سادت الأوساط الموردابية موجة من الارتياح بعد استقالة مجلس الادارة الذي هبط في عهده الفريق من الممتاز لأول مرة في تاريخه منذ تأسيسه في نهاية العشرينات ومشاركته في دوري الأولى بالخرطوم منذ انطلاقته في مطلع الخمسينات وحتى بداية الدوري الممتاز في العام 1996م.. والمؤكد ان هبوط الموردة لم يحزن أهلها ومشجعيها وحدهم بل أحزن جماهير الرياضة بمختلف ميولها وألوانها لأنها فقدت في الممتاز نادياً كبيراً وعريقاً صاحب تاريخ وطني ورياضي عظيم حيث فجر ابني الموردة علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ ثورة 1924 بمشاركة طلبة الكلية الحربية التي اتخذ نادي الموردة ألوان علمها الأزرق والأحمر شعاراً له تخليداً لذكرى هذه الثورة العظيمة كما كان لفريق الموردة دور كبير في بناء نهضة الكرة السودانية مع الهلال والمريخ والأندية العريقة أمثال بري والنيل والأهلي والتحرير والاتحاد حيث كانت فرقها المتعاقبة تضم مجموعة كبيرة من ألمع النجوم في سماء الكرة منذ أيام زرقان وترنة ودرار وحتى عهدها الذهبي في الستينات الذي سبقت فيه زمنها باسلوبها الجماعي وايقاعها السريع وتنفيذها لطرق وتكتيكات الكرة الحديثة بمجموعة من عباقرة الكرة بقيادة عمر عثمان الذي عرف بتمريراته السحرية وقذائفه الصاروخية وعلي سيد احمد المدافع الفنان والنحلة عصمت ابو جبل والمايسترو ختم ادريس والفارس المحينة والهداف العظيم عمر التوم والجناح الخطير ود الزبير والمقاتل بكري عثمان والظهير الفولاذي نور الجليل واللاعب الاخطبوط الكباكا وبقية العقد المنثور الذين ادهشوا الجماهير بعروضهم الرائعة التي جعلت نجم الهلال العظيم سليمان فارس يطلق على هذه الفرقة لقب الموردة بتلعب..! وبعد استقالة مجلس الادارة والتي تأخرت كثيراً وأضاعت على كبار المورداب فرصة دعم الفريق بالمواهب والكفاءات في فترة التسجيلات حتى يتمكن من العودة للممتاز في الموسم القادم جرت مشاورات مكثفة بين أقطاب الموردة حول شكل وملامح المجلس القادم توجوه بعقد اجتماع مساء الاربعاء الماضي بمنزل رئيس الموردة الأسبق عبد المحمود أبو صالح شارك فيه عدد كبير من أبناء النادي الذين ناقشوا الموضوع من كل جوانبه وأكدوا في نهايته ثقتهم التامة في حسن اختيار الوزير لمجلس جديد للموردة يتحمل أعباء هذه المسؤولية الكبيرة ولكنهم يأملون أن يكون المجلس خارج دائرة الصراعات بالنادي حتى يكون هناك اجماع عليه بعيداً عن أي عمليات شد وجذب..! ونهار أمس التقى السيد وزير الشباب والرياضة لولاية الخرطوم بمكتبه لوفد من أبناء الموردة يضم علي عيسى وصلاح كافي وعبد المجيد المصباح وصديق احمد ابراهيم وحاتم بهدف الوقوف على رأي المورداب في تكوين المجلس الجديد قبل اصدار قراره بتعيين المجلس الذي سيتولى شئون النادي في الفترة القادمة وقد شكر الوفد الوزير على دعوته للاجتماع وحرصه على استقرار الموردة بعد الفترة العصيبة التي مرت بها بعد هبوط الفريق واكدو له ان المرحلة الصعبة والخطيرة التي تمر بها الموردة تحتاج الى مجلس قوي صاحب امكانيات كبيرة لاعادة الفريق الى الممتاز ولذلك فإنهم يتطلعون لأن تقف معهم الدولة كما وقفت مع الهلال والمريخ باختيار رئيس في قامة الحاج عطا المنان وجمال الوالي.. وأوضح الوفد للوزير ان جماهير الموردة على استعداد للوقوف بقوة خلف المجلس الذي يختاره الوزير وان كل ما يطلبونه هو ان يستمر دعم القصر للنادي لمواجهة مرتب المدرب والجهاز الفني البالغ خمسين مليوناً اضافة لمائة وخمسين مليوناً لدفع مرتبات اللاعبين وحوافزهم ونثرياتهم وتسيير النشاط في النادي وقد أوضح السيد علي عيسى عقب الاجتماع ان الوزير قد تفهم الأوضاع في الموردة وطمأنهم بأن المجلس سيكون في قامة النادي لتنفيذ أمر التكليف وتحقيق طموحات الجماهير.. وتأكيداً لانفراد «الإنتباهة» بترشيح الوزير السابق كمال عبداللطيف لرئاسة مجلس الموردة المعين فقد أصبح الرجل فعلاً أقوى المرشحين لقيادة المجلس القادم بجانب مجموعة من رجال الأعمال بهدف انقاذ الموردة وإعادتها الى وضعها الطبيعي بين اندية الممتاز.. ويحظى كمال عبد اللطيف بدعم ومساندة كبار الموردة وجماهيرها تقديراً للعمل الكبير الذي قام به عندما تولى رئاسة اللجنة العليا لإعادة تأهيل استاد الموردة.. فضلاً عن انه رجل دولة حقق نجاحات كبيرة في كل الوزارات التي تولى مسؤوليتها وآخرها وزارة المعادن التي دعمت خزينة الدولة بمئات الملايين من الدولارات من عائدات بيع الذهب اضافة الى انه اداري كفء يتميز بالحزم والحسم وصاحب شخصية قوية تعشق التحديات والمهام الجسام وله علاقات واسعة وصلات طيبة مع أجهزة الدولة والمؤسسات الاقتصادية والتي يمكن ان يوظفها لدعم الموردة بالأموال اللازمة لتحقيق آمال المورداب في عودة الفريق للممتاز والذي هو إنجاز سيدخله تاريخ الموردة من أوسع أبوابه..!