ومن بين كل الوجوه المتشابهة.. قد نلمح وشاحًا من البنفسج يبدو شاذًا وسط كل الألوان القاتمة.. فننظر للأعلى بحثًا عن قوس قزح يتمايل في وضح النهار فنؤمن أن الآخرين هم الجحيم شيء نرتديه كنظارة الشمس ونلقيه فنرى الكون مضيئًا والوجوه أجمل وأكثر نقاءً.. هل السعادة شيء يصنع؟قد تكون إجابة نعم مستفزة لمن انزلق داخل مطب عميق وظن أن قدمه انكسرت أو أنه فارق الحياة ولم يكلف نفسه مشقة النظر إلى الضوء الذي يتسلل إليه من الخارج ويبث فيه الدفء والأمل! تبدو الأبواب موصدة وزلقة فنجلس القرفصاء ننتظر شخصًا ما ليفتح الباب دون أن ننتبه للنوافذ المواربة ولا الثقوب الصغيرة التي قد تصبح أبوابًا للخروج.. نستيقظ ونحن نستعد ليوم أكثر سوادًا من الذي سبقه فنحرم أنفسنا من الوميض الأبيض الذي يغازل الأمل داخل ردهات القلب المتيبسة دون أن يضرم حريق الحماسة داخلها؛ لأننا نرفض أن نصدق أنه موجود أصلاً! نصر على الانحناء رغم أننا يمكن أن نرى كل من حولنا أقزامًا لو رفعنا عقيرتنا لأقصى مدى.. أن تبتسم لأقصى مدى تحتمله تقاطيع وجهك فن لا يتقنه المحبطون.. أن تجتر كل لحظة سعادة فتلون الرمادية التي حولك وتتراقص الأطياف من حولك لتخبرك كم كنت سعيدًا ومازلت ولكنك لا تعلم.. أمازلت محبطًا؟ لم لا تجرب أن تبتسم الآن؟!