو مترا بواسطة شركة «مان» للبنى التحتية، تلك الشركة الوطنية الوحيدة التى تعمل الآن فى دارفور لإنفاذ هذا الطريق الذى قطع العمل فيه نسبة تجاوزت ال«30%» طبقاً لإدارة الشركة التى تحدت العقبات التى واجهتها بسبب الأحداث الأمنية التى تعترضت لها سابقا، ولعل زيارة والي الولاية اللواء ركن آدم محمود جارالنبى برفقة عدد من أعضاء حكومته ومدير شرطة الولاية للوقف على سير العمل بالطريق بوحدة تمبسكو التابعة لمحلية السلام الاسبوع الماضى كانت دافعا للعاملين بالشركة لمضاعفة الجهد لتحقيق هذا الحلم الكبير الذى ظل يراود كل أهل الولاية، وأبدى جار النبي رضاء حكومته بالخطوات التى تمت بالطريق، وقال إن إكماله يمثل افتتاحا للحركة الاقتصادية بين ولايته ودول غرب إفريقيا وقال إنهم من خلال الملاحظات التى وجدوها من قبل المواطنين التأكيد على استباب الامن، مؤكدا أن جهدهم سيتكامل فى إكمال هذا الطريق، وأثنى جار النبى على الخدمات الاجتماعية التى أقامتها شركة مان خاصة مشاريع حصاد المياه من تنفيذها لعدد من الحفائر على جانبى الطريق مما اسهمت فى استقرار الرحل بمناطق المشروع من نيالا وحتى تمبسكو بجانب مساعدتها للبعض فى زراعة الخضر التى بدأت تنقل منتجاتها لمدينة نيالا وقال الوالى ان استباب الأمن منحهم فرصة البدء فى تنفيذ مشاريع التنمية اللاحقة التى كانت متوقفة، بينما قال زير التخطيط العمرانى بالولاية اللواء أمن د. عيسى آدم ابكر ان شركة مان لها امكانات عالية وتمضى فى انفاذ الطريق بمواصفات عالمية، وقال إن وجود آليات بهذا الحجم فى جنوب دارفور فى ظل هذه الظروف سيكون اضافة حقيقية لمشروعات التنمية التى ستنتظم الولاية التى وعدوا بها المواطن قريبا، واضاف انهم شارفوا على الانتهاء من صيانة وتأهيل الطرق الداخلية بنيالا ومن بعدها سينطلقون للطرق التى تربط المحليات بحاضرة الولاية. بجانبه اكد المدير التنفيذى للشركة المنفذة للطريق المهندس محمد الحاج ان زيارة حكومة الولاية اعطت روحا معنوية للعاملين لبذل الجهد لإكمال هذا المشروع، وأضاف ان عمل الردميات اكتمل تماما حتى كيلو (60) منطقة أم جناح بجانب سفلتة (14) كيلو متوقعا إكمال السفلتة الكلية حتى الكيلو (6) قبل الخريف القادم. كاشفا عن اتجاه لتوقيع عقودات مع شركتي ريبا لتبنى إنشاء الكبارى الكبيرة على طول الطريق من نيالا وحتى رهيد البردى. وقال الحاج ان الشركة استمرت فى العمل طوال الفترة الماضية رغم كل المعوقات والتهديدات والتفلتات التى واجهتها الشركة وبفضل تكامل الأدوار الأهلية والرسمية ووقوفها معهم صبروا حتى وصلوا لتك المرحلة وسيمضون الى إكمال المشروع، وتابع«باسم الشركة نشكر نائب رئيس الجمهورية ووزير المالية ووزير الطرق والجسور السابقين لدعمهم ومساندتهم لنا حتى قطع العمل شوطاً كبيرا» أما المنسق الاهلى للمشروع عيسى محمد عبد الله فقد عبر عن مدى سعادة الجماهير بالخطوات التى تمت فى هذا الطريق الحلم وقال ل «الإنتباهة» ان هناك استنفارا شعبيا تلقائيا لتأمين الشركة المنفذة للطريق. واضاف ان من خلال مهمته كمنسق ظل يعمل لتدارك العديد من العقبات حتى وصل العمل لمرحلة مرضية خاصة بعد التوصل لحل لمشكلة الأسعار التى كادت توقف هذا المشروع بجهود من القائمين على الأمر بدءا من وزير المالية السابق علي محمود ونواب المنطقة بالبرلمان وعلى رأسهم حامد عبد الله حماد، وثمن عيسى جهود العاملين بالشركة على صمودهم امام كل التحديات التى واجهت المشروع وشركة حاج على الاستشارية، مطالبا وزير المالية الجديد ووزير الطرق والجسور ورئاسة الجمهورية بضرورة الدفع بان يكتمل هذا الطريق الذى سيغير وجه الحياة تماما من نيالا وحتى أم دافوق ويمتد تأثيره الإيجابى حتى دول - الجوار من افريقيا الوسطى وتشاد فتحا للنهضة الاقتصادية والعمرانية وتحقيقاً للحلم الذي طال انتظاره.