سيكون استاد الخرطوم في الثامنة من مساء اليوم مسرحاً للقاء هلال الملايين والاهلي الخرطوم في الجولة الرابعة للدورة الأولى للدوري الممتاز الذي يحتل فيه الأزرق المركز الثاني برصيد «9» نقاط وبفارق الاهداف من المريخ. واذا كان الهلال قد ظهر بمستوى مهزوز في مباراتي النسور وهلال كادوقلي فإننا نتوقع ان يعود الفريق لمستواه الطبيعي في مباراة اليوم ويحقق الفوز الذي يسعد جماهيره ويجعلها تخرج راضية ومقتنعة بما قدمه من عرض يليق به بوصفه زعيماً للكرة السودانية. واعتقد ان مشكلة الهلال التي أدت لاهتزاز مستواه ليست في عدم وجود عناصر موهوبة وصاحبة امكانات فنية كبيرة، ولكنها في الأساس مشكلة توظيف لهذه العناصر بوضع اللاعب المناسب في المكان المناسب، أي باختيار اللاعب للوظيفة التي يستطيع ان يقدم فيها كل ما يملك من مهارات وقدرات تسهم في الانتصارات وتقديم العروض التي تطرب الجماهير الزرقاء التي تعشق اللعب الجميل واللمسات الفنية. ولعل أبرز مثال لعدم التوظيف السليم لقدرات اللاعبين يظهر بوضوح في خط الوسط الذي يعتبر نقطة ضعف الفريق وقاصمة ظهره في المباريات لعدم قدرته على أداء الدورين الدفاعي والهجومي بالمستوى المطلوب، وذلك بتشكيل حائط صد امام الدفاع لايقاف تقدم المنافسين ومساندة الهجوم بالتحضير السريع الذي يخلق المساحات ويتيح الفرصة لصانع اللعب لبناء الهجمات في عمق الدفاع ومن العكسيات من أطراف الملعب، واعتقد ان حل مشكلة الوسط يكمن في اخراج مساوي من الدفاع وتوظيفه في خانة المحور والتي يملك امكانياتها، ويعتبر افضل من يؤدي مهامها لاجادته قطع الكرات بالتقدير الجيد والالتحام القوي والضغط والمطاردة للاعب الذي بحوزته الكرة لمنعه من التمرير السليم والتقدم للامام، فضلاً عن اجادته استعمال الرأس والذي يمكنه من قطع الكرات العالية والمشاركة في بداية الهجمة أو التوغل في عمق دفاعات الخصم للتهديف أو خلق هجمة سريعة. والمؤكد ان انتقال مساوي للوسط لن يؤثر على الدفاع لأن وجود مالك أو سامي بجانب أتير سيجعل وسط الدفاع في منتهى القوة والصلابة، وبهذا التغيير يكون مساوي بجانب عمر وأيٍ من نزار أو الشغيل قد غطى حاجة الفريق للاعب الوسط المقاتل الذي اثر بشكل كبير على أداء هذا الخط في المباريات الأخيرة. أما في وظيفة الوسط المهاجم فإن الأنسب هو وجود مهند بوصفه لاعباً مهارياً يجيد التهديف القوي من مختلف المواقع، ويملك القدرة على حسم المباريات بالحلول الفردية في حالات الزنقة، على ان يكون بديله الجاهز هو سيدي بيه او وليد علاء الدين حتى لا يكون هناك ثلاثة لاعبين في الوسط يلعبون باسلوب واحد.. وفي الهجوم ليست هناك مشكلة في ظل وجود كوليبالي وكاريكا الذي يستطيع ان يقوم بدور صانع الالعاب في حالة الحاجة لذلك. واعتقد ان وجود مساوي في الوسط سيعطى قوة للوسط تسهم في دعم الدفاع ومساندة الهجوم وتغيير شكل الفريق الذي يعاني من ضعف واضح في الشق الدفاعي.