في الوقت الذي بذل فيه الوسطاء بالعاصمة الإثيوبية اديس ابابا جهودا للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع، استمر الطرفان في الإعلان عن عزمهما تصعيد عملياتهما العسكرية، لكن الخرطوم ايضا انضمت الى ركب إيقاف نزيف الدم الجارى بدولة جنوب السودان، ولارتباط تأثيراته المستقبلية على الأمن القومي السوداني، رغم استمرار العمليات العسكرية على نطاق واسع، وشهدت العاصمة جوبا تبادلاً لإطلاق النار منذ أيام، والمزيد من نزوح السكان منها باتجاه يوغندا جنوباً، كما تواصلت الاشتباكات بولايتي الوحدة وجونقلي شمالاً، وفيما يلي تفاصيل ردود الفعل الدولية بشأن أزمة دولة جنوب السودان أمس: جوبا تنتقد انتقد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية انتوني ويك عمليات الإجلاء من قبل الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة للعاملين في سفارات والقواعد في جنوب السودان باعتبارها غير ضرورية، وقال المتحدث بأن عمليات الإجلاء تزيد من المخاوف غير المبررة بشأن الهجوم على جوبا، ويأتي انتقاد بعد أن أمرت وزارة الخارجية الأمريكية رحيل معظم الموظفين المتبقية في جوبا. أحداث جوبا شهدت مناطق متفرقة بدولة جنوب السودان اشتباكات مسلحة جديدة وأنباء عن استمرار المعارك في بور حاضرة ولاية جونقلي، وأوضح الناطق الرسمي باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير في مؤتمر صحفي مشترك مع السكرتير الصحفي لرئيس جمهورية جنوب السودان أتينج ويك، أن هناك مجموعات من الجيش الشعبي تمردت في مناطق «ياي، موندري، مريدي، جامبو» بالإستوائية الوسطى، إلى جانب وقوع معارك بحقل عداريل النفطي بأعالي النيل، هذا وأكد أقوير عن استمرار الإشتباكات بمدينة بور حاضرة جونقلي، كاشفاً عن إطلاق نار بجوبا لم يذكر أما كان هنالك إصابات أم لا، لكنه أشار إلى السلطات تبحث عن أسباب إطلاق النار، وفي الأثناء كشف مصدر طبي فضل حجب أسمه لدواعي أمنية عن وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة «10» آخرين تم نقله لتلقي العلاج بالمستشفى العسكري بجوبا، من جانبه إستهجن السكرتير الصحفي لمكتب الرئيس الجنوبي أتينج ويك تعاطي وسائل الإعلام الخارجية مع ما يجري في جنوب السودان، وأشار ويك في تصريحات صحافية إلى تقارير اعتبرها مضللة نشرت بموقع «سودان تربيون» وأخرى تم بثها على قناة الجزيرة الإنجليزية تم على إثرها طرد مراسل الجزيرة الإنجليزية بجنوب السودان. انشقاق توب أوضح محافظ مقاطعة ياي جمعة ديفيد أقاستن أن مجموعة عناصر الجيش الشعبي قدر أعدادهم ب«120» شخصا بقيادة العميد بيتر توب أعلنوا انشقاقهم من الجيش الشعبي في تمام العاشرة والنصف من ليلة أمس الأول وأطلقوا النار داخل القيادة العسكرية بمدينة ياي، مما أدى إلى مقتل واصابة اثنين من عناصر الجيش الشعبي وإمرأة أخرى كانت عابرة بالطريق، واصفا الأوضاع بالمستقرة حالياً بالمدينة ودعا المحافظ الأهالي إلى مزاولة نشاطهم اليومي. ألمانيا تتهم اتهم وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير طرفي النزاع في دولة جنوب السودان باتباع أسلوب المماطلة. ونقل مارتن شيفر المتحدث باسم وزارة الخارجية عن الوزير قوله امس إنه لهذا السبب يتعيّن على المجتمع الدولي زيادة الضغط بصورة واضحة على جنوب السودان. الصين تدعو دعت الصين أكبر مستثمر فى صناعة النفط بجنوب السودان امس، إلى وقف القتال هناك فورا. وفى زيارة إلى إثيوبيا أبدى وزير الخارجية الصيني وانج يى قلقه البالغ إزاء الاضطرابات التي تفجرت في جنوب السودان منذ ثلاثة أسابيع وأدت إلى مقتل أكثر من ألف شخص، وأرغمت الحكومة على خفض إنتاج النفط بنحو «20» بالمائة. وقال وانج فى مؤتمر صحفى فى أديس أبابا المحطة الأولى فى جولة افريقية موقف الصين فيما يتعلق بالوضع الحالى فى جنوب السودان واضح تماما.. أولاً ندعو إلى وقف فورى للقتال والعنف. وتستضيف العاصمة الإثيوبية محادثات سلام بين حكومة جنوب السودان والمتمردين. وكانت بكين ناشدت الشهر الماضى أيضا الجانيبن وقف القتال. وقال وانغ إن الصين ستبذل قصارى جهدها للمساعدة فى إرساء الاستقرار فى جنوب السودان إلا أنه لم يذكر المزيد من التفاصيل، وحث القوى الدولية على دعم جهود الوساطة التى تقودها إثيوبيا. وقف إطلاق النار ذكر مركز والتا الإعلامي الإثيوبي أمس، أن ممثلى طرفى الصراع بجنوب السودان يجرون محادثات جديدة فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا من أجل تحقيق السلام فى بلادهم ، خاصة عقب تدخل المبعوث الامريكي السفير دونالد بوث، و وصف المركز الإعلامى الإثيوبى المحادثات بين الجانبين بأنها متقدمة، وقال يتم التركيز فيها على بحث موضوع وقف إطلاق النار ومسألة الإفراج عن المسجونين السياسيين، إلا انه أكد انه لم يتم الكشف عن أى تفاصيل أخرى. إدراك الأزمة ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز الأمريكية» أن جنوب السودان تتصدر المشهد حاليا بعد نحو عامين ونصف من انفصالها عن الشمال.. مشيرة إلى أنه بات واضحا أنها ليست أرضا ريفية يحكمها مقاتلون من أجل نيل الحرية، ولكن توجد بها انشقاقات داخلية خاصة، وتوترات عرقية، وجروح متبقية من حربها مع الشمال.. لافتة إلى أنه على العالم الخارجى ألا يسيء فهم جذور اندلاع العنف الحالي، حتى يتسنى له البدء فى التعامل مع هذا الصراع الداخلى الجديد. ورأت الصحيفة الأمريكية - فى سياق مقال للرأي أوردته على موقعها الإلكترونى امس الإثنين - أنه بالرغم من أن هناك كثيرا من التقارير التى تشير إلى أن الأزمة الحالية اندلعت على أسس قبلية - وهو ما اعتبرته الصحيفة وسيلة مبسطة للغاية وبالغة الخطورة لوضع إطار للأحداث - إلا أنها أكدت أن المصدر الحقيقى للعنف فى جنوب السودان ذو طابع سياسي وليس عرقياً.. موجهة النصيحة لواضعي السياسات الغربيين بأن عليهم أن يدركوا هذه الحقيقة قبل فوات الأوان. وأوضحت أن اقتصار الصراعات على أنها قبلية هو أمر بالغ الخطورة، لا سيما حينما يتم تطبيقه على دولة كجنوب السودان، حيث يكون للشركاء الأجانب تأثير كبير، وأي توجه نحو وصف الصراع بأنه قبلي، سيكون كارثياً، لأنه سيرسخ ويؤكد صحة وجود تصدعات عرقية هناك، بدلاً من إعطاء فرصة لتقاسم السلطة السياسية لضمان حل سهل للأزمة. وحذرت الصحيفة من أن تحول الروايات الغربية - التي تقول إن الوضع في جنوب السودان مجرد أزمة عرقية - دون التوصل إلى حلول سياسية عملية.. مثل ما حدث فى الصراع فى دارفور، حيث وصف نشطاء ووسائل الإعلام حينها بأن ما يحدث هو إبادة جماعية ترتكبها غالبية عربية مستبدة، وهو ما أدى فى نهاية المطاف إلى القضاء على إمكانية وجود وساطة دولية لحل الأزمة. روسيا تأمل أعرب ميخائيل مارجيلوف، المبعوث الروسي الخاص لأفريقيا، عن أمله في أن تنجح المفاوضات بين الأطراف المتحاربة فى جنوب السودان قبل قمة الاتحاد الأفريقى المقرر عقدها فى أواخر شهر يناير الجاري في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقال مارجيلوف فى تصريح نقلته وكالة أنباء إيتارتاس الروسية تعليقًا على بدء المفاوضات المباحثات الرسمية بين الأطراف المتحاربة فى جنوب السودان تبشر بنتائج إيجابية سريعة وستكون مشكلة جنوب السودان فى صدارة أولويات القمة الإفريقية، وأعرب عن أسفه لمناقشة الاتحاد الأفريقى للقضايا المحلية بدلاً من المشكلات العالمية التي تواجه القارة.