أعلن الجيش الشعبي استعادته مدينة بانتيو بولاية الوحدة من يد قوات مشار، الأمر الذي أكده دكتور مشار، وقال إنه فقد السيطرة على المدينة، واصفاً ما تم بأنه مجرد انسحاب لتجنب القتال في الشوارع وتفادي سقوط المدنيين، مضيفاً: «نحن نقاتل، وسنواصل المعركة» وتزامن ذلك مع فرار الآلاف من سكان بانتيو إلى خارج المدينة هرباً من الاشتباكات هناك، وكشف نائب الناطق الرسمي باسم وفد مشار بأديس يوهانس موسى فوك أن بانتيو تمت السيطرة عليها بواسطة قوات العدل والمساواة، بينما اتسعت رقعة الاشتباكات بذات الولاية وبمناطق أخرى من الجنوب، ووقعت معارك ضارية قرب رمبيك بولاية البحيرات راح ضحيتها «37» شخصاً وفقاً لشرطة لجنوب، ونقل 30» مصاباً لمستشفى رومبيك، بينما شنَّ الطيران اليوغندي أربع طلعات جوية على بور أمس الأول وأمس، ونجحت قوات تتبع لمشار في تفريق قوات تتبع للجيش الشعبي بقيادة كوال ميانق الذي لم يعرف مصيره حتى الآن وفق ما ذكر يوهانس ل «الإنتباهة» وفي ذات الأثناء تتجه واشنطن لفرض عقوبات على دولة الجنوب لفشل الفرقاء في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار في الجنوب. وأعلن البرلمان اليوغندي انه سيوافق على نشر قوات يوغندية في دولة الجنوب بالثلاثاء، بينما جمع لقاء خاص بين الرئيس اليوغندي موسفيني وزوجة دكتور جون قرنق ربيكا في كمبالا تباحثا فيه بشأن الأوضاع في الجنوب. وفي غضون ذلك اشترط رئيس وفد مشار المفاوض بأديس أبابا تعبان دينق سحب قوات الجيش الشعبي من المناطق التي يسيطر عليها جناحهم وسحب الجيش اليوغندي من دولة الجنوب وسحب قوات حركة العدل والمساواة السودانية من أراضي دولة جنوب السودان وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين للتوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار. اشتراط وتمسك تعبان في حديث ل «الإنتباهة» من العاصمة الإثيوبية أمس بإطلاق سراح المعتقلين مقابل وقف العدائيات، وقال إن العمليتين يجب أن تسيرا مع بعضهما البعض في مسار التوقيع، بينما قال وزير الإعلام ماكويل مكوي ل «الإنتباهة» إن قرار إطلاق سراح المعتقلين تحكمه قوانين محددة وهي قوانين الدولة. وفي ذات السياق كشفت مصادر مطلعة عن تقديم الوساطة ورقة للطرفين للتوقيع عليها في غضون يومين تشمل وقفاً فورياً لإطلاق النار، واقترحت الورقة كذلك دول إيقاد لمراقبة عملية وقف إطلاق النار والاستعانة بقوات من تلك الدول ومراقبين. وبالمقابل أوضحت مصادر أخرى أن مجموعة مشار تحفظت على تسمية دول إيقاد كجهة مراقبة لعملية وقف إطلاق النار بدواعي أن دولتين هما يوغندا وكينيا تساندان سلفا كير، ورحبت بمشاركة السودان وإثيوبيا وإريتريا بوصفها جهات مراقبة بالمراقبين والقوات. عقوبات وقال مصدر أمريكي طلب عدم الكشف عن اسمه لرويترز بخصوص العقوبات الأمريكية المحتملة على من يعرقلون جهود السلام أو يؤججون العنف في جنوب السودان، إنها أداة جرت مناقشتها، وأكد مصدر ثانٍ التصريحات رغم أن الاثنين رفضا الإفصاح عن مزيدٍ من التفاصيل بشأن أية عقوبات محددة يجري بحثها. وأضاف المصدران أنه لم يتم اتخاذ قرارات بعد. والعقوبات المستهدفة تركز على