وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الامارات .. الشينة منكورة    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    شركة توزيع الكهرباء تعتذر عن القطوعات وتناشد بالترشيد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علم طفلك كيف يتحكم في الغضب
نشر في الراكوبة يوم 31 - 12 - 2012

المطيري: الأطفال العصبيون هم من عاشوا في بيوت يخيم عليها القلق والتوتر والاضطراب
المعيوف: يجب على الوالدين تربية أبنائهما على ضبط غضبهم وكبت جماح أنفسهم وأن نعرفهم الأجر العظيم لكظم الغيظ
العاقول: استخدموا النقاش والحوار والإقناع مع الطفل العصبي بدلاً من الصراخ في وجهه ولا تفرّقوا بينه وبين إخوته
السويلم: التربية بالقصة يكون تأثيرها أبلغ في نفس الطفل وتجعله أكثر هدوءاً
تحقيق ليلى الشافعي
يشكو الآباء والأمهات من ظاهرة العصبية لدى الأطفال فما الذي يدعو الطفل الى انتهاج هذا السلوك؟ هل يولد الطفل به أم أنه سلوك مكتسب من أسرته؟ وهل سلوك الغضب والعصبية يؤثر في نموه النفسي سلبيا ويظل معه في حياته حتى يكبر؟ وكيف نتعامل تربويا مع الطفل العصبي؟ وماذا يقول رجال الشرع في علاج الغضب؟ هذا ما نلقي الضوء عليه من خلال تلك السطور:
يبين رئيس لجنة الفردوس بإحياء التراث الإسلامي م.سعود المطيري علاج الغضب فيقول: الغضب عدو العقل، وهو له كالذئب للشاة قلّ ما يتمكن منه إلا اغتاله، والغضب من الصفات التي ندر أن يسلم منها أحد، والغضب ينسي الحرمات، ويدفن الحسنات، ويخلق للبريء جنايات، وقد ورد ذمه في الأحاديث النبوية الشريفة، كما ورد علاجه في الكتاب الكريم وسنّة نبينا المصطفى الأمين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، ولعلاج الغضب نذكر بعضا من الوسائل التي تعين عليه بإذن الله:
٭ منها ان تتذكر ما أعده الله للمتقين الذين يتجنبون أسباب الغضب ويجاهدون أنفسهم في كبته. قال صلى الله عليه وسلم: «من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله عزّ وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيّره من الحور العين ما شاء».
هدي النبي صلى الله عليه وسلم
والتأسي بهديه صلى الله عليه وسلم في الغضب: وهذه السمة من أخلاقه صلى الله عليه وسلم، وهو أسوتنا وقدوتنا، واضحة في أحاديث كثيرة، ومن أبرزها: عن أنس رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه بُرد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت الى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم (ما بين العنق والكتف) وقد أثرت بها حاشية البرد، ثم قال: يا محمد مُر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه صلى الله عليه وسلم فضحك، ثم أمر له بعطاء».
علامات المتقين
ومعرفة ان رد الغضب من علامات المتقين: وهؤلاء الذين مدحهم الله في كتابه، وأثنى عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم وأعدت لهم جنات عرضها السماوات والأرض، ومن صفاتهم انهم (ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) وهؤلاء الذين ذكر الله من حسن أخلاقهم وجميل صفاتهم وأفعالهم، ما تشرئب اليه الأعناق، ومن أخلاقهم أنهم (إذا ما غضبوا هم يغفرون).
مساوئ الغضب
ومساوئ الغضب، كثيرة، مجملها الإضرار بالنفس والآخرين، فينطلق اللسان بالشتم والسب والفحش وتنطلق اليد بالبطش بغير حساب، وقد يصل الأمر الى القتل، ومن أعظم الأمور السيئة التي تنتج عن الغضب وتسبب الويلات وتحطم كيان الأسرة، وهو الطلاق، فينتج عن ذلك تشريد الأولاد، والندم والخيبة، والعيش المرّ، وكله بسبب الغضب، ولو انهم ذكروا الله ورجعوا الى أنفسهم، وكظموا غيظهم واستعاذوا بالله من الشيطان ما وقع الذي وقع ولكن مخالفة الشريعة لا تنتج إلا الخسارة.
الدعاء سلاح المؤمن
وأخيرا الدعاء: هو سلاح المؤمن الذي لا يفرط فيه فيلح على ربه أن يخلّصه من الشرور والآفات والأخلاق الرديئة المذمومة، ويسأله أحسن الأخلاق والأعمال، كما ورد في الحديث: «عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه: «اللهم اهدني لأحسن الأخلاق، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت».
