إن أبو البدوي الذي أكتب عنه وقد سبق أن كتبت عنه وهو من أوائل الذين اختلسوا المال العام وقد نال جزاءه في ذلك الزمان، وأبو البدوي تغنى بذكره السكارى في مجالسهم بالأغنية الشهيرة يا أبو البدوي زورنا مرة.. سعادة أبو البدوي كان من كبار الصيارفة ولكن لعب عليه إبليس وصار من أوائل المختلسين يعني حرامي بالقديم، وكان في ذلك الزمان القانون يجري مجراه، وفي هذا الزمان كثر أنواع البدوي وكونوا نقابة تحمي مصالحهم بل يمكن أن يعملوا تسوية ولا يمكن يشوفوا السجن والحراسة، واللي يدخل السجن له سرير ومرتبة وتلفزيون وجرائد، ويمكن يخرج بحراسة خفيفة ويبيت في منزله مع العائلة، ويرجع وهو لا يلبس هدوم السجن، ولي صديق دخل معهم في السجن ووجدهم كما قال في لوكاندة فندق خمسة نجوم، ولما أرادوا أن يخرجوه تمنى أن يكون معهم، وهكذا مختلسو اليوم تسوية وراحة، أيها الحرامية اطمئنوا أنتم في راحة واستمروا في أكل أموال الشعب، فإن الشعب مو جايب خبر، ووددت أن أحكي قصة أبو البدوي الحرامي السابق. وأبو البدوي الذي اختلس كان يعربد مع رفاق السوء مجاناً وطالت المدة وظلوا ينظرون إليه وبدل الوالدين سموه أبو الملح، وقال له إبليس إنك صراف والأموال بخت يديك، وتوكل واختلس أول دفعة، وجاء إلى رفاق السوء قائلاً إن كل شيء علي حسابي، وقالوا أبو البدوي جاتو ليلة القدر، وظل يسكر حتى الثمالة ويحمله أصحابه حتى يرموه أمام منزله ليجده أبناؤه وزوجته وهو راقد على الأرض ويدخلوه المنزل ويعود في الليلة الثانية، وظلت الساقطات تغني له ويا أبو البدوي زورنا مرة. وانتشرت هذه القصيدة في ليالي السكارى، وكانت المباحث والشرطة ترصد واكتشفوا أمره وذهب للسجن ليقضي سنوات وراء القضبان، وخرج محطماً من السجن وجلس بالمنزل يندب حظه العاثر، وتذكر تلك الأيام وخرج ليلاً إلى بيوت الهوى ووجد بعضهن ماتت وأخرى كبرت ولكنه وجد البعض وقالن له يا أبو البدوي غادي غادي يا أبو البدوي السل بعادي وهكذا خرج أبو البدوي يتعثر في خطاه وعاد للمنزل باكياً حزيناً، وأما مختلسو اليوم فقالوا إن البدوي عوير وكان يشرب (مريسة وعرقي) ويغنون له أما نحن نشرب جن وكونياك ونركب الطائرة للخارج ونختلس ونعمل تسوية هكذا لم يخلِّف أبو البدوي ذكرى حميدة ولكنه ترك ذكرى سيئة نسأل اللَّه أن يعفو عنه، أما حرامية اليوم فإننا نقول لهم ليكم يوم وحسابكم في الآخرة كبير وخطير، وشكراً.