أفراد أو كيانات أو قطاعات بعينها في الدولة، ومن المستبعد أن تدرس الحكومة الأمريكية خطوات تهدف لمعاقبة الدولة اقتصادياً لكنها ستركز على الأرجح على أية إجراءات ضد أفراد أو جماعات ترى أنهم يعرقلون جهود السلام أو يرتكبون فظائع. سيطرة وقال المتحدث باسم الرئاسة في دولة الجنوب أتيني ويك اتيني: «إن بانتيو باتت اليوم تحت سيطرتنا». وقال إن المدينة عاصمة ولاية الوحدة كانت خاضعة لسيطرة المتمردين الذين تواجههم القوات الحكومية منذ قرابة شهر في جزء كبير من مساحة جنوب السودان. الوساطة تعمل وقال المبعوث السوداني لأزمة جنوب السودان عضو وفد «الإيقاد» محمد أحمد الدابي، إنهم التقوا رئيس الوزراء الإثيوبى هيلي ماريام ديسالين الذي تعهد لهم بأنه سيعمل بكل ما في وسعه لتذليل كل العقبات التي تقف أمام جهود الوساطة الإفريقية فى إحلال السلام بدولة جنوب السودان، وقال الدابي إن جلسة أمس من المقرر أن تناقش قضية وقف العدائيات، دون مزيد من التفاصيل، وكان مصدر مقرب من الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق إفريقيا «إيقاد»، قال إن وفداً ضم رئيس لجنة الوساطة سيوم مسفن والجنرال الكيني لازارس سيمبويا والمبعوث الخاص للرئيس البشير محمد أحمد الدابي التقى عقب ختام جلسة مفاوضات الوساطة بين طرفي الصراع رئيس الوزراء الإثيوبي. موسفيني وريبكا عقد الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني جلسة محادثات مع ريبكا قرنق أرملة زعيم جنوب السودان جون قرنق، تناولت الأزمة الحالية التي تجتاح الدولة الجديدة، ووفقاً لبيان القصر الجمهوري اليوغندي فإن اللقاء ناقش بشكل رئيس الوضع الأمني في جنوب السودان، لا سيما الأحداث الأخيرة التي وقعت بعد النزاع والانتفاضة في البلاد. جلسة كمبالا وفي السياق نفسه عقدت أمس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان اليوغندية جلسة خاصة مغلقة بشأن وضع القوات اليوغندية في دولة جنوب السودان تحدث فيها قائد القوات البرية بالجيش اليوغندي الجنرال كاتومبا وأمالا بجانب الجنرال جيجي أودونج اللذان دافعا أمام اللجنة بشأن نشر القوات اليوغندية في جوبا. نشر قوات أعلنت وزارة الخارجية اليوغندية أن قوات بلادها سوف ترسل رسمياً إلى دولة جنوب السودان، وقال بيان الخارجية إن مهمة القوات اليوغندية في السابق هي حماية المنشآت وتنفيذ مهمة الإخلاء والسماح لتدفق المساعدات الإنسانية، لكن الآن نريد ضمان الظروف الملائمة للمفاوضات السلمية. وفي السياق نفسه وافقت رئيسة البرلمان اليوغندي ريبكا كاداجا على عقد جلسة استثنائية يوم الثلاثاء القادم بشأن نشر قوات بلادها في دولة جنوب السودان وفق المادة «210» من الدستور اليوغندي والمادة «39» من قانون قوات الدفاع اليوغندية، ورغم أن القوات اليوغندية موجودة في جنوب السودان لكن موافقة البرلمان تعني نشراً كاملاً لكل القوات اليوغندية في دولة جنوب السودان، وكان الرئيس يوري موسفيني قد طلب من رئيسة البرلمان في خطاب نشر تلك القوات لما فيه من مصالحة الأمن القومي الإقليمي لبلاده، وبدوره تخوف العضو البرلماني اليوغندي أوتو أودنقو من قيام الجيش اليوغندي بتجنيد قبيلة