ببحرِ الليل ثم هويت للقاعِ متورم العينين تنبضُ عبرَ أسماعِي طبولُ العالم الهدّار : لا تأسى لمن فاتوا فبعض مساكنٍ تبقَى وبعض مساكنٍ تنأى فتُدنيها المسافاتُ تعلّم وحدك التحديقَ نحو الشمسِ والمقلِ النحاسية مرايا تخطف الأبصارَ لكن ليلنا الصاحي وشرفتَنَا المسائية على عينيك، فوق رموشك التَعبْى ستارات.. ستاراتُ يضوعُ بنفسجُ الرؤيا وتخضرُّ النجيمات بكلّ أناقة الدنيا تمدّك بالظلالِ الزرقِ بالنغمِ الذي يهتزّ في الريح بدندنة الأراجيح بساعاتٍ يظلّ الشعر يلهث في مراكِضها ويطويها ويكسب روحَه فيها ويحلب قلبَه المطعونَ فوق دروبِها العطشى ليرويها *** وأهتف أيها المنثال كالأمطارِ أين زمان تلقانا بساح الجمرِ نحرق في سبيلك سوسنات العمر نصرع، ثم تأبان لعلك يا عذاب الليل كننت تزورنا كرهاً وترحل قبل أن تأتي ونحن نمزّق الأعصاب، نسمع دمدمات الوحي خلف ستائر الصمتِ ونرقب ساحة الميلاد، برق خلاصنا المرصود بين الآه والآه تفرع أيها المنقاد وجهك في دروب الأمس كان الآمر الناهي أنا المحروم من دنياك لما غامت الرؤيا ولفّتني المتاهاتُ سقيت الناس من قلبي، حصاد العمر، ذوب عروقي الولهى.. بأكواب من النورِ أقبل كل من ألقى على الطرقات من فرحي وألثم أعين الدورِ كمنجاتي التي ضاعت تردد صوتها المخمور يهدر في بحار الليل، يهدر كالنوافيرِ.