رسم المستشفى التركى بنيالا عنواناً لعمق العلاقات الازلية التى تجمع بين شعبى البلدين السودانى والتركى، وقد كانت لدارفور علاقات خاصة مع الدولة العثمانية منذ عهد السلطان على دينار، ولعل قيام هذا المستشفى بنيالا كواحد من طراز المستوى الثالث ضمن منظومة المستشفيات التركية العالمية يأتى تأكيداً لمتانة تلك العلاقات، فالانظار هنا فى جنوب دارفور هذه الايام تتجه صوب استقبال حدث وحلم طال انتظاره كثيراً بافتتاح هذا الصرح فى الثامن والعشرين من فبراير الجارى، أى بنهاية هذا الاسبوع على يد نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن ومساعد رئيس الوزراء التركى ومراقبين يرون أن تشغيل المستشفى التركى سيضع حداً لقضية الصحة والنقص فى الكوادر الطبية وتوطين العلاج بولايات غرب السودان التى ظلت تواجه السلطات الحكومية القائمة على الامر وخاصة ولاية جنوب دارفور التى تعانى كثيرا فى هذا المجال لبعدها عن المركز، وتتسارع الخطى بالولاية التى تشهد حراكا مكثفاً للاحتفال بهذه المناسبة، وقد استقبل وزير الصحة بالولاية عمر سليمان آدم بمطار نيالا الدولى الثلاثاء الماضى سفير تركيا بالسودان جمال الدين ايدن إيذانا بالتحضيرات النهائية للافتتاح الرسمى للمستشفى التركى بنيالا، وقال ايدن ان مساعد رئيس الوزراء التركى سيشهد الافتتاح بدلاً من رئيس الوزراء رجب طيب اوردقان الذى حالت بعض الظروف ببلده دون تشريفه ذلك، واضاف ان تركيا بعد السنوات الخمس المتفق عليها للتشغيل المشترك للمستشفى بالكوادر السودانية والتركية ستخصص «50» مليون دولار اخرى دعماً منها لاستمرار العمل خمس سنوات اخرى، وقال ايدن: «جئنا لافتتاح هذه الهدية الكبيرة التى قدمتها تركيا لاهل دارفور فى اطار العلاقات الممتدة بين البلدين، وحسب ما شرح وزير الصحة بقيام كلية طب بنيالا سيكون هذا المستشفى تعليمياً لطلاب هذه الكلية»، فيما تحدث وزير الصحة بالولاية عمر سليمان عن سعادة اهل دارفور بالهدية القيمة التى قدمتها تركيا، واكد حرصهم على المحافظة عليها لانها تمثل عنواناً للعلاقات بين الجانبين، واكد الوزير التزام حكومة الولاية بما يليها تجاه التشغيل والمحافظة على هذا المستتشفى الذى سيكون اضافة حقيقية للخدمات الصحية بدارفور. يذكر أن المستشفى التركى بدأ تشغيله التجريبى في الاسبوع الماضى عقب وصول الدفعات الاولى من الاطباء الاتراك من خلال مراجعة وتشغيل كل الاجهزة الطبية واستقبال المرضى بالحوادث.