استمرت المعارك بين قوات الجيش الشعبي والقوات الموالية لرياك مشار بولاية أعالي النيل أمس، وسقطت كل مناطق البترول في الولاية، وأعلنت قوات الجيش الشعبي فقدان الاتصال بقيادتها بمدينة ملكال، في الوقت الذي استمرت فيه الاشتباكات بمدينة الرنك مما أدى للجوء حوالى «8» آلاف مواطن إلى مدينة جودة بولاية النيل الأبيض، ودعا عمدة منطقة جودة سليمان المنظمات لتقديم الدعم للفارين، وحذر من انفلات أمني في المنطقة حال لم يُقدَّم أيُّ دعم للاجئين. اتفاق هدنة وعلى صعيد المفاوضات بأديس ذكرت فضائية «الشروق» أن طرفي التفاوض بأديس اتفقا على مسودة وقف العدائيات تسلماها من الوساطة، وأشارت إلى أنه تم فصل بند إطلاق سراح المعتقلين عن بقية القضايا، وقالت إن نسخة الاتفاق تم توزيعها على الطرفين تمهيداً للتوقيع النهائي عليها عقب المشاورات الجارية خلال الأيام المقبلة. وتوقفت المحادثات أمس في انتظار المشاورات التي يجريها وفد حكومة الجنوب برئاسة نيال دينق مع سلفا كير في جوبا، وفي جوبا، قال وزير الخارجية برنابا ماريال إن سلفا كير أمر بالبدء في الإجراءات القانونية لمحاكمة المعتقلين. وطالب المتمردين بالالتزام بعملية السلام لإنهاء النزاع. فيما أكد رئيس وفد مشار للمفاوضات تعبان دينق ل «الإنتباهة» عدم التوقيع على أي اتفاق هدنة ما لم يتم إطلاق سراح المعتقلين، بينما أكد المتحدث باسم وفد حكومة جوبا في المفاوضات مايكل مكواي أن وفد الحكومة سيعود للمفاوضات غدًا. شرط مشار وفي هذا السياق اشترط المتمردون وقف الدعم اليوغندي للقوات الحكومية لتوقيع اتفاق وقف العدائيات. بينما أقر مفاوض حكومي بوجود اتفاق عسكري بين جوبا وكمبالا، وقال إنه لا يحق للمتمردين النقاش حوله. وقال المتحدث باسم وفد التمرد مبيور قرنق، إن وفده المفاوض في أديس لديه شكوك بأن وجود القوات الأجنبية في جنوب السودان قد عقَّد الصراع. وطالب بانسحابها فوراً، وقال إن هذه نقاط معلقة لا تريد الحكومة التحرك بعيداً عنها. ونقلت وكالة «رويترز» عن عضو مفاوض في وفد حكومة جنوب السودان بأديس أبابا قوله، إن هناك اتفاقاً عسكرياً بين جوبا وكمبالا ولا يحق للمتمردين النقاش حوله. اعتراف بالعجز من ناحيته أعلن الجيش الشعبي أمس، أنه بات عاجزاً عن الاتصال بقواته التي تقاتل في مدينة ملكال النيل ما قد يدل على أنها سقطت بين أيدي المتمردين. وقال المتحدث باسم الجيش فيليب أقوير إن «التواصل مع قيادة ملكال أصبح غير ممكن منذ أمس»، دون مزيد من التفاصيل. في وقت اتهمت فيه الأممالمتحدة طرفي النزاع في دولة الجنوب بارتكاب أعمال وحشية بحق المدنيين. واتهم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إيفان سيمونوفيتش طرفي الصراع في جنوب السودان بارتكاب مجازر خلال الشهر الماضي. ووصف سيمونوفيتش في مقابلة مع بي بي سي مدينتي بور وبانتيو بمدينتي أشباح، وقال إن بانتيو نُهبت وأُحرقت واختفت من على الخارطة. هروب جماعي وأضاف أن الأممالمتحدة أوفدت «92» محققًا للوقوف على حجم الخروق التي وقعت أثناء القتال، وأن المنظمة الدولية ستصدر تقريرًا أوليًا حول الموضوع في غضون أسبوعين. ونقلت بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان عن سيمونوفيتش قوله «كلما سيطر فريق من الفريقين على بانتيو، قام بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان بما فيها قتل مدنيين». وأضاف «لقد شاهدنا «15» إلى «20» جثة متفسخة على جانب الطريق، ومن الواضح أنها قُيِّدت قبل أن يطلق على أصحابها النار»، إلى ذلك شهدت محطات الحافلات في جوبا ازدحاماً من قبل الفارين هرباً من المعارك بعد أن سمعوا أن القتال سيصل إلى العاصمة. مجازر جماعية وفي هذا السياق تحدثت تقارير للأمم المتحدة، أمس، عن «مجازر جماعية» ارتُكبت في جنوب السودان، في القتال. وأشارت التقارير إلى أنه «تم تجنيد أطفال للقتال» في الاشتباكات التي شهدتها عدة مدن في جنوب السودان، وأسفرت عن مقتل الآلاف. تجنيد جنود من ناحيته دعا نائب رئيس دولة جنوب السودان جيمس واني إيقا لتجنيد جنود وتعبئة القوات القديمة من أجل الدفاع عن البلاد من المتمردين، وقال إيقا خلال مخاطبته جمع ميدان الحرية في مدينة يامبيو بولاية غرب الإستوائية أمس إنني أؤكد للشعب أن الأزمة الجارية ليست حربًا قبلية لذلك ينبغي أن نجند مرة أخرى جنودًا واعين ليدافعوا عن سلامة البلاد والدستور. غرقى جدد كشف عدد من شهود عيان أمس عن وفاة العشرات بسبب غرق عبارة جديدة بملكال الساعة العاشرة صباحًا لحظة تجدد الاشتباكات في مدينة ملكال، وسط اندفاع من الأهالي للفرار من ملكال إلى مناطق آمنة. وأوضح عدد من الشهود أمس أن المئات تدافعوا إلى مدخل ميناء ملكال المؤدي إلى ليلو وسط مخاوف من الصراعات الدائرة لحظتها بملكال مما دفع الغالبية منهم للعبور إلى البر الغربي، حيث كشف الشهود أن هنالك عبارة كانت تقل العشرات غرقت في البحر ولم ينجُ منها إلا «4» فقط، بينما أكدوا أن الآخرين لقوا حتفهم، وأضافوا أن هنالك جهودًا بُذلت من قِبل مجموعات إلا أن المساعي باءت بالفشل، وأكد وزير الإعلام والناطق الرسمي بولاية أعالي النيل فليب جبيين غرق إحدى المراكب أثناء الاشتباكات التي تجددت، وأقر بأن هنالك اندفاع وسط الأهالي بملكال للفرار جراء الاشتباكات.