وللتعامل مع الطفل العصبي ينبغي ان نعرف أن الطفل يتأثر بما يحيط به من الحنو أو القسوة تأثرا عميقا بصاحبه بقية حياته وعمره، ويشمل نواحيه الصحية والنفسية، وكما هو معلوم لدى علماء التربية ان الطفل يولد وليس له سلوك مكتسب، بل يعتمد على أسرته في اكتساب سلوكياته، وتنمية شخصيته، لأن الأسرة هي المحضن التربوي الأول وهي التي ترعى البذرة الإنسانية منذ ولادتها، فإذا كان الأمر كذلك فإنه ينبغي أن نعالج الآباء والأمهات من هذه الظاهرة أولا حتى لا يكتسبها منهم أبناؤهم، كما ينبغي ان نعمل على إشاعة العدل بين الأبناء وعدم التفريق بينهم، وعقد الجلسات الإيمانية معهم، والتي تتناول هذا الموضوع من ناحية شرعية بأسلوب يناسب عقولهم، والله أعلم.
خُلق ذميم
يضيف الداعية حسين المعيوف مؤكدا ان الغضب نزغة من نزغات الشيطان، يقع بسببه من السيئات والمصائب ما لا يعلمه إلا الله، ولذلك جاء في الشريعة الإسلامية ذم هذا الخُلق الذميم، وورد في السنة النبوية علاجات للتخلص من هذا الداء وللحد من آثاره قال: الاستعاذة بالله من الشيطان: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله، سكن غضبه»، والسكوت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا غضب أحدكم فليسكت»، وذلك ان الغضبان يخرج عن شعوره فيتلفظ بكلمات قد يكون فيها كفر والعياذ بالله أو طلاق يهدم بيته، أو سب يجلب له العداوات لذا فإن السكوت هو الحل لتلافي هذه الأمور.
وأيضا السكون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع». ومن فوائد هذا التوجيه النبوي منع الغاضب من التصرفات الهوجاء لأنه قد يضرب أو يؤذي بل قد يقتل، ولأجل ذلك إذا قعد كان أبعد عن الهيجان والثوران، وإذا اضطجع صار أبعد ما يمكن عن التصرفات الطائشة والأفعال المؤذية. وحفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: لا تغضب. فردد ذلك مرارا، قال: لا تغضب، فهذه وصية جامعة من نبينا الكريم الذي أوتي جوامع الكلم، فإن الغضب مفتاح كل شر.
وأما عن الطفل العصبي وكيفية التعامل معه فنقول: ان الطفل العصبي هو نتاج بيت تسوده العصبية، أحد الوالدين أو كلاهما قد يكون عصبيا ومتوترا ودائم الصراخ في المنزل، ولذلك يقتبس هذا الابن هذه الصفة من أبويه، ولكن قد يكون الطفل عصبيا في بعض الحالات المرضية الأخرى التي قد تحتاج الى بعض الفحوصات والتشخيص والعلاج، كما انه قد يعاني من بعض المشاكل الاجتماعية والنفسية التي تدفعه الى الغضب والمزاج العصبي، ولعلاج العصبية لدى الطفل، يجب أولا معرفة الأسباب التي تدعوه الى ذلك للعمل على تجنبها وعلاجها، فإن كان متأثرا بأبويه، فينبغي أولا ان نعالج الغضب لدى الوالدين حتى يكونا قدوة حسنة لأبنائهما.
وإن كان السبب عضويا – أي ان هذا الطفل يعاني من بعض الأمراض التي تدفعه الى ذلك – فإنه ينبغي إخضاعه الى العلاج في أسرع وقت ممكن، وإن كان السبب نفسيا أو اجتماعيا فينبغي ان نجلس مع هذا الابن، وان نعرف منه هذه الأسباب التي تجعله يثور ويغضب، وان نسعى جاهدين الى إزالتها، كما ينبغي علينا عدم التفريق بينه وبين إخوانه، والعمل على مشاركته في الرأي ومناقشته والاهتمام بما يقول، وعدم الاستهزاء أو السخرية منه أمام الآخرين.
كما انه يجب على الوالدين تربية أبنائهما على ضبط غضبهم، وكبت جماح أنفسهم، وان يذكرا لهم ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل كتم الغيظ، والأجر العظيم المترتب على ذلك، لينشأ أبناؤنا نشأة إسلامية صحيحة، ولنقضي على هذه الظاهرة السلبية بين أبنائنا، والله الموفق.
ضيق وتوتر
ويؤكد استاذ علم النفس والتربية د.مصبح العاقول أنه لابد أن تكون نظرتنا لأبنائنا نظرة إيجابية، وأن نغدق عليهم من عطفنا وحبنا، بدلا من الصراخ في وجوههم، وإعلان الثورة عليهم لأتفه الأسباب، حتى لا يكتسبوا منا سلوكا غير مرغوب فيه.
فلقد ثبت علميا أن الطفل يكتسب سلوكياته من أسرته، لأن الأسرة هي المحضن التربوي الأول التي ترعى البذرة الإنسانية منذ ولادتها، ومنها يكتسب الكثير من الخبرات والمعلومات، والمهارات، والسلوكيات والقدرات التي تؤثر في نموه النفسي إيجابا وسلبا وهي التي تشكل شخصيته بعد ذلك، وكما قال الشاعر أبو العلاء المعري:
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه.