الأشولي في حرب موسفيني في جنوب السودان. مهلة شهرين قال رئيس عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة إيرف لادسو، إن نشر مجموعة إضافية قوامها «5500» جندي من حفظة السلام بجنوب السودان لحماية المدنيين الذين يحتمون بمخيمات المنظمة الدولية من المحتمل أن يكتمل خلال شهرين. وقال لادسو بعد إحاطة مجلس الأمن علماً بالوضع في جنوب السودان: «إن الهدف هو نشر المجموعة الإضافية من قوات حفظ السلام على الأرض بين أربعة وثمانية أسابيع، لكن هدفنا هو الذهاب في أقرب وقت ممكن»، وقالت الأممالمتحدة إن القوات الإضافية قد يجري استدعاؤها من بعثات للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في الكنغو وساحل العاج وليبيريا ومنطقتي درافور وأبيي بالسودان. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة فرحان حق إن «350» جندياً نيبالياً لحفظ السلام سيرسلون إلى جنوب السودان من بعثة الأممالمتحدة في هايتي، وإن «500» جندي آخر سيأتون بشكل مباشر من نيبال. ذخيرة اضافية وقال مسؤولون عسكريون أمس، إن القوات الكورية الجنوبية في جنوب السودان تلقت ذخيرة إضافية ومساعدات عسكرية بوصفها جزءاً من تشديد دفاعاتها، وتتمركز الفرقة الكورية الجنوبية المكونة من «280» عضواً معظمهم مهندسون وممرضون في بلدة بور «حوالى 170 كيلومتراً إلى الجنوب من العاصمة جوبا» باعتبارها جزءاً من بعثة الأممالمتحدة للمساعدة في بناء أحدث دولة في العالم. وعززت القوات الكورية الجنوبية دفاعاتها واقترضت عشرة آلاف طلقة ذخيرة إضافية من اليابان عبر بعثة للأمم المتحدة الشهر الماضي للتعامل مع الحالات الطارئة المحتملة. لا يوجد دليل حذَّرت مسؤولة أميركية من أن الديمقراطية الوليدة في دولة جنوب السودان تواجه الانهيار وسط القتال الضاري الذي خلف أكثر من «1000» قتيل. وأضافت أنه لا يوجد دليل لدى الإدارة الأميركية على وقوع محاولة انقلابية على حكومة سلفا كير. وقالت مساعدة وزير الخارجية لشؤون إفريقيا ليندا توماس غرينفيلد، خلال كلمة لها أمام أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة لانفصال جنوب السودان: «اليوم تواجه أحدث الدول في العالم وإحدى ديمقراطياته هشاشة خطر التحطم». وقال مسؤول أميركي آخر أمام أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، إن هناك قتالاً الآن في سبع ولايات من ولايات الدولة العشر. ضغوط امريكية وقالت مستشارة الأمن القومي الأميركية سوزان رايس في بيان لها إن على رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار مسؤولية العمل للحيلولة دون أن تنجر بلادهما لمزيد من العنف. وطالبت رايس بالخصوص مشار أن يلتزم بوقف الأعمال الحربية دون شروط مسبقة، وأكدت أن استمراره في الإصرار على الإفراج عن المعتقلين بوصفه شرطاً مسبقاً لإنهاء المعارك أمر غير مقبول ويتعارض مع إرادة المعتقلين. وأكدت بالمقابل أن حكومة جنوب السودان مطالبة بالإفراج فوراً عن المعتقلين وتسليمهم لمنظمة مجموعة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا «إيقاد» التي ترعى المفاوضات الحالية، وذلك لتمكينهم من المشاركة في المباحثات.