ليلة من ليالي النيل الأزرق المشهودة تعلي من شأن الوطن ارتسم فيها الفرح وصدح فيها صوت النشيد الوطني على ضفاف النيل الأزرق الدفاق بقصر السلام على صوت الدكتور محمد الأمين الذي تغنى بروائع الراحل محمد وردى. كانت الشابة ندى ياجي إضافة للمشهد الوطني عبر شعرها الوطني الحماسي، المشهد كان يعبر عن تقدير كبير لذكرى عظيمة انعتق فيها السودان من ظل الاستعمار فجاء الحضور نوعيا من قيادات الولاية من أعلى هرمها ممثلاً في الوالي وحكومته والمجلس التشريعي وقيادات عسكرية قيادة الفرقة الرابعة ومدير الشرطة والأمن الوطني والاتحادات وقيادات المجتمع وكانت الكلمات معبرة عن عظمة المناسبة. الوالي حيا مجاهدات الرعيل الأول وما بذلوا من تضحيات وكفاح ونضال حتى نال السودان استقلاله، وقال إن العهود التى مرت على السودان كانت فيها مجاهدات من المهدية حتى تحقق الاستقلال الأول وتعاقبت الأدوار حتى تحرر السودان، وكان له علمه الأول الذي يعبر عن مضامين وطنية وله دلالات معروفه وطرق للحفاظ على مكتسبات الاستقلال والوحدة وتبدى أشكال الجهوية، وقال إن حزب المؤتمر الوطني لن يعزل أحداً وإذا نال ثقة الشعب في الانتخابات القادمة فلن يقصي أحدا وسيتيح فرصة المشاركة للأحزاب كما هو الحال الآن وإلا سوف نغادر المقاعد راضين فسنعمل من اجل السودان، وأكد الوالي العفو عن حملة السلاح، وناشد الوالي العودة إلى حضن الوطن وترك البندقية. وقال إن تحكيم الشريعة الاسلامية من اهم مكتسبات الحكم الوطنى وسنظل نحافظ عليها وعلى سيادة القرار الوطنى وتحرير الإرادة، وقال ان السودان مقبل على مرحلة جديدة سيشهد فيها الكثير من التطورات والتغيرات. البروفسير محمد الحسن عبد الرحمن رئيس المجلس التشريعي بالولاية عبر عن المعاني التي سادت روح الاستقلال من الوحدة رغم الخلاف في الرؤى بين الاتحاديين والاستقلاليين إلا انهم لم يختلفوا فى الاستقلال وتحددت الثورات التى سبقت الاستقلال من ثورة 1924م وإضراب البوليس وإضراب طلبة كلية غردون، وقال إن جيل الاستقلال تعامل بذكاء مع حق تقرير المصير ولم يتوقف وأعلن الاستقلال فى داخل البرلمان، وأضاف ان مدير الفونج الأستاذ الهندي الريح النور مستشار الوالي ذلك الشاب الاتحادي تحدث بسلاسة عن الاستقلال معدداً التطورات فى المقاومة بكل أشكالها، وقال الهندى ان جيل الاستقلال كان جيلا على موعد من التاريخ تخطى كل العقبات ولم توقفه المحن وقدموا أنفسهم فى كبرياء وقد تعددت اشكال المقاومة وتنوعت بين المقاومة بالكلمة والمقاومة المسلحة. وحيا الهندي المرأة التى صممت علم الاستقلال «السريرة» متحدثاً عن رمزيتها، مناشداًرئيس الجمهورية بالعودة الى العلم الأول الذي فيه استرجاع لماضي الاستقلال مطالباً بالتواضع على دستور دائم. الأستاذ إمام عبد الله منهل معتمد محلية الدمازين حيا ذكرى الاستقلال ونضال الرعيل الأول من جيل الخريجين، مطالباً المحافظة على ما تحقق من مكتسبات. الدكتور الجيلي العبيد تحدث عن دلالات الاستقلال ودور الكلمة والنظم في رفع وعي السودانيين بحقوقهم ورفع جذوة المقاومة وعن الرباط التاريخي بين نضال مملكة فازغولي واندياح المقاومة شاملاً حتى وصلت أقصاها. ممثل مجلس الأحزاب السماني عبد الشافع قال إن الاستقلال كان بمشاركة كل الشعب السوداني عبر النضال بوسائل مختلفة، مطالباً بالتخلي عن الجهوية والقبيلية والمساومة فى التعامل دون عزل لأحد ودعا الى تحقيق السلام الدائم والحقيقي والتعايش السلمي، وأضاف ان ولاية النيل الأزرق تمر بمنعطف خطير ويجب المحافظة على التراب والتصدي للمهددات.