في الحلقة الأولى من هذه الحلقات بينت ضلال النصارى من جهة اعتقادهم التثليث ووقف القارئ على نماذج من حيرة بعض «قساوستهم» في فهم الثالوث فضلاً!! وفي الحلقة الثانية بينت ضلالهم من جهة اعتقادهم صلب المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام وأن ذلك تم بزعمهم فداء للبشرية من الذنب الذي وقع فيه أبوهم آدم عليه السلام وانتقل إليهم بالوراثة!!! وفي هذه الحلقة أشير إلى ضلالهم من جهة كتابهم المقدس لديهم بعهديه القديم والجديد، وهذه الحلقات الثلاث هي إشارات موجزة ومختصرة يتبين بها بوضوح وجلاء تام «ضلال» النصارى.. ويزداد بصيرة من يقرأ في كل ركعة قول الله تبارك وتعالى في أم الكتاب «اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين».. يزداد بصيرة بضلال النصارى وبعدهم عن إدراك الحق والعمل به. وإذا كان التثليث والصلب والفداء هي من أصول الديانة النصرانية فللقارئ أن يعلم أن الكتاب المقدس لدى النصارى لا يوجد فيه ذكر هذا «الثالوث» فليس في الكتاب المقدس ذكر «الله الابن» وليس فيه ذكر «الله الروح القدس»!! وليس ذلك فحسب؛ بل إن الكتاب المقدس الذي بين يدي النصارى ليس فيه تحديد الخطيئة التي كان صلب المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام بزعمهم لتكفيرها!! فكيف تكون هذه أصول في العقيدة النصرانية وليس لها ذكر في الكتاب المقدس؟! وكيف تكون قضية الصلب والفداء هي أكبر قضية لدى النصارى وعليها تقوم النصرانية ولا يوجد في الكتاب المقدس بيان وتحديد لهذه الخطيئة؟! في الكتاب المقدس يقرأ النصارى وصف الله تعالى بالنقائص!! كالعجز! والتعب! والندم! والتأسف! والجهل وعدم العلم! وفي كتابهم المقدس يقرأون وصف بعض أنبياء الله بالأوصاف السيئة! ويقرأون تناقضات كثيرة فما هو ممنوع ومحرم في سفر تجده حلالاً وجائزاً في سفر آخر والعكس!! بل تناقضات واختلافات حتى فيما أوردوه من نسب المسيح عيسى عليه السلام!! واختلافات في قضايا أساسية من الأحداث التي مرت بالمسيح! واختلافات في أرقام أشياء محددة بين سفر وآخر! مما يجد من يريد إحصاءه كلفة كبيرة ومشقة. ومن باب ذكر أمثلة لما ذكرت فإني أورد ما يلي: «حزن الله وأسفه لخلق الإنسان»!! في سفر التكوين الإصحاح السادس 57 : «ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض. وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شريرٌ كل يوم. فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض. وتأسف في قلبه. فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته. الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء. لأني حزنت أني عملتهم. «ندم الله على شره» في صموئيل الثاني الإصحاح الرابع والعشرين 15-16 : «فجعل الرب وبأً في إسرائيل من الصباح إلى الميعاد فمات من الشعب من دان إلى بئر سبع وسبعون ألف رجل. وبسط الملاك يده على أورشليم ليهلكها فندم الرب عن الشر وقال للملاك المهلك الشعب كفى. الآن رد يدك. «تعب الرب وحاجته للاستراحة» في سفر التكوين الإصحاح الثاني 13 : «فأُكمِلَتْ السماوات والأرض وكل جندها. وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل. فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل. وبارك الله اليوم السابع وقدسه. لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقاً» «عجز الرب عن مصارعة يعقوب»! في سفر التكوين الإصحاح الثاني والثلاثين 2230 وفي الإصحاح الخامس والثلاثين 915 يقرأ مالا ينقطع به العجب بعد قراءته عن وصف الرب بالعجز حيث صارع يعقوب حتى الفجر!! «حاجة الرب لعلامة لئلا ينسى» يقرأ النصارى ذلك أيضاً في الكتاب المقدس لديهم في سفر التكوين الإصحاح التاسع 1117 .. والخلاصة في ذلك «وقال الله هذه علامة الميثاق الذي أنا واضعه بيني وبينكم... فمتى كانت القوس في السحاب أُبصرُها لأذكر ميثاقاً أبدياً...». «لا يعلم الرب ما غاب عن عينيه»! في سفر التكوين