مازال مستشفى ود مدني يعاني من التدهور وتدني الخدمات والذي انتقل الى ظاهرة جديدة بعيدة عن مراعاة البعد الإنساني لمرضى السرطان. فبعد اكتشاف الأخطاء الهندسية في المبنى الشمالي الغربي لمستشفى السرطان وتكوين لجنة تحقيق برئاسة نائب الوالي لم تر نتائجها النور حتى الآن ولم يحاسب الذي تسبب في هذا الجرم ليتم تحويل المرضى الى مبنى داخل المستشفى كان في الأصل مجمع خدمات لمرافقي نزلاء المستشفى. إلا أن المصيبة تتمثل في قيام إدارة المستشفى بتفريغ مياه الصرف الصحي قبالة هذا المجمع الجديد الذي يعالج فيه مرضى السرطان. فقد قال أحد المرضى ل «الإنتباهة» إنه يناشد المسؤولين أن يراعوا وضعهم الصحي وإعطاءهم بعض الأمل في الحياة التي سيغادرونها بسبب هذه المرض الخبيث. فهم في الفترة المسائية يتنسمون الروائح الكريهة من هذه البئر. والسؤال لإدارة المستشفى هل هذا في إطار سياسة التقشف وتقليل الصرف لتفريغ مياه ومخلفات الصرف الصحي داخل بئر في المستشفى وإنشاء مزارع لتربية البعوض حتى يفر المرضى لتكملة علاجهم في منازلهم؟؟ بل امتد الأمر بعد ذلك الى المخلفات الطبية التي يتم التخلص منها بطريقة عشوائية ومنظر الدربات والحقن يسر الناظرين. والسؤال لوزير الصحة الذي أشاد الجميع بكفاءته العلمية باعتباره خبيراً في مجاله الا أن ضعف الإحاطة بالجوانب الإدارية للمؤسسات الصحية يجعلنا نطالبه بأن يقدم استقالته ومعه مدير عام وزارة الصحة الذي قارب العشرين عاماً في منصبه وإفساح المجال لكوادر تستطيع تغيير الواقع الصحي لكثير من المؤسسات الصحية بالولاية. فالمسؤولية تقتضي توفير بيئة تليق بآدميتهم ولا يصح أن نتركهم يتأملون مناظر جبال القمامة ويتنفسون روائح هذه الآبارالعطرة بل امتد الامر الى أن هنالك مياه صرف صحي وبعضها يحمل هذه المخلفات عبر مصرف الى سوق ود مدني مما يمثل كارثة بيئية، فأين وزارة البيئة التي لم يعين لها مدير عام حتى الآن وهي تحتفل باسبوع البيئة والترقية الحضرية وتختتمه بحفل غنائي ساهر على مسرح الجزيرة! ليمتد السؤال لوالي الولاية الذي يخرج علينا دوماً بافتتاح عدد المؤسسات الصحية فالخدمات الطبية سيدي الوالي ليست مباني إنما معاني ومعايير للجودة التي غابت في كثير من المؤسسات الطبية ومنظر مرضى الحوادث وأهلهم يحملونهم عبر شارع المستشفى لأخذ صورة الأشعة في الجهة المقابلة لمبنى الحوادث أصبح مشهدا طبيعيا لأهل مدينة ود مدني لانعدام أفلام الأشعة في بعض الأحيان داخل قسم الأشعة بالحوادث. سيدي الوالي مرضى المستشفى بصفة عامة ومرضى السرطان على وجه الخصوص يدعونك دوماً الى زيارة مستشفى ود مدني التعليمي بصورة غير معلنة في الساعات الأولى من الصباح لتناول كوب شاي وتنسم هذه الروائح العطرة. وهم يرفعون أكفهم لله أن يجيرهم في مصيبتهم التي تمثل انتهاكا للحقوق الإنسانية لمرضى هذا المستشفى العريق.