هنادي عبد اللطيف: الظهور المفاجئ للقيادي مبارك الفاضل بأديس أبابا، أثار عدة تساؤلات حول هذه الزيارة. وعلى الرغم من تصريحاته الصحفية بأنه أتى إلى المفاوضات بصفته كشخصية قومية وليس كسياسي ،مبارك التقى بوفد الحركة قطاع الشمال واجتمع معه لساعات بينما لم يلتق الوفد الحكومي ،وأطلق تصريحات بأنه سيعود إلى الخرطوم قريباً .مراقبون فسروا ظهور مبارك الفاضل بأنه بمثابة تقديم دعم ومساندة لقطاع الشمال وذلك بعد الاجتماع المغلق لساعات مع وفد الحركة.إلا أن آراءً ذهبت إلى أن مبارك الذي صرح مؤخراً بعودته المرتقبة للخرطوم وذلك بحسب إفادته للزميلة (المجهر السياسي) وامتداحه لخطوة اختيار الفريق أول بكري حسن صالح نائباً أول لرئيس الجمهورية، واقتراحه بتشكيل حكومة عسكرية لمدة ستة أشهر.تؤكد أن الرجل يريد فتح صفحة جديدة مع الحكومة .وفسرت هذه الخطوة بحسب مقربين من الرجل بأنه يرى في التغييرات التي أحدثتها الحكومة مؤخراً أنها توفر فرصة مناسبة ومواتية لعودته للبلاد والبحث عن بداية جديدة. محاولات وجهود وإن وصفت بالماكوكية بغرض إنجاح المفاوضات التي تجريها الحكومة مع قطاع الشمال برئاسة ياسر عرمان على الرغم من الرفض الواسع من أبناء وقيادات منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان حول تمثيل عرمان للتفاوض في قضايا المنطقة التي لا يمت لها بصلة.لكن المفاوضات التي بدأت في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا وبعد انهيار الجولة الأولى من التفاوض استؤنفت الخميس الماضي الجولة الثانية والتي يبدو من خلال تصريحات الوفد الحكومي أنها لن تختلف عن سابقتها وأنها تسير في نفس خطى المفاوضات السابقة فتمسك قطاع الشمال بمطالب وشروط تقف عندها الحكومة وتنتقدها وتصفها بأنها المهدد الكبير الذي يهدد بانهيار المفاوضات. مراقبون يرون بأن الحكومة وإن كانت تسعى للوصول إلى اتفاق مع الحركة لكنها من جانب آخر تصرح بتوعد من وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين الذي توعد فيها بالحسم العسكري ما أثار انتقاد وفد التفاوض .وقد أعلن عرمان اعتزامه طرح رؤى جديدة تتعلق بضرورة إخضاع رؤية الحكومة للحوار مع القوى السياسية إلى رقابة أفريقية الأمر الذي وصفته بعض المصادر الحكومية بأنه سيهدد المفاوضات .إذ يبدو أن سقف المطالب التي ارتفعت يبدو أنها ستؤدي إلى نسف المفاوضات وذلك بحسب المحلل السياسي عباس إبراهيم خلال إفادته للصحيفة بأن المفاوضات التي تجريها الحكومة مع قطاع الشمال لا تختلف عن سابقتها فالمطالب نفسها وتمسك الطرفين بها أدى إلى افشال المفاوضات السابقة وهذا ما يحدث الآن وإن اختلفت الوجوه.حديث إبراهيم يطرح تساؤلات حول ما ستؤول إليه نهاية هذه المفاوضات خاصة بعد الورقة التي قدمها رئيس وفد التفاوض بقطاع الشمال ياسر عرمان والتي وجدت استياءً من قبل الوفد الحكومي، التي وصفت بأنها لا تمت لورقة التفاوض الافريقية بصلة وهي نفس الورقة التي قدمت منذ بداية التفاوض. الورقة تشمل مقترح عرمان بقيام مؤتمر الحوار السوداني المعلن وخضوعه إلى رقابة دولية وأفريقية بإشراف رئيس الوساطة الأفريقية ثامبو امبيكي .إذاً يمكن أن يطلق على هذه الجولة هي جولة المعاكسات وبالتالي أسقط كل طرف من حسابه ما يجري هناك على الأرض من معاناة إنسانية وصلت أقصى مراحلها وفي الوقت الذي تتمسك فيه الحركة الشعبية بعدم حصر التفاوض في المنطقتين وتبحث عن حل شامل لكل قضايا السودان ترى الحكومة غير ذلك ، وهذا كله وفي مجمله بحسب محللين سياسيين عدم مسئولية من الطرفين ويرى هؤلاء المراقبون أنه كان الأحرى بالحركة الشعبية قطاع شمال إذا كانت فعلاً تريد الحل أن توافق ولو مبدئياً على التفاوض حول المنطقتين لوقف المعاناة هناك ، إذاً مما يبدو وعلى الرغم من اقتراب نهاية المفاوضات فقد فشلت الوساطة الأفريقية فى تقريب وجهات النظر بين الطرفين وهذا تفسيره بحسب محللين واضح، وهو عجز هذه الوساطة وافتقارها إلى آليات مقنعة تجبر الأطراف على الاستجابة لما تطرحه ، ولذلك ينحصر دورها فى إعداد أوراق والدفع بمقترحات يبقى القبول بها أو رفضها رهين بأطراف الصراع وها هي الوساطة مرة أخرى ولكسب الوقت بصدد طرح ورقة توفيقية بين الطرفين لبدء الحوار حولها فإذا فشلت هذه المرة ربما تعلن الوساطة إنهاء المفاوضات بفشل الجولة وإلحاقها بسابقتها فى أبريل من العام المنصرم ، ومع هذا التباعد قد لا تكون هنالك جولة أخرى قبل التأكد بقبول أو تنازل كل طرف عن موقفه المتعنت الحالي .