ذكرالتلفزيون الإثيوبى أن حكومة جنوب السودان تبدى تفاؤلها بإمكانية التوقيع قريبا على اتفاق لوقف إطلاق النار مع المتمردين، وذلك وسط مؤشرات على أن محادثات السلام الجارية بين الجانبين فى إثيوبيا يمكن أن تحرز تقدما. ونقل التلفزيون الإثيوبى عن أتيني ويك أتيني المتحدث باسم الرئيس سلفا كير قوله إن الحكومة مستعدة لتوقيع اتفاق لوقف الأعمال العدائية. ومن جانبه، فإن مابيور جارانج كبير مفاوضي المتمردين ذكر في العاصمة الاثيوبية أن المتمردين قبلوا مشروع الاتفاق الذي قدمته الهيئة الحكومية للتنمية الإفريقية «الإيقاد» التي تتوسط في المحادثات بين الجانبين. وأشار التلفزيون الاثيوبى إلى أن أعضاء وفدى حكومة جنوب السودان والمتمردين عقدوا اجتماعات فى أديس أبابا طوال الأسبوعين الماضيين، وذلك فى إطار الجهود المبذولة من أجل التوصل لتسوية للخلاف بين طرفى الصراع فى جنوب السودان، فيما لا يزال الوضع العسكري مجهولاً وسط تضارب الأنباء بشأن سقوط مدينة بور مرة أخرى وبين إدعاء حكومة الجنوب تحرير مدينة ملكال، فيما يلي تفاصيل أحداث دولة الجنوب أمس: موسفيني يرفض أكدت مصادر رئاسة يوغندية بان الرئيس يوري موسفيني رفض دعوات دول «الإيقاد» التى طالبته بسحب قواته من دولة جنوب السودان حتى يتسنى لطرفي النزاع التوقيع على وقف إطلاق النار وإعطاء الجانب السياسي فرصة للتقدم ازاء التحركات العسكرية المستمرة، وقال المصدر ان موسفيني قال لدول الإيقاد بان انسحاب قواته يعني فشلها في دولة جنوب السودان لإحداث سلام واستقرار بجانب خذلان رئيس الجنوب سلفا كير ميادريت، وخلال الاسبوع الماضي انتقد رئيس الوزراء الاثيوبي ما وصفه بتورط يوغندا التي لا معنى لها في الشؤون الداخلية لبلد آخر، وقال إن المشاركة العسكرية من قبل موسفيني ستعقد محادثات وقف إطلاق النار الجارية حاليا في العاصمة الاثيوبية. كي مون يدين أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، محاولة قيام بعض العسكريين فى جنوب السودان الدخول بالقوة إلى داخل مخيم بعثة الأممالمتحدة فى جنوب السودان «أونميس» فى بلدة بور. وأعرب كى مون عن شعوره بالجزع إزاء محاولة مسئولين كبار بحكومة جنوب السودان الدخول عنوة إلى داخل مجمع أونميس برفقة جنود مدججين بالأسلحة. وقال الأمين العام، فى بيان أصدره المتحدث الرسمى باسمه فى وقت متأخر مساء أمس، بتوقيت نيويورك، إن هناك آلافا من المدنيين، الذين تعرضوا لاعتداءات وحشية وبلا مأوى منذ أكثر من شهر على بدء الصراع فى جنوب السودان، ودعا بان كى مون قادة جميع الأطراف فى جنوب السودان إلى فعل المزيد، من أجل ضمان أن يقوم مقاتليهم الذين تحت قيادتهم من العسكريين بحماية المدنيين واحترام القانون الإنسانى الدولى. وأعرب عن شعوره بالانزعاج، لا سيما وأن موظفى الأممالمتحدة تلقوا تهديدات من قبل العسكريين عندما رفضوا السماح لجنود مدججين بالسلاح مرافقة مدنيين قاموا بزيارة للمخيم فى مدينة بور. ونوه إلى أن تلك الحادثة هى مجرد واحدة من عدد متزايد من الانتهاكات