الأخ الكريم الأستاذ/ أحمد يوسف التاي/ المحترم تحية طيبة وبعد... طالعت عمودك الراتب عدد الأحد 22 ديسمبر 2013 والذي خصصته لشرح ملابسات ما جرى في حلقة برنامج «المحطة الوسطى» بقناة الشروق والذي بُث على الهواء مباشرة في العاشرة من مساء يوم الأربعاء الماضي وكان ضيفه الباشمهندس أحمد عباس والي ولاية سنار والذي كان من المفترض أن تتداخل معه هاتفيًا أنت والدكتور حافظ محمد علي حميدة الكاتب الصحفي بصحيفة «التغيير» و نائب رئيس جامعة العلوم والتقانة بحسب اتصالي الهاتفي بكما ظهيرة نفس اليوم وموافقتكما بل وترحيبكما بالمشاركة وهو للاسف ما لم يحدث. بدءًا أجدد اعتذاري غير أننى أحب أن أُشير أولاً إلى أنني أخط لك هذا الرد بصفتي مقدم البرنامج المذكور ولا يمثل هذا التعقيب بأي شكل من الأشكال الرد الرسمي للقناة التي يحق لها إيصال ردها لك بقنواتها المحددة لفعل ذلك أو التزام الصمت... تلك خياراتها تقرر فيها هي كيف تشاء، ولكن ما دفعنى للرد والتعقيب على مقالتكم كثير من الإشارات السالبة التى حواها مقالك بالأمس والإيحاءات التي حملها بل والتصريح بأن الحلقة نفسها بدت أقرب للحلقة الترويجية وأن الحوار فيها بدا «أشبه بالحوارات الدعائية وإبراز الإنجازات الوهمية وتلميع المسؤولين»، بحسب تعبيرك، وهو حديث يمس جوهر الحلقة من ناحية المقدم ومن شأنه أن يُحدث قدرًا كبيرًا من التصدع في جدران الثقة المتوافرة بيني وبين المشاهد إضافة للكثير من النقاط الأخرى التي أشرت أنت إليها لذا أود أن أوضح لك الآتي:- أولاً أنت ذكرت أنك تقدر لي بعد اتصالك غاضبًا بي بعد نهاية الحلقة حرصي على عدم قول كل الحقيقة مخافة أن أدفع ثمن قولها وهو قول تُشكر عليه في إطاره العام وإن كان يحمل بين ثناياه ما يحمل من «إشارات» بيد أنني هنا اليوم لأؤكد لك أنني ليس لديَّ ما أخافه أو أُخفيه في عالم لم يعد ممكنًا الاحتفاظ فيه حتى لو بسر صغير.. عالم الحقائق كلها فيه تخرج للعلن عارية، ناهيك عن كواليس عمل أنت كنت جزءًا أصيلاً منه ومشاركًا رئيسيًا فيه، والحقيقة يا سيدي تبقى هي كما ذكرتها لك... اتصلت بك للتداخل في الحلقة بعد أن وضعت في البدء السيد مدير الإدارة العامة للبرامج الأخ أسامة إبراهيم في الصورة وأخذت موافقته بعد أن طرحت له في إطار عملنا جميعًا كتيم فكرة أن تتداخل انت والدكتور حافظ حميدة في الحلقة المذكورة استنادًا إلى تقاريركما وتحقيقاتكما وكتاباتكما وإلمامكما بالكثير من ملفات ولاية سنار فوافق مشكورًا بل وأثنى على فكرة تداخلكما على اعتبار إتاحة الفرصة للمزيد من الوجوه والأسماء الصحفية للمشاركة بالتداخل في البرنامج ومن ثم أرسلت له رقم هاتفك وهاتف الدكتور حافظ حميدة في رسالة نصية هاتفية على هاتفه الشخصي متبوعة بعبارة «كونفيرم» للدلالة على تأكيدكما المداخلة الهاتفية ثم عدت قبل بداية الحلقة بدقيقتين لأذكره بالاتصال بكما لترتيب وتحديد زمن مشاركتك والدكتور حافظ ومنح رقميكما لمنتج الحلقة المنفذ لها من داخل الإستديو الزميل أمير الماحي خصوصًا أن الأخ مدير إدارة البرامج لم يكن ليتم تنفيذ ومتابعة الحلقة من داخل الإستديو بل غادر لمنزله بعد حضور منتج البرنامج الزميل أمير الماحي وتوليه مهمة التنفيذ والإشراف والمتابعة فما الذي حدث بعد ذلك وأخفاه عنك «طلال» حسبما اعتقدت؟ الذي حدث بعد ذاك يا سيدي هو أنني شعرت كمقدم للحلقة بتأخر الاتصال بك والدكتور حافظ خاصة أن الضيف تطرق في إجاباته لقضايا تمتلكون كصحافيين حولها الكثير من الحقائق والإفادات فما كان مني لحظتها إلا أن خططت ورقة صغيرة عند خروجنا لأحد الفواصل الإعلانية ودفعت بها عبر المصور الزميل يزيد جمال حسن سعيد للأخ أمير الماحي منتج البرنامج وكتبت له فيها «دخِّل لينا تلفونات أحمد يوسف ودكتور حافظ» ثم انتظرت رده لي عبر سماعة «الاير بيس» المخصصة للحديث بيني وبين الإخوة في الكنترول ليخبرني الأخ المنتج في البدء متلعثمًا بأن رقميكما اللذين أرسلهما له مدير إدارة البرامج الأخ أسامة إبراهيم «تبدو» غير صحيحة قبل أن يعود في نفس اللحظة ويخبرني عبر «الاير بيس» بأن هواتفكما مغلقة!! وهو أمر بدا لي صراحة غير مقنع بالمرة مما اضطرني في تمام الساعة الحادية عشرة تمامًا وهو زمن خروجنا لفاصل موجز الأخبار واحترامًا لوعدي لكما أنت والدكتور حافظ وحسن تعاملكما أن أستأذن ضيفي الباشمهندس أحمد عباس وأخرج هاتفي السيار وأُعيد تشغيله لأتصل في البدء بالدكتور حافظ حميدة الكاتب بصحيفة «التغيير» للتأكد فعليًا من إغلاقه لهاتفه ومن ثم هاتفك احترامًا لكما وإمعانًا في التأكيد على شفافية البرنامج في التعامل والطرح ليفاجئني هاتف الدكتور بأنه غير مغلق! وأنه يعمل الشيء الذي دعانى لمغادرة الكرسي والاتجاه نحو غرفة الكنترول لإخبار منتج الحلقة الزميل أمير الماحي بأن الهاتف يعمل! وأن الأمر ربما لم يكن ليعدو أكثر من كونه «رداءة في الشبكة» لا خطأ في الرقم أو غلقًا للهاتف! غير أنني لم أجده وبالسؤال عنه علمت أنه خارج الإستديو فهرولت سريعا اليه قبل ان يجيب هاتف دكتور حافظ على المكالمة ووجدته فعلاً بالخارج وقبل أن أخبره بأن الهاتف يعمل وأنه غير مغلق فاجأني الدكتور حافظ بالرد لأستفسره عما إذا كان فعلاً قد أغلق هاتفه فنفى ذلك تمامًا لأطلب منه إبقاء الخط مفتوحًا ومن ثم قلت للأخ المنتج بأن هاتف الرجل مفتوح! وأنه غير مغلق وطلبت منه التحدث معه عبر هاتفي الشخصي لتنسيق أمر مداخلته ليشير إليَّ الأخ المنتج بيديه بإشارة «لا» ومن ثم أخبرني بأنه لن يمنحكما أنت والدكتور حافظ الفرصة للمشاركة استنادًا إلى أمر مباشر ورد إليه من السيد مدير الإدارة العامة للبرامج.. عدت وقلت له «إذًا إليك بالهاتف.. هذا هو الدكتور حافظ على الخط.. خذ وبلِّغه فرفض لأعود وأعتذر للدكتور حافظ حميدة بلطف دون أن يفهم الرجل طبيعة اعتذاري وأعود بعدها لمقعدي لمواصلة الحلقة. هذه هي الحقيقة التي اتهمتني بإخفائها مشفقًا عليَّ إن صدعت بها أن أدفع ثمنها وهي تهمة لا تتناسب وطبيعة مقعد البرنامج الذي أتولى تقديمه للناس تحت لافتة البحث عن الحقيقة في حين تشير لهم أنت بمقالك أن مقدمه يدسها! يخشاها ولا يطلقها!! لا يا سيدي ليس هناك ما نخفيه وما سردته لك بدءًا وبالتفصيل يشكل في مجمله ملخص ما ذكرته لك بعد اتصالك بي غاضبًا عقب نهاية الحلقة عند الواحدة صباحًا وقلت لك «مداخلتك حجبت بناءً على تقديرات مدير الإدارة العامة للبرامج ومنتج الحلقة وأنهما هيكليًا وإداريًا وبرامجيًا يمثلان السلطة التي تعلوني وإن كان اعتذار سلطتهما هذا سيضعني في مواجهة مباشرة معك فلك خالص اعتذاري وأن حدودي في التصريح تقف فقط هنا» إذًا أين هي الحقيقة التي اخفيتها عنك أستاذ أحمد يوسف هنا؟؟ أين؟؟ ثانيًا ذكرت فيما يليني وأؤكد ثانية فيما يليني أنا كمقدم للبرنامج «باعتبار أن هذا الرد يمثل ردًا شخصيًا مني لا رد المؤسسة» وقلت وبالنص «كان مقدم البرنامج يخاطب السادة المشاهدين من ولاية سنار سواء كانوا بالخرطوم أو في أي مكان بأن يتصلوا على أرقام الهواتف على الشاشة، وأعلم تمامًا أن المئات المغبونة تزاحمت على تلك الهواتف وقد حِيل بينهم وبين الوالي، كما حِيل بيني وبينه، لا أدري لماذا؟! وكان مقدم البرنامج حريصًا على أن يعطينا الانطباع بأن هناك مشكلة في الاتصال، فكان يقول: «ألو، ألو، يبدو أن هناك مشكلة في الاتصال » لكن يا أخ طلال دي ما بتفوت علينا نحنا» ومعنى حديثك أنني بذلك أحاول «خداع» المشاهدين و«أستغفلهم» للتمويه بأن مساحة التعبير مكفولة للجميع وبألا حواجز تحول بينهم وبين واليهم وقبل أن تمنحنى الفرصة للرد على هذه «الفرية» على الأقل في حقي عدت وكتبت «فإذا طلبتُ منك أن تقسم بالله أن هناك مشكلة في الاتصال كنت ستفعل؟ وإذا طلبت منك أن تقسم بالله بأنه لا أحد منعك من الاتصال علي، كنت ستفعل؟ قطعًا لن تفعل لسبب بسيط هو أنني أعلم تمامًا مدى صدقك وجرأتك التي عرفتك بها منذ تسعينات القرن الماضي». هكذا كتبت أنت.. سألت السؤال وأجبت عليه بنفسك بعد أن ظننت أنني ربما أحنث بيمين وقسم على كتاب الله إذا ما طلبت مني أن أقسم غير أنني ساخذلك وأرد عليك مقسمًا بالخنس.. والجواري الكنس... والليل إذا عسعس.. والصبح إذا تنفس بألا مشكلة في الاتصال! وأنني شخصيًا لم أقرر حجب اتصالك فهل يا تراني بعد قسمي هذا لا أزال عندك بذات صدقي وجرأتي التي عرفتني بها منذ تسعينيات القرن الماضي وإن كنت لا أرى هناك سببًا للإشارة للتاريخ وللفترة الزمانية البعيدة هذه بل وتحديدها بتسعينيات القرن الماضي. وإن عدت وسألتني إذًا ما الذي حدث؟ ومن هو المسؤول فسأرد عليك ثانية لأقول إنني أرد في نطاق حدود حركتي ومسؤوليتي كمقدم وأما إذا سألت لماذا نوهت للجمهور بالاتصال فسأقول لأن البرنامج في الأصل برنامج تفاعلي وإن المداخلات التلفونية جزء من طبيعة تكوين هذا النوع من البرامج الحوارية التي يطلق عليها برامج «التوك شو» وإن التنويه تم في الأصل منذ بداية الحلقة لذا كان من الطبيعي أن أكرره لأن الحلقة أصلاً تفاعلية بين المسؤول ورعيته أما لماذا إذًا لم يتحدث الجمهور؟ ولماذا حِيل بينه وبين «واليه» فبإمكانك أن تسأل عنها مدير الإدارة العامة للبرامج ومنتج البرامج لأن حدود ردي علي هذه الجزئية تقف هنا مكتفيًا بترديد مقولة جورج برنادشو «الصحف على ما يبدو غير قادرة على التمييز بين حادث دراجة وانهيار حضارة»، وأراهن أنك ستعي معنى العبارة. اخيرًا بقي أن أقول مكررًا يا سيدي بأننى لا أخفي الأشياء وأفضل عوضًا عن ذلك قدر المواجهة وإن كان ذلك سيؤدي إلى حتفي مثلي مثل فارس اغريقي يمضي به قدره صوب فاجعته وهو يعلم. ستظل «المحطة الوسطى» هي منبر المواطن الحر الشريف ومحل ثقته وأمله، ومعبره للحقائق وللنهايات وللخواتيم وإن اعترتها «بعض» أو «كثير» من الهنات.. نسأله السداد والتوفيق لنا ولكم، مع وافر الشكر والتقدير. طلال مدثر قناة الشروق الفضائية مقدم البرنامج «المفترى عليه»