شكراً د. إيلا على كل جميل فعلته للسودان هناك بالبحر الأحمر... شكراً على كل التطور والتقدم الذي قدمته هدية للشعب السوداني قاطبة وليس لقبائل الشرق وحدهم... شكراً د. إيلا للنموذج الحضاري الذي ظللنا نباهي به ونفتخر... تلكم المدينة التي صنعتم فيها كل معاني الإنجاز والجمال فخراً للسياحة السودانية... مجهود جبار وعمل في صمت بين ليلة وضحاها صارت بورتسودان نموذجاً عله يُحتذى به في كل ولايات السودان... حينما تسوقك الأقدار لهناك تأخذك الدهشة والإعجاب كيف تم كل هذا في وقت وجيز وقصير. لا يمكن أن يتم كل ذلك إلا إذا تجسدت روح صاحب العمل الوطنية ومحبة الوطن والطموح والعين «الشايفة»... محمد طاهر إيلا... رجل بمقاييس عالية من الوطنية ومحبة الوطن وإلا ظلت بورتسودان محلك سر... لا جديد يمكن أن يحدث فيها أي شيء في بورتسودان مرتب ومحسوب ومجهز. استطاع الوالي هناك أن يخرج بإنسان المنطقة إلى فضاءات العالم الجميل الرحب... بهذا الجمال تغيرت ملامح إنسان الشرق في بورتسودان وكاد البحر الأحمر أن يصل إلى مصاف العالمية في كل شيء... بهذا الصنيع الجميل اخترق إيلا قلوب الغالبية من أهل الولاية فصاروا يهتفون: «إيلا وبس»... هذه الوفود التي امتلأت بها مدينة بورتسودان طيلة فترة الاحتفالات بأعياد الاستقلال دلالة واضحة على الاعتراف بنجاح السياحة هناك والاستقرار الأمني وطيب الإقامة... تجربة نجاح إيلا في ولاية البحر الأحمر يجب أن يُملِّكها لكل ولاة السودان «من أين له هذا؟ وكيف كان هذا؟ وكيف تحقق فجأة دون تدخُّل المركز»؟ هذا النجاح ما كان له أن يتحقق دون عبقرية هذا الرجل وصمته الدفين الذي تفجرت منه كل هذه الإنجازات وصارت بورتسودان على ما هي عليه الآن. صدِّقوني حتى هذه اللحظة لا أعرف من هم وزراء إيلا ولم أسمع لأحدهم تصريحاً واحداً عبر أجهزة الإعلام على غير الذين لم تغب صورهم وتصريحاتهم من وزراء الولايات الأخرى ولم نرَ منهم جديد... هذا دليل جازم وواضح الانصراف للعمل في صمت والبيان بالعمل... وفي ولاية أخرى من ولايات السودان حباها الله طبيعياً بمقومات سياحية لا مثيل لها ظللنا نشاهد واليها على شاشات الأجهزة الإعلامية والصحف وكل وزرائها ونظن أنها صارت بشأن يشابه بورتسودان، وحين نذهب إليها زائرين فقط تقتلنا الحسرة والندم... وكأنهم يعرضون علينا مجسمات السياحة عبر الخرط فقط ولا تنفيذ على أرض الواقع... الوطني الغيور لا يوصونه على العمل... فالنفس المشبعة بحب الوطن شعارها العمل بصمت دفين كما هو الحال لأخينا طيب الله ذكراه حياً كان وميتاً بعد عمر طويل الدكتور إيلا. هذا النجاح الذي تحقق للسيد إيلا هناك ما كان ينبغي له أن يكون إلا في ظل الاستقرار الأمني الذي تشهده ولايته هناك... كل الذين تعاقبوا على إدارة الشرطة في ولاية بورتسودان خلقوا لها هذا الجو الأمني المستقر وكنت أقول حين ذهب إليها سعادة اللواء حيدر أحمد سليمان مديراً.. أن بورتسودان لم يأتها مديرًا لاستتباب الأمن فقط إنما جاءها رجل كامل الدسم شامل المعنى والفهم... مثقف لا ثقافة محلية بل ثقافة دولية تليق بحكومة الولاية... اللواء حيدر له أن يفاخر بعهده مديراً لشرطة ولاية البحر الأحمر فقد شهدت فترته حتى اليوم بحمد الله تجربة تجعله رجل أمن من الطراز الدولي... وطبيعة الولاية باعتبارها ولاية سياحية قبلة للسياح داخلياً وخارجياً... أن يدير العملية الأمنية طوال موسم السياحة هناك بنجاح دون تفلتات هنا وهناك وسط هذا الكم البشري لهي تجربة يجب أن يفخر بها إيلا قبل وزارة الداخلية ورئاسة الشرطة هنا في الخرطوم... اللواء حيدر نموذج للقيادة الشرطية المشرفة... هنيئاً لولاية البحر الأحمر باللواء حيدر وطاقمه الشرطي من الضباط جميعهم وصف الضباط والجنود، وهنيئاً لهم بحسن الصنيع هناك. لا أجزم بنجاح إيلا هناك بنجاح العمل الشرطي «المميَّز» وحده بل اصطفاه الله بطاقم أمني في الجيش وجهاز الأمن العام من الطراز المميَّز... عشتهم وعايشتهم هناك حين زرتهم ووقفت من باب الزيارة فقط على حسن ترتيبهم وتقديرهم للآخرين خاصة ضباط جهاز الأمن العام من الضباط الشباب الذين يُدخلون الفرحة بهندامهم المميَّز وطلَّتهم البهيَّة وهذا والله هو سر تميُّز هذه الولاية... أخي الدكتور إيلا عُضَّ بالنواجذ على هذا الإنجاز بهؤلاء الرجال الذين يستحقون منكم التقدير والاعتراف بحسن الصنيع. كل العشم أن تنداح التجربة النموذجية على كل ولايات السودان... والما عندو إيلا يارب تديه إيلا... إيلا... يا رب إن لم يكن إيلا.. «أخو إيلا».