ومن الظواهر التي كثيرا ما يشكو منها الآباء والأمهات ظاهرة العصبية لدى الأطفال. ونحن في هذه السطور سنلقي الضوء على هذه الظاهرة بشيء من التفصيل.
أولا: تعريف العصبية:
هي ضيق وتوتر وقلق نفسي شديد يمر به الإنسان سواء الطفل أو البالغ تجاه مشكلة أو موقف ما، يظهر في صورة صراخ أو ربما مشاجرات مع الأقران أو أقرب الناس مثل الأخوة أو الوالدين.
مرض عضوي
وبين أسباب العصبية لدى الأطفال قائلا: يرى علماء النفس أن العصبية لدى الأطفال ترجع إلى أحد السببين الآتيين:
1 أسباب عضوية (مرضية)، مثل: اضطرابات الغدة الدرقية، اضطرابات سوء الهضم، مرض الصرع.
وفي حالة وجود سبب عضوي لابد من اصطحاب الطفل إلى الطبيب المختص لمعالجته منه، فلابد من التأكد من خلو الطفل من الأمراض العضوية قبل البحث عن أسباب نفسية أو فسيولوجية تكمن وراء عصبية الطفل.
وفي حالة التأكد من خلو الطفل من تلك الأمراض السابقة، علينا أن نبحث في السبب الثاني للعصبية وهو:
2 أسباب نفسية واجتماعية وتربوية، وتتمثل في:
اتصاف الوالدين أو أحدهما بها، مما يجعل الطفل يقلد هذا السلوك الذي يراه أمام عينيه صباح مساء.
غياب الحنان والدفء العاطفي داخل الأسرة التي ينتمي إليها الطفل، سواء بين الوالدين، أو إخوانه.
عدم إشباع حاجات ورغبات الطفل المنطقية والمعتدلة.
القسوة في التربية مع الأطفال، سواء بالضرب أو السب، أو عدم تقبل الطفل وتقديره، أو تعنيفه لأتفه الأسباب.
الإسراف في تدليل الطفل مما يربي لديه الأنانية والأثرة وحب الذات، ويجعله يثور عند عدم تحقيق رغباته.
التفريق بين الأطفال في المعاملة داخل الأسرة، سواء الذكور أو الإناث، الكبار أو الصغار.
مشاهدة التلفاز بكثرة وخاصة الأفلام والمشاهد التي تحوي عنفا وإثارة، بما في ذلك أفلام الرسوم المتحركة.
هناك دور رئيس للمدرسة، فربما يكون أحد المعلمين، أو إحدى المعلمات تتصف بالعصبية، مما يجعل الطفل متوترا، ويصبح عصبيا.
مظاهر العصبية لدى الأطفال
مص الأصابع.
قضم الأظافر.
إصرار الطفل على رأيه.
بعض الحركات اللاشعورية مثل: تحريك الفم، أو الأذن، أو الرقبة، أو الرجل وهزها بشكل متواصل.... إلخ.
صراخ الطفل بشكل دائم في حالة عدم تنفيذ مطالبة.
كثرة المشاجرات مع أقرانه.
العلاج
وعن خطوات العلاج قال:
٭ أن يتخلى الوالدان عن العصبية في معاملة الطفل. وخاصة في المواقف التي يكون فيها الغضب هو سيد الموقف.حيث إن الطفل يكتسب العصبية عندما يعيش في منزل يسوده التوتر والقلق.
٭ إشباع الحاجات السيكولوجية والعاطفية للطفل بتوفير أجواء الاستقرار والمحبة والحنان والأمان والدفء، وتوفير الألعاب الضرورية والآلات التي ترضي ميوله، ورغباته، وهواياته.
٭ لابد أن يتخلى الآباء والمعلمون عن القسوة في معاملة الطفل أو ضربه أو توبيخه أو تحقيره، حيث إن هذه الأساليب تؤثر في شخصية الطفل، ولا تنتج لنا إلا العصبية والعدوانية.
٭ البعد عن الإسراف في حب وتدليل الطفل. لأن ذلك ينشئ طفلا أنانيا لا يحب إلا نفسه، ولا يريد إلا تنفيذ مطالبه.
٭ عدم التفريق بين الأبناء في المعاملة أو تفضيل الذكور على الإناث، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة، في الحديث الذي يرويه البخاري عن عامر قال سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنهما وهو على المنبر يقول : أعطاني أبي عطية فقالت عمرة بنت رواحة لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله قال «أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟». قال لا قال «فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم». قال فرجع فرد عطيته.
٭ إعطاء الطفل شيئا من الحرية، وخاصة فيما يتعلق بشراء ألعابه، أو ملابسه، وعدم التدخل في كل صغيرة وكبيرة من شؤون الطفل، لأن هذا يخلق جوا من القلق والتوتر بين الطفل ووالديه.
