شعار أهلية وديمقراطية الرياضة الذي نردده كالببغاوات منذ عشرات السنين يعني أن يدير النشاط الرياضي أهله وناسه عن طريق الممارسة الديمقراطية بالانتخاب الحر المباشر ابتداءً من الأندية ومروراً بالاتحادات وانتهاءً باللجنة الأولمبية. والحقيقة والواقع يقولان إن هذا الشعار لا علاقة له بالأهلية والديمقراطية، لأن كثيراً من الذين يعملون في هذا المجال لا علاقة لهم بالرياضة سوى أنها أسرع وسيلة للشهرة والمكانة وتحقيق المصالح المباشرة أو غير المباشرة عن طريق استغلال العلاقات التي يخلقها لهم عملهم في الأندية والاتحادات.. أما الديمقراطية التي يفترض أن يختار فيها أعضاء الجمعيات العمومية مجالس الإدارات بإرادة حرة وبمعايير الكفاءة والخبرة والقدرة على العطاء فلا وجود لها على الإطلاق، لأن الديمقراطية مهما حاول البعض أن يجملها قد تحولت إلى سوق للنخاسة بعمليات حشد واستجلاب العضوية التي تباع فيها الأصوات وتشترى في وضح النهار، لتصل المجالس للسلطة بما تدفعه من أموال وليس بخططها وبرامجها وكفاءة رجالها. ولذلك فإن الحديث عن الشرعية في ظل هذه الديمقراطية وهم كبير وخداع للنفس والآخرين، لأن الجميع بما فيهم الصحافيون الذين يساندون ديمقراطية الزيف يدركون تماماً أن من فازوا في هذه الديمقراطية قد اشتروا هذه المناصب بأموالهم وليس باقتناع الأعضاء بأنهم الأجدر والأصلح لقيادة النادي بفكرهم ووعيهم ورؤيتهم لمستقبل النادي. سقت هذه المقدمة بمناسبة التصريح الذي أدلى به الحاج عطا المنان رئيس نادي الهلال الذي أعلن فيه عن فتح باب العضوية لينالها كل من يرغب في الحصول عليها من جماهير النادي، وطبيعي جداً أن يدعو رئيس النادي لفتح باب العضوية في إطار تنفيذ أمر التكليف بعقد الجمعية العمومية لاختيار مجلس جديد في نهاية فترة المجلس، ولكن كنا نتوقع أن يسبق الحديث عن فتح باب العضوية إعلان من لجنة العضوية بضوابط وإجراءات الحصول على العضوية التي تهدف للحد من استجلاب العضوية وشراء الأصوات بحضور العضو شخصياً ومعه الأورنيك المزكى من أعضاء النادي المعروفين وبطاقة الهوية، وعدم السماح لأي شخص يحمل عضوية قديمة باستخراج بطاقة عضوية جديدة، ليتفادى دفع المتأخرات، وعدم استلام كشوفات عضوية جماعية كما كان يحدث في لجان العضوية السابقة الذي يتنافى جملة وتفصيلاً مع اللائحة.. المهم هو أن تكون هناك شروط توضع بواسطة قانونيين للحد من عملية شراء الأصوات حتى تكون هناك انتخابات نظيفة تعكس الإرادة الحقيقية للجماهير التي تم تغييبها خلال السنوات الماضية بالشراء الممنهج للأصوات والضمائر!! ورغم أن قوانين «الفيفا» ترفض التعيين وتنص على أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية، إلا أن قناعتي بأن التعيين في المرحلة الحالية أفضل مليون مرة من المسخ المشوه الذي يطلق عليه مجازاً ديمقراطية التي لا تفرز إلا أضعف العناصر التي تضمها قائمة رجل الأعمال لتتحكم في مصائر الأندية وتقودها للصراعات والخلافات والخيبة والفشل باسم الشرعية والديمقراطية التي أفرغوها من كل محتوى بممارسات التزييف المتواصل لإرادة الجماهير التي يحكمون باسمها زوراً وبهتاناً.. ويكفي دليلاً على صدق ما نقول أن أعظم الإنجازات في تاريخ النادي قد تحققت في عهود التعيين باستثناء إنجاز 87م تحت قيادة زعيم أمة الهلال، حيث وصل الهلال نهائي بطولة