يبدو أن الإخوة في الهلال متعبون جداً من فشلهم الإفريقي الذي ظل يلازم النادي منذ بداية عهدهم بالتمثيل الخارجي خصوصاً أن هذا الفشل يقابله نجاح للمريخ حاصد بطولة «89» للكؤوس وبطولتين لشرق ووسط إفريقيا، لذلك مافتئ الهلال وعبر كل هذه السنوات يبحث ويكد في بحثه عن سر الحصول على البطولات. آخر ما توصل له إخوتنا في النادي الأزرق ظناً منهم أنه العلاج الناجع لهذه المعضلة الكبيرة هو جلب مدربين حصلوا على البطولة مع أندية إفريقية أخرى فتعاقدوا مع غارزيتو أبوخمسة الحاصل على دوري الأبطال مع مازيمبي مرتين، ولما عجز الفريق عن الوصول لمبتغاه الذي هو الحصول على بطولة إفريقيا رموا غارزيتو بدائهم ووصفوه بالفاشل. أمس تناقلت الصحف خبر تعاقد الهلال مع نور الدين النابي المدرب التونسي الحاصل على الكونفدرالية مع ليوبارد الكنغولي، والأكيد أن الصحف الزرقاء ستحتفي به كعادتها كلما أطل لاعب أو مدرب جديد في الهلال ثم تأتي ساعة الحقيقة ويرجع الهلال من الأدغال الإفريقية كما ظل طيلة «83» عاماً ويستغني الهلال عن مدربه وبعض محترفيه وتدور الساقية. في عز الأزمة الهلالية الموسم المنصرم وبعد نزيف النقاط في الدوري والخروج المبكر من أبطال إفريقيا تصدى ابن الهلال صلاح أحمد آدم للمهمة الصعبة وقاد الهلال للظفر ب«37» نقطة من مجموع «39» فكان جزاؤه الشكر والبحث عن بديل يحقق البطولات الإفريقية مع أن صلاح نجح فيما عجز عنه غارزيتو صائد الأبطال نفسه. من وجهة نظري الخاصة أرى أن صلاح آدم وبرهان تية أنجح من كل المدربين الذين تعاقبوا على أندية الممتاز بلا استثناء لكن إدماننا على المستورد أعمى بصائرنا عن نجاحات المدرب الوطني والعوامل الكثيرة التي ترفع من نسب نجاحه مع لاعبين جلهم من الوطنيين وأول تلكم العوامل اللغة. فغارزيتو لم يكن فاشلاً ولكن أول حاجز وقف بينه وبين اللاعبين الوطنيين كان اللغة، فاللاعب الوطني إلا من رحم ربي لا يجيد غير لغته الأم، لذلك كثيراً ما يعاني المدرب الأجنبي في طرح ملاحظاته وتوجيهاته للاعبين داخل الملعب. ما يعاب على المدربين الوطنيين تهاونهم في التعامل مع بعض تجاوزات اللاعبين وتدخلات بعض الإداريين وخوفهم من سياط الإعلام الموجهة لهم دائماً بينما ترتفع أسهم المدرب الأجنبي لصرامته في هذا الجانب، لكن من خلال متابعتنا لصلاح آدم وبرهان تية نجد أن نجاحاتهم مع أندية هلال كادوقلي والهلال بالنسبة لصلاح وأندية حي العرب والأمل والأهلي عطبرة نجد أنهما يهتمان بصناعة النجوم وإعادة اكتشافهم، فمع صلاح لمع اسم وليد علاء في هلال كادوقلي ومحمد عبد الرحمن في الهلال، وصنع برهان نجومية الكثيرين، ولعل آخرهم هداف الدوري الممتاز محمد كوكو. لمسة أخيرة لو كنت مكان الاتحاد العام لعينت برهان وصلاح ضمن الجهاز الفني للمنتخبات الوطنية ولكلفتهما بالتنقيب عن المواهب الصاعدة وضمها لكلية المنتخبات الوطنية حسب فئاتها.