٭ استخدام أسلوب النقاش والحوار والإقناع مع الطفل العصبي بدلا من الصراخ في وجهه حيث إن ذلك لن يجدي معه نفعا.
٭ تعزيز السلوك الإيجابي للطفل سواء بالمكافآت المادية أو بالتحفيز المعنوي عن طريق إطلاق عبارات المدح والثناء.
٭ إتاحة الفرصة للطفل في ممارسة نشاطه الاجتماعي مع الأطفال الآخرين، وعدم الإفراط في الخوف على الطفل، حيث إن تفاعله مع الآخرين يساعد في نمو شخصيته الاجتماعية.
٭ مراقبة ما يشاهده الطفل في التلفاز، وعدم السماح له برؤية المشاهد التي تحوي عنفا أو إثارة.
وهذه بعض الأسباب والتي قد تكون سببا بإذن الله في علاج الغضب لدى الأطفال، والله ولي التوفيق.
العدل بين الأولاد
ويؤكد التربوي يوسف السويلم ان الهدوء في التعامل من قبل الأم يجعل الطفل يقلدها وتصيبه عدوى الهدوء، ويرى ان الحرمان من الدفء العاطفي والحنان الاسري يشعر الطفل بالعجز والعداوة والعصبية، كما ان التفريق بين الابناء الكبار والصغار والذكور والاناث والمتفوقين في الدراسة وقليلي التفوق يؤدي الى حالات عصبية لدى الاطفال، كما ان اهم اسباب العصبية المشاجرة بين الاهل في المنزل اذ ان الصراخ العالي والمشاجرة بين الزوجين على مسمع من الابناء لهما اكبر الخطر السلبي في تركيبته النفسية ويؤديان الى العدوانية والعصبية لدى الابناء فيشعرون بالتوتر والعصبية، كما ان التفرقة في المعاملة مع اخوانه تجعل الطفل عصبيا، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن عامر التبعي قال: سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنهما وهو على المنبر يقول: اعطاني ابي عطية، فقالت عمرة بنت رواحة: لا ارضى حتى يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اني اعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية فأمرتني ان اشهدك يا رسول الله، قال: «اعطيت سائر ولدك مثل هذا؟»، قال: لا، قال: «فاتقوا الله واعدلوا بين اولادكم».
وزاد فعلينا اشعار الطفل بالحنان والامان وتوفير الالعاب الضرورية التي تتفق مع هواياته وميوله، كما على اولياء الامور مراقبة ما يشاهده الطفل على الفضائيات وعدم السماح له برؤية المشاهد التي تحتوي على اثارة او عنف وتعزيز سلوكه الايجابي سواء بالمكافأة المالية او التحفيز المعنوي والتشجيع.
القصة
ولفت السويلم الى ان التربية بالقصة المناسبة للطفل عامل اساسي في تنشئة الطفل وتربيته تربية صالحة على ان تكون هذه القصص مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فنجد ان الموعظة يكون تأثيرها ابلغ في نفس الطفل خاصة اذا كانت القصة تقص عليه بأسلوب جذاب، فهناك قصة أم موسى عليه السلام وقصة يونس في بطن الحوت وقصة اصحاب الاخدود وغيرها من القصص القرآنية.
أولادنا ثمار قلوبنا
سأل معاوية بن ابي سفيان، الاحنف بن قيس عن الولد، فقال: يا أمير المؤمنين اولادنا ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم ارض ذليلة، وسماء ظليلة، وبهم نصول عند كل جليلة، فإن طلبوا فأعطهم، وان غضبوا فأرضهم، يمنحوك ودهم ويحبوك جهدهم، ولا تكن عليهم قفلا فيتمنوا موتك ويكرهوا قربك ويملوا حياتك، فقال له معاوية: لله انت، لقد دخلت علي واني مملوء غيظا على يزيد، ولقد اصلحت من قلبي له ما كان فسد.
ابني عصبي.. ابنتي غضوب.. فماذا أفعل؟
الفودري: كل الحالات الانفعالية السلبية والإيجابية من عملية التأثر بالآباء باعتبارهم مصادر السلطة
البارون: يجب على الأهل الفصل بين الضغوط النفسية الخاصة وبين معاقبة الطفل وذلك لامتصاص غضبه
.