الأندية الإفريقية أمام الوداد المغربي في عام 92م في عهد المجلس المعين بقيادة الراحل عبد المجيد منصور، كما حقق مجلس طه علي البشير المعين إنجاز الوصول لنهائي البطولة العربية بتونس في عام 2005م كإنجاز غير مسبوق في تاريخ النادي في المنافسات العربية للأندية، كذلك حقق مجلس الفريق المدهش عبد الرحمن سر الختم إنجازات كروية وإنشائية كبيرة بتأهيل النادي والاستاد بالمستوى الذي يليق بتاريخ ومكانة الهلال، كما أفرزت المجالس المعينة عدداً كبيراً من أفضل وأنجح الإداريين أمثال الفريق المدهش عبد الرحمن سر الختم وقاهر الظلام عبد المجيد منصور وعمر البكري أبو حراز ومأمون النفيدي والأمين عبد المنعم وعلي قاقارين وأحمد عبد القادر، وبقية العقد المنثور من الرجال الذين دفعوا مسيرة الهلال نحو أهدافها وغاياتها بفكرهم وجهدهم. وخلاصة القول إننا لسنا ضد الديمقراطية التي تعتبر من أعظم وأنبل القيم وليس فيها ما يعيبها، ولكن العيب في الممارسات التي تتم باسمها للوصول للحكم، ولذلك أعتقد أن الحل الأمثل لأزمة الديمقراطية في الهلال التي يستعد مرضى السلطة والزعامة للانقضاض عليها بالتمديد لمجلس الإدارة المعين لستة أشهر أخرى لإنجاز خريطة الطريق وتحقيق الاستقرار والتحضير لانتخابات حرة ونزيهة الانتصار فيها للأحق بقيادة النادي وليس لمن اشترى أكبر عدد من الأصوات. خزعبلات معتصم محمود!! كلما انهزم معتصم محمود في معركة بالحقائق والمنطق والموضوعية، يلجأ للتأليف والفبركة والكذب الصريح، فبعد أن انهزم في معركة مريخية الحاج عطا المنان وتسجيل العجب وعدم مساهمات طه علي البشير واتهامي بتقلب المواقف وعدم المهنية، كتب أمس عن محادثة وهمية اختلقها من خياله المريض بقوله إن دسوقي تآمر على حسن عز الدين وأوقع بينه وبين حكيم الهلال طه علي البشير، وهي فرية كبرى لأن طه لم يختلف يوماً مع حسن حتى رحيله عن الدنيا، حيث ظلت علاقته به من أقوى وأوثق الصلات في الوسط الرياضي.. وأعتقد أنه ليس هناك مجال للمغالطات في هذا الموضوع، وطه علي البشير صاحب القول الفصل في ما كتبه معتصم حي يرزق ويستطيع أن يحسم الأمر ليعرف الناس من هو الذي يثير الفتن ويتاجر بالموتى ويكذب على رؤوس الأشهاد!! وبالنسبة للمساهمة التي تذهب لشقيقة حسن عزالدين، أمد الله في عمرها، فأنا الذي أصدر قراراً بمنحها مبلغ «500» جنيه بوصفي مديراً عاماً، وظل المحاسب شبو يستخرجها شهرياً ويقوم بتسليمها للأسرة الأخ عبد الله أبو سن المدير الإداري، وذلك حتى مغادرتي منصب المدير العام ورئيس التحرير.. والشهود على هذه الوقائع كلهم أحياء ويستطيعون الإدلاء بشهاداتهم لله وللتاريخ في هذا الأمر. وإذا كنت أنا الذي أصدر قرار منح أسرة حسن عز الدين معاشاً شهرياً تقديراً لدوره في تأسيس «الكابتن» والدفع بمسيرتها، فهل يعقل أن أتناقض مع نفسي وموقفي تجاه الأخ والصديق حسن عز الدين الذي لم تحدث بيني وبينه قطيعة طوال علاقتي به، بإيقاف معاش أسرته؟.. ما هذه السذاجة التي تجعل معتصم يعتقد أن الناس قد فقدوا عقولهم لتصدق مثل هذه الخزعبلات؟! وتبقى ثالثة الأثافي أن الراحل علي الفكي الذي يدعي معتصم الدفاع عنه والحديث عن علاقته به، ظل على خلاف معه حتى فترة مرضه الأخير، ولم يشارك في تشييع جثمان صديقه أو يؤدي واجب العزاء في الرجل الذي يستغل موته لتصفية حساباته مع طه علي البشير ودسوقي!!