يزور الرئيس عمر البشير دولة جنوب السودان اليوم، في زيارة تستغرق يوماً واحداً يجري من خلالها مباحثات مع نظيره سلفا كير ميارديت لاحتواء الأزمة التي نشبت بين سلفا ومعارضيه. وأبلغ السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية عماد سيد أحمد «الإنتباهة» أن زيارة البشير تأتي بطلب من حكومة جوبا، وتجيء استكمالاً للجهود التي قام بها رئيس الجمهورية للمساهمة في وضع حد للصراع الجاري بالجنوب. في غضون ذلك قال أتينج ويك أتينج السكرتير الصحفي لرئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، إن المتمردين أصبحوا يتداولون معلومات خاطئة حول طبيعة الأوضاع فى جنوب السودان. وقال أتينج في مؤتمر صحفي عقد أمس بجوبا: «ليس هناك سبب يجعل حكومة ودولة جنوب السودان تنهار، فقوات رياك مشار ليست لديها قدرات تؤهلها لأن تهاجم جوبا». ووجه أتينج انتقادات حادة لبعثة الأممالمتحدة التي يحاول منتسبوها تقديم معلومات مضللة للعالم حول طبيعة الوضع في جنوب السودان، وبالأخص ما يدور في ولاية جونقلي، على حد قوله. إلى ذلك أعلن وفد جوبابأديس أبابا رفضه إطلاق سراح المعتقلين السياسيين إلا بأمر المحكمة، فيما أعلن وفد مشار قبوله الأجندة التي طرحتها الوساطة للمحادثات المباشرة، وقال المتحدث الرسمي باسم الوفد يوهانس موسس إنهم قبلوا الأجندة وينتظرون الوساطة لبدء المحادثات المباشرة، وأبلغ «الإنتباهة» أمس عبر الهاتف من أديس أبابا أن الأجندة المقترحة للمحادثات تشمل وقف إطلاق النار ووقف العدائيات، ونوّه بأن الوساطة ستجري مقابلة مع الوفد في وقت لاحق. وذكر أن الوفد أرجأ مؤتمراً صحفياً إلى اليوم لتوضيح بعض النقاط. ومن جانبه أعلن وزير الإعلام ماكويل مكوي في مؤتمر صحفي بأديس أبابا عن رفض حكومته إطلاق سراح المعتقلين السياسيين إلا بأمر المحكمة، وقال مكوي إن العاصمة جوبا مستقرة والصراع الدائر الآن بدولته ليس داخل الحركة الشعبية وإنما بين الحكومة والمعارضة، وذكر أنهم يوافقون على الأجندة التفاوضية للتفاوض، وأعلن أن جوبا لن تقبل التفاوض حال عدم التزام مشار بوقف إطلاق النار. وميدانياً قتل الفريق بالجيش الشعبي ملوال أيونج في معارك أمس الأول بين منطقتي سودان سفاري وجميزة بالقرب من منطقة منقلا، فيما تمرد اللواء سايمون كاثويث رئيس هيئة التمويل والتعاون بالجيش الشعبي. وبموازاة ذلك ميدانياً سقطت مدينتا ييي ومريدي في يد قوات موالية لمشار أمس، ودارت في ذات الأثناء اشتباكات عنيفة بقاعدة لوري شرق جوبا. وفي ذات السياق قالت مصادر ل «الإنتباهة» إن قائد قوات الكوبرا ديفيد ياو ياو انضم لقوات مشار، فيما استبعدت قيادات سياسية تابعة لياو ياو تلك الخطوة، وقالت إن جوبا تحاول إحراج التنظيم المعارض بإقحامهم في صراع داخلي بالحركة الشعبية. وفي سياق متصل أجرى المبعوث الصيني الخاص لإفريقيا لقاءات بالنائب الأول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح ووزير الخارجية علي كرتي بشأن موقف الحكومة بخصوص الأوضاع في دولة جنوب السودان، ووصف المبعوث في تصريحات للصحافيين عقب اجتماعه بالنائب الأول بالقصر الجمهوري أمس الاجتماع بالمهم جداً، وقال: «استمعنا إلى موقف الحكومة بخصوص تلك الأوضاع في دولة جنوب السودان»، وقال إن النائب الأول أبلغه بدعم السودان لجهود الإيقاد الرامية لمعالجة النزاع سلمياً. وفي السياق نفسه التقى المبعوث الصيني الخاص لإفريقيا وزير الخارجية علي كرتي، وبحث اللقاء بحسب المتحدث الرسمي باسم الخارجية السفير أبو بكر الصديق، تطورات الأوضاع في دولة جنوب السودان، وأحاط المبعوث كرتي علماً بنتائج جولته على عواصم الإقليم التي شملت كلاً من نيروبي وكمبالا وأديس وجوبا، والجهود الرامية لإنجاح مبادرة الإيقاد.