العصبية طبع ارتبط بالرجل بالدرجة الأولى بحجة أنه الأكثر تعرضا للضغوطات الحياتية واليومية وتقع عليه مسؤولية تأمين متطلبات أسرته وحاجاتها، غير أن رقعة هذه الدائرة اتسعت لتشمل «الأهل» حيث ينظر الأبناء إلى ذويهم على أنهم عصبيين وذلك ربما لتبرير صرامتهم في التعامل معهم. ولكن هذا الطبع العصبي لم يعد يقتصر على الكبار بل أصبح من صفات الصغار حيث بتنا نسمع كلمة «طفلي عصبي» ماذا أفعل معه؟
وفي هذا الإطار تعتبر المرشدة الاجتماعية والمدربة الدولية المعتمدة في التنمية البشرية وتطوير الذات لطيفة الفودري أن ظاهرة الطفل العصبي هي من الظواهر الحساسة والدقيقة والخطيرة في كل أسرة من الأسر التي تكون المجتمع، ولعلها مشكلة لا ترجع إلى عوامل نفسية وحسب، وإنما لها عوامل جسمية تؤثر في عدم استقرار الطفل، إن مهمة الوالدين هنا هي محاولة الوقوف عند الأسباب الكامنة خلف هذه الظاهرة وفهمها ومن ثم مساعدة الطفل في سبل الخلاص منها وبالتالي الوقاية منها بوسائل غير قهرية، مرنة وهادئة.
وتتابع: ان بعض الدراسات النفسية ترى أن أهم أسباب عصبية الأطفال هي الشعور بالعجز والعداوة وكذلك الشعور بالعزلة والانطوائية والحرمان من الدفء العاطفي والحنان الأسري، وكذلك تأثير الآباء الذين يقسون على أبنائهم مما يوجد لدى الأبناء حالات عصبية شديدة ومتعددة وقد تصل إلى الاعتداء على الآخرين وإتلاف الممتلكات، ويضاف إلى ذلك أن التفريق بين الأبناء الكبار والصغار، الذكور والإناث المجتهدين وقليلي الاجتهاد، يؤدي إلى حالات عصبية لدى الأطفال، يضاف الى ذلك أيضا عامل مهم جدا وهو المشاجرة بين الأهل في المنزل، إذ ان الصراخ العالي والشتائم على مرأى ومسمع من الأبناء لهما مخاطر سلبية كبيرة على تركيبهم النفسي، حيث يشعرون بعدم الأمان وعدم الراحة والقلق، إن الجو الأسري السلبي الذي تكتنفه مشكلات الوالدين يؤدي إلى حالات من التهور والعدوانية والعصيان لدى الأبناء، يشعرون بمستويات عالية من الضيق النفسي والتوتر والعصبية.
ومن العوامل الجسمية التي تؤدي إلى العصبية لدى الطفل اضطراب الغدة كزيادة إفراز الغدة الدرقية، وسوء الهضم والإصابة باللوز والديدان، ومرض الصرع، لذلك فإنه من الضرورة عند معالجة حالات الاضطراب والقلق والعصبية لدى الطفل الانتباه إلى خلو الطفل من الأمراض العضوية التي تؤثر على صحته العامة، فإن وجد الطفل سليما من الناحية الجسمية عندها تكون أسباب العصبية نفسية، وجدير بالإشارة إلى أن الأب الذي يعاني من العصبية والتوتر ينقل هذه المظاهر إلى أطفاله، لأن الطفل في حقيقة الأمر يلاحظ سلوك أبيه وينقل تصرفاته، وبذلك فإنه يتعلم أساليب جديدة للاستثارة الانفعالية، وكذلك الأم الثائرة الغاضبة الحانقة تعلم أطفالها العصبية والتهور والرعونة بدلا من أن تعلمهم مجابهة الحياة بترو وهدوء دون انفعال أو عصبية مبالغ فيها، والأم التسلطية تصبح مصدرا من مصادر الإحباط للطفل فيقاومها كلما تمكن من ذلك، بعكس الأم المرنة الهادئة التي يحبها الطفل ويثق فيها، وبالتالي يخضع لمشيئتها، وينفذ مطالبها بكل قناعة وهدوء واطمئنان.
يمكننا أن نستنتج من ذلك أن كل الحالات الانفعالية السلبية والإيجابية من عملية التأثر بالآباء باعتبارهم مصادر السلطة، وعندما يكبر الطفل ينقل هذه الانفعالات والأساليب ويبدأ في تعميمها.
ومن هنا تقول الفودري إن التربية الحديثة تؤكد على تربية الآباء قبل تربية الأبناء، تربية المعلمين قبل التلاميذ الصغار، وإذا كانت القسوة تؤدي إلى عصبية الأطفال وتوترهم فإن التدليل المبالغ فيه، والإفراط في الحماية يؤديان إلى عصبية الأطفال وانفعالاتهم المرضية وتوترهم الدائم، ذلك لأن التدليل ينمي في شعور الطفل صفة الأنانية ويجعله دائم التمركز حول ذاته، وكأن ذاته هذه هي محور الكون ومركز اهتمام البيئة، فيتعلم ضرورة الاستجابة لطلباته ورغباته دون تأخير أو تأجيل، ويثور ويغضب إن لم تجب طلباته ورغباته.
