أحداث منطقة مكيراو لوكي الأخيرة في مربع صندوق أبيي تعيد للأضواء سؤالاً مهماً جداً تسأل عنه الأممالمتحدة وقواتها في المنطقة المعروفة باليونسفا، التي تقوم بمهمة حفظ الأمن ويفترض فيها حسب تفويضها من الأممالمتحدة بسط الاستقرار وحماية المدنيين وتهيئة الأوضاع داخل صندوق أبيي لقيام المؤسسات المدنية وتكوين الشرطة الموحدة توطئة لنقل الأوضاع في أبيي للمربع الذي يمكّن الرئيس عمر البشير ونظيره رئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت من اتخاذ القرار النهائي بتحديد مصير المنطقة أياً كان هذا المصير بأن تكون أبي ضمن السودان أو الجنوب أو منطقة تكامل وتمازج مشتركة. ويقتضي هذا الترتيب أن تكون منطقة أبيي منطقة منزوعة السلاح حتى تتمكن الإشرافية المشتركة من القيام بمهامها على أكمل وجه. غير أن تدهور الوضع الأمني المستمر الذي يموت بسببه واستمرار عشرات المدنيين من الجانبين . وما حدث للمسيرية مطلع هذا الأسبوع من قتل وتجريح إنما هو مسؤولية قائد القوات الأثيوبية اليونسفا فالقصور الأمني في أبيي مسؤولة عنه اليونسفا بالدرجة الأولى لأن اللجنة الإشرافية المشتركة جانب السودان بقيادة الأستاذ الخير الفهيم بح صوتها في سياق تنبيهاتها وتحذيراتها المستمرة لليونسفا بالأوضاع في داخل صندوق أبيي والخروقات المتوقعة وقد ظلت تكاتب اليونسفا طيلة العام الماضي ومطلع هذا العام بخطابات تجاوز عددها ال 10 خطابات كان آخر هذه المكاتبات في السادس والعشرين من فبراير الماضي ينبه ويلفت نظر اليونسفا لوجود مجموعات مسلحة داخل صندوق أبيي وأن هذه المجموعات تقوم بتحركات مريبة في المنطقة وهناك مخاطر من وجودها على المدنيين من الدنيكا والمسيرية لأنها تقوم تحريض المدنيين للتصادم فيما بينهم غير أن قيادة اليونسفا لم تتعامل بالحسم المطلوب مع هذه المجموعات في إطار تفويضها من جانب الأممالمتحدة لحفظ الأمن مع الغياب الكامل بالطبع للطرف الآخر من الإشرافية الذي يمثّل حكومة الجنوب الذي كان له أثر سلبي في عرقلة عمل الإشرافية وأنشطتها . والمطلوب هو تصحيح وضعية اليونسفا في أبيي و لفت نظرها بصورة واضحة لتقصيرها في دورها الأساسي لأن حكومة السودان سمحت بدخولها لا لتتفرج على تقتيل وإصابة المدنيين وترعى وتحمي الفوضى إنما لحفظ الأمن وبسط الاستقرار وطالما هي عاجزة عن دورها هذا طبقاً لما هو موجود ومتوفر من شواهد على الأرض فيجب على اليونسفا أن تغادر أو تعود لصوابها وتقوم بمواجبها بحيادية كاملة تجعلها محل ثقة الطرفين وهذا هو المطلوب.