يُعتبر الأستاذ المعلم نصر الحاج علي المولود في الدويم في العام 1907م أحد رواد نهضة التعليم في السودان، فحين يُذكر نصر الحاج علي تذكر صفات العظماء وسجايا الذين اختصهم الله بقضاء صعاب حوائج العباد نكراناً للذات ودعماً للإنسانية. تدرج نصر الحاج علي في مدارس التعليم الأولي بالدويم حتى التحق بكلية غردون التذكارية في العام 1923م ليتخرج فيها عام 1927م. قضى في خدمة التعليم ثلاثة عشر عاماً وفي عام 1940م تم نقله لمعهد التربية بخت الرضا فمكث بالمعهد سنوات أعطى طلابه الرحيق المختوم بالحب والإلفة فكان خير معلم لهم. لم ينس نصر الحاج وطنه فحين دعا داعي الوطنية في فبراير 1938م للخريجين للاجتماع لتكوين مؤتمرهم أحد المنتمين إليه كان عضواً في اللجنة الستينية وسكرتيراً له في دورته الرابعة. من ضمن أعماله الخالدة جلالاً وتميزاً كان مشاركته في جمع تبرعات دعم إنشاء مدرسة المؤتمر الثانوية بأم درمان وهو الذي انتج تلك المدرسة التي سميت على مؤتمر الخريجين. ابتعث إلى لندن لنيل شهادات متقدمة في علم التربية فأدهش البريطانيين بسعة معرفته باللغة الإنجليزية وسرعة تطبيقه للعلوم التي تلقاها، وحين عودته من بريطانيا أوكل إليه أمر التدريس بشعبة التربية بمعهد التربية بخت الرضا، فكانت فترة من فترات الخصوبة الحياتية له. لم يكتفِ بالتدريس لطلاب المعهد فعرف جميع من زامله من المعلمين وطلابه بالمعهد مزايا صفات جديدة فكان أحد مرشدي الطلاب نحو القراءات المفيدة ومعرفة فنون الفلاحة والبستنة ولاعباً ممتازاً في رياضة الكرة الطائرة التي كانت رياضته المفضلة. كان له شرف سودنة وظيفة مدير جامعة الخرطوم وهي الوظيفة التي بقي فيها حتى العام 1964م لتبدأ سيرة جديدة من سير حياته المليئة عملاً نافعاً لوطنه. في العام 1965م تم اختياره كعضو في مجلس إدارة بنك باركليز زائداً اختياره عضواً في مجلس بلدي الخرطوم، وفي نهاية الستينيات تقاعد الشخص الاستثنائي نصر الحاج علي عن العمل الرسمي ولكنه ظل نشطاً في مجالس عديدة كان انتاجه فيها يعادل انتاج الشباب في مثل أبنائه فعمل بمجلس وزير التربية ومجلس بلدي الخرطوم على عمله الذي لم يتوقف حتى وفاته في مارس 1982م وهو عضوية مجلس إدارة جامعة الخرطوم. والآن يرقد الشخص المستثنى من النسيان الأستاذ نصر الحاج علي بمقابر البكري.