توتر الطفل الذكي
ويمكن أن يعاني من العصبية والتوتر الطفل الذكي باعتبار أن المستوى الفكري لديه يفوق أشقاءه وأقرانه فيدرك ويستوعب كل ما يقال له بشكل أسرع وأعمق، ويمكن ملاحظة أنه كلما استرسل المعلم في الشرح والتكرار شعر هذا الطفل بالملل والضيق والتبرم لأنه يستوعب بسرعة ملحوظة، فنراه يستخف بالدراسة وحتى في المنزل لا يبذل جهدا كبيرا في التحصيل والاستذكار.. ومن المعروف أن الطفل الذكي كثير الأسئلة مما يعرضه للسخرية واشمئزاز الأهل أو المعلم، ويؤدي هذا إلى إيجاد حالات توتر وضيق وقلق نفسي وإحباط، فيلجأ إلى أسلوب العصبية والعدوانية، وللأسف فإن كثيرا من الأهل يصمون طفلهم العصبي ب «الجنون» علما أن عصبية الطفل هذه ناتجة أساسا عن إفرازات تربيتهم الخاطئة له ولأشقائه، وعلما أن مثل هذا الطفل قد يكون مبدعا باعتباره حساسا وذكيا، وهاتان سمتان للمبدعين عندها يكون ضحية «التخلف الأهلي»، إن جاز التعبير.
هذا ويمكن للمدرسة الكشف عن الأطفال الأذكياء والموهوبين بإجراء اختبارات تكشف عن السمات النفسية التي تتوافر بدرجة كبيرة في مثل هؤلاء الأذكياء وهي على سبيل المثال لا الحصر: استقلال التفكير، دقة الملاحظة، قوة الذاكرة، سرعة الفهم وعمقه، القدرة على الابتكار والتجديد الثقة بالنفس وعدم التردد، قوة الإرادة والمثابرة، الحساسية الزائدة للأشياء، الرغبة في التفوق وبذل الجهد، سرعة النمو التحصيلي، القدرة الفائقة على مواجهة الصعاب والعراقيل.
وقاية الطفل من العصبية
ترى الفودري أنه يمكن وقاية الطفل من ظاهرة العصبية بالنقاط التالية:
ضرورة اتصاف الآباء بالهدوء وعدم الانفعال والغضب لسبب يسير، لأن ذلك ينعكس سلبا على الأبناء، فلابد من أن يكون الآباء قدوة صالحة لأبنائهم، فالأبناء يتأثرون بوالديهم حتما.
عدم التفريق بين الأبناء في المعاملة أو تفضيل الذكور على الإناث، فهذا يؤدي إلى شعور الطفل بأنه غير مرغوب فيه، وأنه مضطهد ومكروه.
إفساح المجال أمام الأطفال في المخالطة والتعاشر الاجتماعي مع أصدقائهم وأجواء بيئتهم للترويح عن أنفسهم، وتفريغ طاقاتهم المختنقة في صدورهم وأعماقهم، وإفساح المجال لنمو شخصياتهم اجتماعيا مع الانتباه إلى عدم مخالطة رفاق السوء.
الإقلال من التدخل في شؤون الأطفال، وترك فسحة الحرية لهم لتدبير أمورهم، ولكن تحت الملاحظة - إذ إن كثرة التدخل في شؤون الأطفال من قبل الآباء تؤدي إلى خلق حالات توترية وقلقة لدى الأطفال، وبالتالي تنشأ العصبية لذلك فإن الاعتدال في التدخل مسألة ضرورية ومهمة ومفيدة في آن واحد.
السعي ما أمكن لإشباع الحاجات النفسية والعاطفية بتوفير أجواء الاستقرار والمحبة والحنان والأمان والدفء، وتوفير الألعاب الضرورية والآلات التي ترضي ميولهم، ورغباتهم، وهواياتهم، لأن ذلك يساهم في تطوير شخصياتهم.
التخفيف أو حتى الإلغاء من مظاهر القسوة التي يمارسها الآباء تجاه الأبناء لأن ذلك يؤثر في شخصياتهم التي تتجه - إزاء ذلك - إلى العنف والعصبية والتوتر والعدوانية أو الانطوائية والانعزالية.
تشجيع الأطفال على الإبداع، وعدم السخرية من الطفل الموهوب أو المبدع، وفهم نفسيته، وتوفير مستلزمات وحاجات العملية الإبداعية للطفل لكي يتطور وينمي موهبته لخدمة الفرد والأسرة والمجتمع وهكذا.. فإن الاهتمام بالطفل وإشباع حاجاته النفسية، وعدم التفريق بين الأبناء، وتوفير أجواء الهدوء والمحبة والاستقرار، وتحفيزهم على التخالط والمعاشرة الاجتماعية، وتنمية الإبداع لدى الطفل الموهوب وعدم السخرية منه، أمور ضرورية وهامة لبناء شخصياتهم ولإبعادهم عن مظاهر العصبية والعنف والعدوانية
وترى أن هذه مهمة الأسرة والمدرسة والمؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية.