الإصحاح الثالث 89 : «وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار. فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة. فنادى الربُّ الإلهُ آدمَ وقال له أين أنت. فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت. فقال من أعلمك أنك عريان. هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها». ولعل هذه النقول كافية في بيان ما يشتمل عليه الكتاب المقدس لدى النصارى من وصف للرب بالنقائص تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً.. ولو تدبر عقلاء النصارى هذه الأمثلة وتأملوها لأدركوا أن الكتاب الذي بين أيديهم قد حُرّف، وبدل فيه وغير، فكيق تقبل عقولهم أن يكون ربهم الذي خلقهم وأوجدهم بهذه الصفات التي لا يقبلونها هم لأنفسهم، ولا يقبلون أن يوصف بها بعضهم؟! وندرك الضلال الذي عليه أصحاب هذه الديانة عندما نجد التناقضات العلنية الكثيرة في كتاب واحد!! فتعدد الزوجات ممنوع كما في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس 7:2 ، بينما هو حلال وقد كان لإبراهيم ويعقوب وداود وسليمان عدة زوجات كما في سفر التكوين «16 : 13» و«25: 1» و«32 :23» وأخبار اليوم الأول «3 :19» والملوك الأول «11 : 13» وفي أحكام: القصاص والختان ورجم الزاني وغيرها تجد التناقض بين حلها وحرمتها في هذا الكتاب!! ويقرأ النصارى في كتبهم عن سكر نبي الله نوح وشربه الخمر حتى أبصره حام وجاء أبناؤه فستروه!! وذلك في سفر التكوين «9: 2027» ويقرأون في الملوك الأول «11: 413» أن سليمان عبد الأصنام.. ويقرأون في مثل ذلك الكثير.. بل يقرأون في نسب المسيح ما يلي: في إنجيل متى أن المسيح ابن 1/يوسف ابن 2/يعقوب ابن 3/متان ابن 4/ اليعازر ابن 5/ أليود ابن 6/ أخيم ابن 7/صادوق ابن 8/عازور ابن 9/الياقيم ابن 10/ ابيهود ابن 11/ زربابل ابن 12/شألتئيل ابن 13/ يكنيا ابن 14/ يوشيا ابن 15/ آمون ابن 16/منسى ابن 17/ حزقيا ابن 18/أحاز ابن 19/يوثام ابن 20/عزيا ابن 21/يورام ابن 22/يهوشافاط ابن 23/أسا ابن 24/أبيا ابن 25/رحبعام ابن 26/سليمان ابن 27/داود. هذا نسب المسيح حسب ما ورد في إنجيل متى : «1_16» ولنا أن نتوقع ما هو نسب المسيح في إنجيل لوقا؟! وكلا الإنجيلين كما هو معلوم ضمن الكتاب المقدس عندهم!!! إن نسب المسيح في إنجيل لوقا: «3_ 23» كما يلي : المسيح ابن 1/يوسف ابن 2/هالي ابن 3/متثاب ابن 4/لاوي ابن 5/ملكى ابن 6/ينا ابن 7/ يوسف ابن 8/متاثيا ابن 9/عاموص ابن 10/ناحوم ابن 11/حسلي ابن 12/نجاي ابن 13/مآث ابن 14/متاثيا ابن 15/شمعي ابن 16/يوسف ابن 17/يهوذا ابن 18/يوحنا ابن 19/ريسا ابن 20/زربايل ابن 21/شألتئيل ابن 22/نيري ابن 23/ملكى ابن 24/أدى ابن 25/قصم ابن 26/المودام ابن 27/ عير ابن 28/يوسى ابن 29/اليعازر ابن 30/يوريم ابن 31/متثات ابن 32/لاوي ابن 33/شمعون ابن 34/يهوذا ابن 35/يوسف ابن 36/يونان ابن 37/الياقيم ابن 38/مليا ابن 39/مينان ابن 40/متاثا ابن 41/ ناثان ابن 42/ داود. والاختلافات التي بين النسبين كثيرة كانت محل عناية لبعض المتخصصين في قضية الاختلافات والتناقضات بين الأناجيل التي يحويها الكتاب المقدس.. ومساحة المقال محدودة وإلا فإن الكثير في هذا الجانب مما أرى أنه مما ينبغي ذكره في هذا السياق، والمقصود ذكر نماذج لما يحويه هذا الكتاب الذي أخبرنا ربنا سبحانه وتعالى بتحريف أهله له سواء بالتغيير والتحريف أو الزيادة والنقصان.. فكان هذا التحريف من أسباب ضلالهم، ومن يقرأ شيئاً مما ذكر في هذه الحلقات الثلاث في التثليث والصلب والفداء والكتاب المقدس لدى النصارى يزداد يقينه بوصف الله تعالى لهم وبما شرحه رسوله الكريم في الحديث الذي ذكرته في الحلقة الأولى بما نردده في خاتمة أم القرآن الكريم من دعاء عظيم أن يجنبنا الله تعالى صراط المغضوب عليهم و«الضالين» وهم النصارى.. هداهم الله للحق.. وثبّتنا عليه.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.