تحت هذا العنوان وصلتني رسالة تحكي عن روعة النخب التي حكمت السودان بعد الاستقلال مباشرة وجاء في اهم تفاصيلها انه بعد خروجهم من القصر الجمهوري في الساعة الثانية و النصف ظهرا وهم في طريقهم الى بيوتهم، سال رئيس الجمهورية اسماعيل الازهري رئيس الوزراء محمد احمد محجوب عن سبب غياب النادل الذي يقدم لهم القهوة . حينها تذكر المحجوب ان النادل تغيب عن العمل بسبب عقد قران ابنته ، و انه قد دعاهم للغداء معهم بهذه المناسبة . طلب الرئيس الازهري من السائق ان يتوجه بهم الى بيت ذلك النادل، و في الطريق قال الازهري للمحجوب لازم نشارك في الكشف لكن انا ما عندي قروش ، انت خت لي معاك خمسة جنيهات و انا اردها ليك لاحقا، رد المحجوب و انا كذلك ليست معي قروش ، لكن اخونا يحيى الفضلي ( الذي كان يرافقهم فى السيارة ) ود تجار ممكن يحل المشكلة و بعدين نحن نتصرف معاه، ذهبوا ثلاثتهم الى ذلك العامل البسيط و دفعوا خمسة عشر جنيها مساهمة في اتمام فرحة تلك الاسرة البسيطة ... كان المربي الكبير عبد الرحمن علي طه وزيرا للحكومات المحلية في حكومة حزب الامة في عام 1958 عند سقوط الحكومة عاد إلى قريته أربجي للاستقرار النهائي وصله خطاب من وزارة الاشغال يخطره بأنه لن يتحصل على وصل خلو طرف من المنزل الحكومي الذي كان يشغله لأن طبلة جراج المنزل مفقودة , وعليه أرسل إبنه الدكتور فيصل عبد الرحمن علي طه للخرطوم لشراء طبلة بمبلغ 25 قرشا وتسليمها لمهندس الأشغال ويعود بخلو الطرف، وقد قام ابنه فيصل بالمهمة على أحسن وجه. في عهد الرئيس / عبود انتهى اجتماع مجلس الوزراء الساعة الخامسة وخمس عشرة دقيقة مساء, سأل السيد الرئيس نائبه حسن بشير قائلا: (يا حسن تفتكر لو مشينا المستشفى بعد كده الخفير بيدخلنا) وقد كانت زوجة الرئيس السيدة سكينة آنذاك طريحة الفراش في مستشفى الخرطوم الملكي. افق قبل الاخير سافر الرئيس عبود ليوغوسلافيا لرد زيارة الرئيس تيتو وطلب من مرافقيه أن يستدعوا له أحد الطلبة السودانيين المبعوثين، حضر الطالب لمقابلة السيد الرئيس وسط دهشة الجميع . فقام الرئيس باخراج خطاب من جيب البدلة وناوله للطالب وقال له: أبوك بسلم عليك وقال يسلموك هذا الجواب في إيدك. أفق أخير معتمد محلية (سقط لقط) يمتلك عمارتين في المعمورة.