من جانبه، يقول أستاذ علم النفس د.خضر البارون انه على الأهل الذين لديهم طفل عصبي في البيت أن يتحلوا بالصبر والهدوء والسكينة وألا يكونوا عصبيين في التعاطي مع هذا الطبع وذلك كي لا يزيدوا الأمر تعقيدا. وعليهم أن يعتمدوا أسلوب تعزيز وتحفيز السلوك الإيجابي من خلال اعتماد المكافأة مهما كان هذا التصرف أو السلوك بسيطا وذلك لحث الطفل على التوجه نحو التصرف بإيجابية والعمل على تقويم سلوك الطفل ومساعدته على الإدراك والفهم من خلال تفسير كل تصرفاته وشرح النتائج التي قد تنتج عن هذه التصرفات.
ولكن من جهة أخرى، يجب تجاهل السلوك السلبي الذي يولد العصبية لدى الطفل والامتناع عن الاستجابة لطلباته لا بل معاقبته ولكن في الأطر المعقولة والطبيعية التي تساعد هذا الطفل على التوجه نحو السلوك الإيجابي وألا يتجهوا نحو تضخيم هذه السلبيات ليكون العقاب كبيرا.
ويؤكد البارون أن تقويم سلوك الطفل يتم من خلال تشكيله على أساس الثواب والعقاب وأن يكون هناك اعتدال في الحالتين، محذرا من الوقوع في فخ تدليل الطفل بحجة الثواب، الأمر الذي قد يكون له آثاره السلبية على تربية الطفل وتقويم سلوكه.
وعن مقابلة عصبية الطفل بعصبية مماثلة لدى الأهل يقول البارون إنه لابد من الفصل بين الضغوط النفسية الخاصة وبين معاقبة الطفل أو التعامل معه وذلك لأن الدور الذي يقع على عاتق الأهل في مرحلة تقويم سلوك الطفل هو مصاحبة هؤلاء الأبناء باللين والرفق والوصول إلى عقولهم وليس فقط إلى قلوبهم، وعلى الطفل أن يميز بين كلام العقل وكلام القلب ليعرف كيف يتعامل مع نفسه بالدرجة الأولى ومع مشاكل الحياة.
من جهة أخرى، على الأهل أن يتمتعوا بوعي تربوي كامل وعدم ربط نجاحهم بنجاح الأطفال بل التمييز بين قدرات الأبناء والتعامل معهم وفقها ليستخرجوا منها الأفضل من خلال توجيهها نحو الأفضل على أساس مراعاة القدرات لديهم.
هل الأم والأب والبيئة المحيطة من أسباب عصبية الأبناء؟
لعدم مقدرة الطفل على التعبير عن توتره أو مخاوفه او عن حاجته لاهتمام وحنان الآخرين قد يقوم الطفل بعادات أو أفعال عصبية، فهذه الحركات العصبية تجعل الطفل يتغلب على الإحساس الذي ينتابه في هذه اللحظة.
وللأسف الكثير من الأمهات لا تستطيع التعامل مع الأطفال العصبيين، فقد يكون سبب العصبية للطفل هي الأم او الاب ولتأثر الاطفال بالبيئة المحيطة المباشرة لهم وهما الوالدان.
المربية رولا محمد تقول عن بعض أسباب العصبية عند الأطفال والتي واجهتها بنفسها منها تقليد الأطفال للكبار في عصبيتهم تقليدا عفويا لا إراديا، حرمان الأطفال من الإحساس بالأمان والاحتواء العاطفي، القسوة الزائدة أو التدليل الزائد من الوالدين.
وتعود وتقول انه من الضروري معرفة السبب الأساسي لهذه الحركات العصبية فقد يكون سببا عضويا يجب اللجوء للطبيب لمعالجته وإذا كان سببا عصبيا فلابد من إشباع حاجات الأطفال وتقديرهم وعدم نبذهم وتجنب القسوة الزائدة والتدليل الزائد.
وأضافت: «الاطفال أهم سن لتأسيس جيل صحي خال من الأمراض النفسية لذا لابد من إعطاء الأطفال مساحة من الحرية والتعبير عن أنفسهم بلا تحجيم للحرية وترك مساحة للطفل بالاختلاط بالأصحاب من نفس العمر حتى ننمي لديهم المهارات الاجتماعية وحب الآخرين والتعبير عن أنفسهم بحرية في غياب الأبوين».
الأم لأربعة اطفال واخصائية علم النفس جنان بدر أكدت انه يجب ألا تكون الأم عصبية ومتوترة دائما أمام الأطفال حتى لا يقلد الأطفال تلك الانفعالات بشكل تلقائي، وضرورة التعبير للأطفال عن مشاعر الحب تجاههم مما يعزز الشعور بالدفء والحنان لدى الأطفال كما يساعدهم على معرفة الأسلوب الصحيح للتعبير عن الحب تجاه الآخرين.
