كشفت تقارير رسمية أمريكية صادرة عن الخزانة الأمريكية أن واشنطن تحتجز أصولاً وأموالاً سودانية على أراضيها بقيمة «48.2» مليون دولار، بينما تم منع التعاقد والتعامل مع «5777» معاملة بين أطراف أمريكية وأخرى سودانية رسمية وغير رسمية بقيمة «745» مليون دولار. وفي الاثناء نادى برلمانيون بتغليب المصالح في التعاطي مع واشنطن بدلاً من الشعارات، وضرورة الامتناع عن القرارات الانفعالية «تيك أوي»، وقال البرلماني محمد الصديق دروس إن اختزال العداء الأمريكي للخرطوم في أنه بسبب المشروع الحضاري أمر مخل، بينما وصف برلمانيون العقوبات الأمريكية على السودان بالعمل الإرهابي. وكشف الدبلوماسي السفير محمد عبد الله خلال جلسة استماع برلمانية أمس عن غرامات طالت بنكاً بريطانياً تعامل مع الخرطوم بلغت «250» مليون دولار، وأقرَّ بامتناع البنوك البريطانية عن فتح حسابات لسودانيين وأغلقت عشوائياً حسابات لأي سوداني هناك. وفي ذات الأثناء نادى برلمانيون بإصدار قانون برلماني يمنع تصدير الصمغ العربي لأمريكا أو منع تصديره لمدة عامين على الأقل لتركيع العالم وواشنطن على حد قولهم. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان محمد يوسف عبد الله خلال جلسة استماع حول أثر العقوبات الأمريكية الاقتصادية على البلاد أمس، قال إن اللجنة ستجمع «12» وزارة الأسبوع المقبل لوضع خطة واضحة للتعاطي مع الأمر. ومن جهته شدد عضو البرلمان عبد الرؤوف بابكر على ضرورة تغيير الخطاب السياسي تجاه أمريكا، وانتقاء المفاوضين الحكوميين بصورة دقيقة، وقال: «أولادنا أولى بالاهتمام من أولاد غزة»، وأضاف قائلاً: «للدين رب يحميه». وفي ذات الاتجاه عاب رئيس لجنة النقل بالبرلمان عبد الله مسار على اللجنة عدم دعوة السفارة الأمريكية للجلسة، ودعا لممارسة ضغط شعبي على أمريكا من داخلها عبر رفع يافطات أمام البيت الأبيض للتنديد بالعقوبات وأثرها على أطفال السودان، وشدد على ضرورة تغليب المصالح، وقال «ما في زول قال لينا ما تصلوا وما تصوموا».