يُقال إنَّ أصعبَ عمل يقوم به الشخص في حياته هو أن يكون أباً أو أمَّاً. ربَّما يكون هذا الشعور هو ما يحدث عندَ بعض الناس حتماً خلال سنوات المراهقة التي يمرُّ بها أبناؤهم. سلوكُ المراهقة: ربَّما يكون سلوكُ المراهقين محيِّراً، ومجهداً، ومؤذياً، ومثيراً للقلق في كثيرٍ من الأحيان. ولكنَّ هذا لا يعني، في معظم الحالات، أنَّ هناك شيئاً خطيراً يحدث لدى الطفل أكثر من كونه مجرَّدَ عملية طبيعية ليصبح بعدها الطفل بالغاً. إنَّ العديدَ من المسائل السلوكية الشائعة، التي يستصعبها الآباء، هي جزءٌ أساسيٌّ من مرحلة البلوغ والنمو. إنَّ اندفاع الهرمونات بقوَّة، بالاشتراك مع التغيُّرات التي تطرأ على الجسم، والسعي الحثيث للبحث عن الذات، والضغوط من الأصدقاء، والشعور المتنامي بالاستقلالية، كلُّ ذلك يعني أنَّ سنوات المراهقة هي وقت مُربِك بالنسبة للأطفال. وقد يعني أنَّهم يصبحون، على سبيل المثال، منعزلين، أو يريدون مزيداً من الوقت للبقاء وحدهم أو مع أصدقائهم، أو يشعرون بأنَّه يُساء فهمُهم، أو يرفضون محاولات الوالدين للتحدُّث إليهم أو إظهار المودَّة لهم، أو يظهرون غاضبين ومتقلِّبي المزاج. هذه التغيُّراتُ في الشخصية قد تكون طبيعية، ولكن هذا لا يعني أنَّ الإنسان - لكونه أباً أو أماً - لا يتأثَّر ويشعر بالقلق من تصرُّفاتهم. مشاعرُ الوالدين تجاه سلوك المراهقين يمكن للمراهقين أن يستثيروا حتَّى أكثر الأبوين هدوءًا. عندما يكون الوالدان مُثقَلين بأعباء إضافية في حياتهما، كأن يكون لهما أطفالٌ آخرون مثلاً، مع وجود ضغوط في العمل، والعلاقات مع الناس، والالتزامات العائلية، والمرض، كلُّ ذلك قد يُضفي على الأبوين شعوراً بالفشل. لابدَّ من محاولة العودة عن هذه الحالة، والتَّذكر بأنَّ هؤلاء المراهقين لديهم أسباب فيسيولوجية وراءَ تصرُّفهم بأساليب يصعب جداً تحمُّلها، وربَّما يتضايقون منها أيضاً؛ فالوالدان هم الشخصان البالغان اللذان تقع على عاتقهما مسؤولية توجيه أبنائهم المراهقين في أثناء تلك المرحلة الصعبة. ينبغي ألاَّ يتوقَّع الوالدان أنَّهما سيستمتعان بقضاء الوقت مع أبنائهم المراهقين دائماً، ولكن ينبغي أن يعتنيا بنفسيهما أيضاً. إذا شعر الأبوان بالرفض من قِبَل ابنهما المراهق وتحفُّظه تجاههما، فعليهما أن يتذكَّرا أنَّ تشكيلَ صداقات قوية خارج نطاق الأسرة هو جزء مهم من التربية والنضج. ويجب محاولةُ عدم إظهار الغضب أمامهم؛ واللجوء إلى الأصدقاء أو أفراد الأسرة الآخرين لطلب الدعم منهم عندما يكون الأمر صعباً عليهما. كيفيةُ التعامل مع المراهق المزعج تنصح الجهاتُ الصحِّية باستعمال وسيلة فعَّالة للتعامل مع المراهق المزعج، وهي أن يبدأ الوالدان بالعناية بنفسيهما، من خلال ما يلي: النوم الجيِّد ليلاً. تناول الطعام الصحِّي. التأكيد على الحصول على وقتٍ للاسترخاء والاستراحة بعيداً عن الأطفال. القيام بأنشطة بدنية بانتظام. التحدُّث إلى الأصدقاء، وطلب المساعدة الخارجية من مجموعات الدعم.% »ربَّما يكون المراهق عاطفياً أكثر من كونه منطقياً، وذلك بسبب الهرمونات الهائجة في جسمه، والتي لا تكون لطيفة - بالضرورة - بالنسبة له، وقد تُشعره بالرَّهبة. على الرغم من صعوبة الأمر على الوالدين، إلاَّ أنَّه يستلزم من الوالدين الحفاظ على الهدوء. الوالدان هما القدوة لأبنائهما المراهقين إذا رأى المراهقُ والديه يدخِّنان أو يشربان الكحول أو يتعاطيان المخدِّرات، فإنَّه سوف ينظر إلى ذلك على أنَّه ضوءٌ أخضر لفعل الشيء نفسه؛ ولن يستمعَ إليهما إذا طلبا منه الإقلاع عن ذلك. عدمُ كتم المخاوف عندَ الشعور بالقلق من سلوكيات الأبناء المراهقين حولَ الأمور التي تتعلَّق بالجنس، يجب على الوالدين السعي نحو تربية هؤلاء الأبناء وتعليمهم من خلال اطلاعهم على الحقائق بطريقة بسيطة ومناسبة وأخلاقية. ويجري ذلك من خلال كتاب أو موقع إنترنت رصين، مع التأكُّد من أنَّهم يعرفون المخاطر والكيفية التي يُحصِّنون بها أنفسهم. وليس هناك أفضل من التوجيه القائم على الإرشاد الديني السليم. منحهم الوقت تخصيص وقت للمراهقين مع آبائهم وأمَّهاتهم، والتحدُّث إليهم كما لو أنَّه حقٌّ لهم؛ والتأكُّد من الاستماع إليهم. كما ينبغي تقديمُ العون لهم عندما يحتاجون إلى الذهاب إلى مكان ما، وتعتبر لحظات المرح والنزهة هي الوقت المناسب للحديث إليهم. تخصيص وقت لكل مراهق بمفرده السماح للمراهقين بالحصول على عالمهم الخاص بهم، وعلى خصوصيتهم المستقلَّة. إظهار الحب لهم حتَّى ولو كانوا لا يبدون استجابة لما يقدِّمه الوالدان من حبٍّ وحنان، فإنَّهم يبقون بحاجة إلى معرفة أنَّهم مَحبوبون من قبل والديهم. وضع حدود تسمح الحدودُ للمراهقين بالشعور بالأمان. ينبغي للوالدين أن يُقرِّرا ما هي تلك الحدود، ومن ثمَّ الالتزام بها.