التأتأة هي اضطراب في طلاقة الكلام، وصعوبة إخراج الكلام بشكل سلس، وتتميز التأتأة بسلوكيات لفظية رئيسية وسلوكيات أخرى مصاحبة كتكرار الكلمة أو مقطع الكلمة أو الحرف والإطالة للحرف أثناء الكلام والتوقف أو احتباس الحرف وعدم القدرة على التلفظ به أثناء الكلام.. وأظهرت الدراسات الحديثة أن التأتأة تظهر بالعمر الزمني ما بين «2-11» سنة، وبالغالب ما بين «2 5» سنوات، وتعد نسبة حدوث التأتأة للذكور بالمقارنة مع الإناث 1 5 وأشار عدد من العلماء إلى الأصل الوراثي لهذه المشكلة حيث أثبتت دراسة قام بها فريق العلماء وجود مشكلة التأتأة في التاريخ العائلي لثمانين طفلاً يعانون من التأتأة، كما أثبتت دراسة قام بها العلماء أن الفص الأيمن من الدماغ للأشخاص المتتأتئين أثناء الكلام أكثر نشاطًا من الفص الأيسر على عكس معظم الناس الأسوياء والذين يستخدمون الفص الأيسر أثناء الكلام. اضطرابات نفسية يوضح د. ياسر موسى/ اختصاصي نفسي واجتماعي أن التأتأة من اضطرابات النمو النفسي حيث تشتمل على اضطرابات إنمائية معينة في الكلام واللغة وهي نوع تضطرب فيه الأنماط الطبيعية لاكتساب اللغة في المراحل المبكرة من الطفولة ولا يمكن إرجاع الحالة إلى خلل في الجهاز العصبي أو في آليات الكلام مباشرة أو إلى خلل حسي أو تخلف عقلي أو عوامل بيئية وقد يكون الطفل أقدر على التفاهم أو الفهم في بعض المواقف السمعية المألوفة جدًا عن مواقف أخرى ولكن القدرة اللغوية تكون مختلة في كل الأحوال.. وتأخر اللغة كثيرًا ما تليه صعوبات في القراءة والهجاء واضطرابات في العلاقات الشخصية واضطرابات عاطفية وسلوكية وبالتالي.. فإن التشخيص المبكر والدقيق لاضطرابات اللغة والكلام هو أمر مهم جدًا وهناك أربعة مؤشرات رئيسية لدخول اضطراب اللغة دائرة العلاج الاكلينيكي وهي، درجة الشدة، المسار، النمط والمشكلات المصاحبة ويعتبر كل تأخر في اللغة غير طبيعي إذا كان بالشدة بحيث يتجاوز حدود انحرافين معيارين وأغلب الحالات التي تكون على هذه الدرجة من الشدة عادة ما تصاحبها مشكلات أخرى، بجانب اضطرابات نطق الكلام المحدد وهو اضطراب نمائي محدد يقل فيه استخدام الطفل لأصوات الكلام أقل من المستوى المناسب لعمره العقلي ولكن مع وجود مستوى طبيعي من المهارات اللغوية ويحدث النماء غير الطبيعي عندما يتأخر أو يشذ اكتساب الطفل لأصوات الكلام مما يؤدي إلى سوء نطق في كلام الطفل يترتب عليه أن يجد الآخرون صعوبة في فهم كلامه كما يؤدي إلى إسقاطات أو تشوهات أو استبدالات في أصوات الكلام مع عدم انسجام في تزامل الأصوات «بمعنى أن الطفل قد ينطق مقاطع صحيحة في بعض كلمات وليس في كلمات أخرى» على الرغم من وجود اختلافات فردية كثيرة في نمو اللغة الطبيعي إلا أن عدم القدرة على تكوين جمل بسيطة من كلمتين عند عمر الثلاث سنوات يجب أن يعتبر علامات دالة على التأخر ومشكلات النطق. إرشادات ويشير د. ياسر إلى أن التأتأة من المشكلات اللغوية التي تحدث للأطفال وتؤثر على انسياب الكلمات عند الحديث وقد تكون على شكل ترديد مقطع من الكلمة في البداية أو وسط الكلمة أو السكوت فجأة أثناء الحديث، وأحيانًا تكون هذه المشكلة شديدة لدرجة أنها تؤثر على الناحية التعليمية والاجتماعية للطفل ونسبة وجود التأتأة عند الأطفال 1% وهي تحدث في الأولاد أكثر من البنات بنسبة 4 إلى 1، وهذه المشكلة تكثر في العائلات التي تكون في تاريخ أفرادها تأتأة السبب غير معروف، مبيناً أن لها تأثيرًا على الطفل وتجعله عرضة لضعف المعنويات بشكل كبير وأيضًا عرضة للقلق ومرض الاكتئاب بسبب هذه المشكلة .. إذًا من الضروري تقييم الطفل من الناحية النفسية وإعطاء العلاج عند الضرورة. ويجب على الأسرة عدم استعمال شدة أو عنف أو توبيخ للطفل بسبب هذه المشكلة تنبيه جميع أفراد العائلة من إخوان أو أخوات بعدم التعرض للطفل بالتعليق أو الاستهزاء تشجيع الطفل على الكلام باستمرار وتجاهل أي تأتأة موجودة عمل جلسات فردية مع الطفل يوميًا لمدة نصف ساعة على الأقل فى جو ودي مشجع واستعمال الصور المخصصة ...أو الحديث عن المدرسة مع تدريب الطفل على بدء الحديث بهدوء وتخفيض سرعة الكلام والتوقف بين الجمل، ومهم جدًا استعمال التعزيزات المعنوية والمادية واستشارة اختصاصي تخاطب لمساعدة الطفل.