منوهة الى اهم اسباب العصبية للاطفال برأيها هو شعور الأطفال بالتفرقة بينهم وبين احد إخوانهم او اقاربهم أو اصدقائهم، منوهة لأهمية إظهار الإعجاب نحو سلوك الطفل الحسن واستخدام أسلوب المكافأة المعنوية قبل المادية.
الموجهة التربوية تغريد الحسن تؤكد ان من اهم اسباب العصبية برأيها هو محاولة من الأطفال لتحقيق الذات ولفت أنظار الآخرين والتسلط الزائد من الآباء تجاه الأطفال والتدخل الزائد في شؤونهم.
ولتجنب العصبية والأسباب لها لابد من التحلي بالصبر والتفاهم والتعامل مع الأطفال بهدوء وتقديم المساندة العاطفية للأطفال حتى يتجاوز الأطفال هذه العصبية، واستخدام أسلوب التجاهل أثناء انفعال الأطفال، والاهتمام بالأطفال وإحاطتهم بالرعاية والحنان وتخصيص وقت للحوار والمناقشة.
مدرس علم النفس في قسم العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د. أمثال الحويلة أكدت على وجود أساليب بالتنشئة الاجتماعية والتي تختلف بكل مرحلة عمرية.
منوهة على ضرورة تقرب الأهل من الطفل وسماعه واحتوائه خصوصا اذا كان لدى الوالدين اكثر من طفل وعدم التفريق بينهم او التمييز او أي نوع من المقارنة لأنها من مسببات العصبية للاطفال.
مضيفة «للأسف مجتمعنا الشرقي لا يحسب للطفل حسابا لذا لابد ان نكلمه ككيان بشري وان نصغي له في حدود الأدب وإعطاؤه مساحة من الحرية للتعبير عن نفسه من خلال اللعب والرسم والابتعاد عن سياسة الإسكات للطفل او العقاب لنعطيه الأمان للتكلم عما يخفيه بداخله.
وقالت الحويلة «العصبية تأتي لأنه لا يوجد إشباع نفسي وعاطفي وسلوكي وفكري وليس ماديا فقط بشراء الملابس والالعاب وانما أهمية الاحتواء المعنوي.
اما العقاب فتقول الحويلة انه حسب المراحل العمرية بحرمان الطفل مما يحب او تجاهله لفترة قصيرة ولابد من تعريفه بسبب العقاب حتى لا يعيد السلوك الخطأ مرة أخرى.
التعلم عن طريق الملاحظة
هنا يتعلم الطفل السلوك الايجابي والسلبي من الاهل والجيران والمدرسة ووسائل الإعلام، وهنا يكمن دور الاهل وخصوصا الوالدين في تعليم الطفل لعدم استجابتهم له بهذا السلوك الخاطئ، ودور الام أيضا مهم في الانتباه الى طريقة الطفل خصوصا ان تعديل السلوك يأخذ وقتا ليحل السلوك الايجابي مكان السلبي.
كما تنصح الحويلة الأهالي باستشارة متخصص التربية للطفل منذ البداية في حال ظهرت تصرفات وسلوكيات عصبية على الأطفال لتفادي استمرار هذه السلوكيات لمراحل متقدمة خصوصا ان الوقاية أفضل من العلاج.
ولا تنكر ان أهم مرحلة في العلاج او تفادي السلوكيات هو أجواء الأسرة الصحية خصوصا ان بعض الحالات العصبية للطفل تكون أسبابها الأسرة او الوالدين القلقين والذين ينقلون قلقهم لأطفالهم.
وتختم د.الحويلة بقول للإمام علي بن ابي طالب «ربوا أبنائكم لزمان غير زمانكم» وهذا أيضا مهم للوالدين حتى لا يقارنوا تصرفات او متطلبات الأطفال بزمانهم يجب تفهم كل جيل حسب زمنه وتطوره وفكره ومتطلباته خصوصا ان تأثر الأطفال بوسائل الاتصال المتطورة وبرامج الاتصال الاجتماعي له الأثر الكبير على سلوكياته.
المستشار النفسي والاجتماعي د. حسن الموسوي قال «اختلف العلماء ان العصبية فيها جانب وراثي او مكتسب بيئي من خلال التنشئة الاجتماعية وأنا لا اتفق انه وراثي إنما هو سلوك مكتسب».
خصوصا ان التنشئة الاجتماعية المبنية على الضغط والتدخل في كل خصوصية تجعل الطفل عصبيا مثل كبح الحرية والنشاط والانطلاق تسبب له نوعا من العصبية، كذلك الاحباطات في حياة الطفل والتفرقة والتمييز من احد الأسباب.
وللابتعاد عن هذه السلوكيات لابد من خلق جو بيئي به حوار هادئ بعيد عن الصراخ وممارسة الطفل لحقوقه بشكل اعتيادي من نشاط ورياضة حيث تقلل من الطاقة المكبوتة بداخله. مؤكدا ان بتوفير الوالدين أجواء مريحة للطفل يمكنهما تقليل العصبية والسيطرة على سلوكيات الطفل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.