لاتفاقية وضع القوات، مما يجعل من الصعب بشكل متزايد على بعثة أونميس على تنفيذ ولايتها وتمثل خطورة على موظفى البعثة الأممية العاملة فى جنوب السودان. الاتحاد الأوروبي يدعم ذكرت صحيفة أديس ستاندرد الاثيوبية، أن الاتحاد الأوروبي وافق على تقديم دعم مالي لعملية الوساطة التي تقودها الهيئة الحكومية للتنمية الأفريقية الايقاد بين طرفي الصراع بجنوب السودان. ونقلت الصحيفة الاثيوبية عن مكتب وفد الاتحاد الأوروبي لدى الاتحاد الأفريقي توضيحه أنه تم تخصيص 1ر1مليون يورو ما يعادل 44ر1مليون دولار لمساعدة هيئة الايقاد ومفوضية الاتحاد الأفريقي على تسهيل عملية الوساطة في جنوب السودان من أجل التوصل إلى اتفاق لحل الخلافات بين حكومة جنوب السودان والمعارضة. وأضاف مكتب الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد الأوروبي يعمل مع الاتحاد الفريقي وهيئة الايجاد والمجتمع الدولي من أجل الحيلولة دون تفاقم الأزمة فى جنوب السودان ودون تحولها إلى حرب أهلية .وعلاوة على ذلك الدعم، أعلن الاتحاد الأوروبى عن تقديم خمسين مليون يورو للعمليات الانسانية فى جنوب السودان من أجل تغطية الاحتياجات الأساسية المتعلقة بالمساعدات الغذائية والرعاية الصحية وتوفير المأوى وحماية السكان وإمدادهم بمياه الشرب النقية. لقد فتحوا النار علينا منذ اندلاع النزاع الواسع النطاق في جنوب السودان في منتصف ديسمبر 2013 الذي أعقب ما وصفته الحكومة محاولة انقلاب فاشلة، تشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن حوالي 413,000 شخص قد نزحوا داخلياً، مع فرار آلاف آخرين إلى البلدان المجاورة. وقد أفاد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» أنه من المرجح أن يكون العدد الإجمالي للنازحين أعلى من ذلك لأن وكالات الإغاثة لا تمتلك سوى معلومات محدودة خارج المراكز السكانية الرئيسية. وتعد ولايتا جونقلي وأعالي النيل من بين المناطق الأكثر تضرراً من العنف خارج العاصمة جوبا، حيث أجبر آلاف السكان على الفرار. وقد وقعت الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش الموالية للرئيس سلفا كير من جهة والمتمردين الذين يدعمون نائب الرئيس السابق رياك مشار من جهة أخرى. ويعد مركز استقبال دزايبي في منطقة أدجوماني في شمال يوغندا من بين المناطق التي تتلقى تدفقاً كبيراً للاجئين من جنوب السودان. وفي هذه المنطقة تحدثت شبكة الأنباء الإنسانية «إيرين» مع مارثا أنجر، وهي أم لاجئة تبلغ من العمر 20 عاماً عبرت الحدود إلى يوغندا بعد فرارها من قريتها في منطقة بور في ولاية جونقلي. وعندما فرّت أنجر في 3 يناير، كانت حينها على وشك ولادة ابنتها، وقد أطلعتنا على تجربتها قائلة: لقد ركضت وركضت تركت الأسابيع القليلة الماضية أثراً دائماً في حياتي ... إنه أمر لن أنساه أبداً. لم أكن أتخيل أن أمرا في مثل هذه الظروف كما لم أختبر مثلها أبداً في حياتي. لا أعرف ما إذا كنت سألتقي يوماً ما بالأشخاص الذين قتلوا أهلي. ولكن إذا سنحت لي فرصة مقابلتهم، فسوف