لحظة سيتوقف فيها العالم ليشهد مواجهة المريخ وبايرن ميونخ في دوحة العرب وليرى السودان كما لم يره من قبل، كيف لا والأحمر الوهاج يصنع ربيعاً للوطن. الثامنة مساء سيتردد اسم المريخ على قنوات ألمانية وفرنسية وعربية مقروناً ب«السودان»، وليس غريباً على أبطال مانديلا رفع اسم السودان وتشريفه. الثامنة مساء سيقف غوارديولا الذي لا يعرف المريخ ليصافح كروجر مدرب المريخ وسيرى لاعبي المريخ ويتعرف على السودان وشعبه من خلال الأهازيج والطبول التي ستقرع في مدارج إستاد حمد بن جاسم وهي ترتدي الأحمر والأصفر وستركز الكاميرات على «الجلابية والتوب» الماركة المسجلة باسم السودان. الثامنة مساء سيجري لاعبو المريخ جنباً إلى جنب مع أبطال العالم وأوربا وألمانيا ووقتها فقط سيصحو البعض على الحقيقة التي رفضوا تقبلها وكابروا في سبيل أثبات أنها «كذبة». المريخ بايرن ميونخ ليست مباراة كرة قدم فقط بل إنها بوابة لضخ كم هائل من الإرث والثقافة المطموسة عمداً وإعادة تصديرها للعالم الذي لا يعلم عنا إلا ما تريد قنواته وساسته. تسعون دقيقة من ذهب لإبراز أفضل ما عندنا في الملعب وخارجه وفرصة لا تعوض للاعبي المريخ لعرض مواهبهم للعالم أجمع و لوكلاء اللاعبين الموجودين في عاصمة الرياضة العربية. البايرن وعلى لسان مدربه الكبير بيب غوارديولا سيحرص بشدة على الاستفادة من مواجهة اليوم ومعنى ذلك أن التيكي تاكا ستكون حاضرة وبالتالي فالرهان على لاعبي المريخ سيتوقف على مقدراتهم البدنية في المقام الأول. فالتيكي تاكا التي ابتكرها «الكتلان» وطورها أكثر غوارديولا مع البايرن تعتمد في الأساس على الاحتفاظ بالكرة لأطول فترة ممكنة وحرمان المنافس من استعادتها حتى يستنفد جل طاقته ويسهل بعدها القضاء عليه. لذلك ننتظر أن يكون الالماني كروجر لقن الشياطين الحمر كل ما يحتاجون إليه لمجاراة البافاري لأن الحماس وحده لن يكن كافياً لكسر احتكارية نجوم العالم للكرة واستحواذهم عليها. إذا نجح المريخ في مجاراة البايرن واستحوذ على الكرة ولو بنسبة واحد إلى أربعة فسنقول إن التجربة نجحت ولو خسرنا بالدستة لأن الغرض منها هو الإعداد للبطولة الإفريقية التي تلعب معظم فرقها كرة القدم بالفطرة وتكثر من اللعب الطويل والعشوائية. نتمنى أن تصيب عدوى التيكي تاكا لاعبي الأحمر لنقلها لملاعب السودان التي تفتقر للكرة الممرحلة، وكما كان المريخ سباقاً في إدخال طريقة 3-5-2 الشهيرة في تسعينيات القرن الماضي ربما يكون صاحب السبق في إدخال التيكي تاكا للسودان. أفضل إنجازات الأحمر في الألفية الثالثة هو حصوله على فضية الكونفدرالية عام «2007» ولأن الاحمر وفي لكل من يسطر اسمه في سجل المبدعين فيه سيشاهد الجمهور في الملعب وعبر الشاشات الألماني الكبير أتوفيستر مدرب المريخ الذي دعته إدارة الأحمر فلبّى الدعوة. لمسة أخيرة اختار كروجر لاعبين ليكونا بجانبه خلال المؤتمر الصحفي الذي أُقيم أمس وجلس الأنيق هيثم مصطفى بجوار كروجر ومعه باسكال في المنصة. كل يوم جديد يثبت أن هيثم اختار الطريق الصحيح بينما يكتفي الحاقدون ب «الفرجة».