أقول لهم أنهم دمروا فخر وكبرياء جنوب السودان. ولكن لنتمكن من إعادة بناء أمتنا، أنا على استعداد لأغفر لهم والتصالح معهم لنعود إلى حيث ننتمي، اقتحم رجال يرتدون الزي العسكري ويحملون أسلحة الكلاشنيكوف قريتنا. لقد جاءوا في ذلك اليوم في المساء وطلبوا من الجميع الخروج من منازلهم. كانوا حوالي 10 أشخاص أو أكثر، ومن دون أن يخبرونا ما المشكلة فتحوا النار علينا. بدأ الناس بالركض وسط إطلاق النار؛ كانت آلام المخاض قد بدأت عندي ولكنها توقفت من شدة الخوف. ما أستطيع أن أتذكره هو ذلك الشعور البارد الذي كان يجري في جسدي. ركعت على الأرض وقلت لنفسي، يا رب ارحم عبيدك. وعندما فتحت عيني، رأيت رجالاً وأطفالاً ونساءً يسقطون على الأرض، ولم ينهضوا أبداً بعد ذلك. وعندما نظرت خلفي، رأيت الناس يرقدون في برك من الدماء، بعضهم بلا حراك، والبعض الآخر يئن من الألم. عندها قررت أن أجرب حظي وأهرب. فركضت وركضت، ولكن كان لازال بإمكاني سماع الطلقات النارية. كنت أسمع أصوات الرصاص يمر فوق رأسي، لكنني ثابرت - بالرغم من أنني بدأت أشعر بألم في بطني من جديد. كان حملي ثقيلاً في ذلك الوقت، وكنت أنتظر الولادة في أية لحظة. وصلت إلى جدول ماء ولكن لم يكن بإمكاني الركض أكثر من ذلك؛ كان قلبي يخفق بسرعة والألم في بطني يزداد قوة. قررت بعدها اللجوء إلى غابة بالقرب من الجدول. ثم رأيت أشخاصاً آخرين يحاولون اللجوء هناك أيضاً وقد أصيب غالبيتهم بجراح. عندها علمت أن تسعة من أقاربي قد أصيبوا بجروح خطيرة خلال إطلاق النار وقد لقي 11 منهم حتفه. كما توفي اثنان من أقاربي الجرحى أثناء الليل بينما كنا نختبئ في الغابة. موارد قليلة وفي الصباح الباكر، قررنا الذهاب إلى يوغندا بدلاً من الاستمرار في الاختباء في الغابة. هدأت آلام مخاضي ولذلك بدأنا المشي، ولكن هذه المرة على جانب الطريق لتجنب أية مواجهة مع المتمردين. مشينا مسافة طويلة من دون مياه للشرب. والآن أعيش كلاجئة في يوغندا، وهو أمر لم أشهده من قبل. أصبح لدي ابنة صغيرة ولدت في 4 يناير ولكن من دون جدة أو أب. لقد سميتها نيارينج - وهو اسم بلغة الدينكا يصور الوضع الذي نعيشه الآن في جنوب السودان. نيارينج ليست على ما يرام، فخلال اليومين الماضيين، ارتفعت درجة حرارة جسمها. كما لا يوجد لدى الطفلة ملابس لتدفئها ولذلك علي أن أضمها إلي بشدة لأبقيها دافئة في الليل. يعد توفر الغذاء والمأوى والمياه والملابس مشكلة في مركز الاستقبال. الوضع صعب جداً هنا، لذلك سأكون سعيدة جداً إن وجدت وسيلة ما للمساعدة في تحقيق السلام في بلدي جنوب السودان حتى نتمكن من العودة إلى ديارنا.يجب على العالم أن يدرك أن هناك مشكلة في جنوب السودان، فالأطفال والأمهات والمسنون يعانون بسبب الحرب.لا أعرف ما إذا كنت سألتقي يوماً ما بالأشخاص الذين قتلوا أهلي. ولكن إذا سنحت لي فرصة مقابلتهم، فسوف أقول لهم أنهم دمروا فخر وكبرياء جنوب السودان. ولكن لنتمكن من إعادة بناء أمتنا، أنا على استعداد لأغفر لهم والتصالح معهم لنعود إلى حيث ننتمي.