سير جمع غفير من أحياء مدينة الفاشر الشرقية من سرادق العزاء بحى المعهد «أ» تظاهرة احتجاجية على خلفية استشهاد المواطن أبو بكر إسماعيل أبوه الذي لقي مصرعه جراء الاعتداء عليه من قبل مجموعة مسلحة تمتطى سيارة ذات دفع رباعي مطلع الشهر الجاري بحي الهوارة وسط مدينة الفاشر، فكانت مسيرة حزينة للغاية، وهو حادث مؤسف اهتزت له مدينة الفاشر، واستمعت لجنة أمن الولاية فيها للمواطنين ورد الفعل الغاضب من المسيرة السلمية دون المساس بأي من الممتلكات العامة أو الخاصة، بل كل المطالب والهتافات كانت تنادي وتطالب بالأمن والقبض على الجناة وكبح المتفلتين الذين انتشروا داخل مدينة الفاشر وهددوا أمن الأسر والأفراد. مسيرة سلمية غاضبة والي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر أعلن رفض وإدانة حكومة ولجنة امن ولايته جملةً وتفصيلاً الحادث الذي وقع بحي الهوارة وأدى إلى استشهاد المواطن ابو بكر إسماعيل. واصفاً إياه بأنه سلوك أناس طامعين من قبل قوات نظامية وشبه نظامية ومتمردين. وعزا كبر خلال حديثه للتظاهرة الاحتجاجية التي سيرها جمع غفير من مواطني الأحياء الشرقية وأهل الفقيد من سرادق العزاء إلى مقر الأمانة العامة للحكومة بالفاشر، عزا وقوع الحادث إلى انتشار السلاح في أوساط المواطنين، مؤكداً سعى حكومته لمعالجة ظاهرة التفلتات الأمنية التي استشرت بالفاشر هذه الأيام. واقر كبر بأن المشكلة لا يمكن حلها في يوم واحد نظراً لأن المشكلة بها الكثير من التعقيدات القبلية وانتشار السلاح، بجانب أنها تحتاج إلى إمكانات تفوق إمكانات الولاية، داعياً فى الوقت نفسه المواطنين إلى التحلي بالصبر والتعاون مع الحكومة بتوفير المعلومات عن المجرمين، معلناً أن حكومته قد اتخذت حزمة من الإجراءات من اجل حسم التفلتات الأمنية والوصول الى الجناة الذين قاموا بارتكاب الحادث. واعتبر التظاهرة الاحتجاجية السلمية التي خرجت صباح اليوم التالي لمقتل المواطن ابو بكر مساندة ودعماً لحكومة الولاية. وعبر كبر عن تعازي حكومته لأسرة الشهيد. لأسرة الفقيد كلمة ومن جهته أشار ممثل أسرة الشهيد واحد أعيان المدينة مولانا الفاضل عوض الله دفع الله، الى الحال الذي وصلت اليه مدينة الفاشر. وقال إن ذلك لا يمكن السكوت عنه على الإطلاق. وأشار الى ان خروج هذه التظاهرة الاحتجاجية يعد تعبيراً من اجل توفير الامن والاستقرار للمواطنين الذين اصبحوا يخافون على حياتهم من المجموعات المسلحة التى تقوم بنهب ممتلكاتهم من موبايلات وسيارات وغيرها. تفاصيل الواقعة وتشير «الإنتباهة» الى ان حيثات الحادثة تعود الى ان مجموعة مسلحة تمتطى سيارة ذات دفع رباعى «لاندكروزر» قامت فى حوالى الساعة التاسعة والنصف من مساء السبت الموافق الاول من مارس الجاري، بالاعتداء على الشهيد ابو بكر اسماعيل ابوه اثناء توقفه امام ورشة هندسية بحى الهوارة الذى يقوم «يركن» سيارته بها، حيث ظهرت له مجموعة مسلحة تمتطى سيارة لاندكروز وقاموا بتهديده لأخذ سيارته التى كان يستخدمها من اجل توفير لقمة العيش لاسرته الكريمة التى تتكون من «3» افراد من البنين والبنات، وتحت تهديد السلاح اخذ الشهيد آلة حادة «ساطور» وقاومهم مما ادى الى اصابة احدهم، وعندها قام احد افراد المجموعة المسلحة الذى كان بالسيارة باطلاق عيارين ناريين على بطنه ولاذوا بالفرار، وعندما خف الى مكان الحادث اهل الحى وجودوا المجنى عليه ساقطاً على الارض، وعندها تم نقله الى حوادث مستشفى الفاشر فلبى نداء ربه، وتم تشييعه الى مقابر التجانية بالفاشر. مسيرات أخرى كما سير اهالي المحليات الشرقية لولاية شمال دارفور مسيرة احتجاجية كبرى بمدينة الفاشر بعد حادث الفاشر بأيام، وذلك جراء الاعتداء الغاشم على محلياتهم ورفعوا فيها مذكرة احتجاجية للوالي ضد الاعتداء على محليات اللعيت والطويشة وكليمندو، واعرب فيها ممثل المحليات الشرقية محمد ادم امين عن عدم رضائهم عن صمت اجهزة الحزب بالولاية والمركز عن هذا الحادث، وتم تسليم المذكرة لوالي شمال دارفور، وتحصلت «الإنتباهة» على نسخة من المذكرة التي ذكرت فيها ان حركة تحرير السودان جناح مناوي قد اعتدت على الأبرياء الآمنين في محليات اللعيت والطويشة وكلميندو، ودمرت في أبشع صور الحروب كل المنشآت الخدمية في مدينة اللعيت، ثم انتقلت الى محلية الطويشة وضربت الآمنين الابرياء بالراجمات والمدفعية الثقيلة، ثم تحولت الى محلية كلميندو وعاثت فيها فساداً كبيراً مما ادى الى القتل والارهاب وتعطيل مرافق المياه ونهب الاسواق وتدمير وسائل الحياة بكاملها، وطالبت المذكرة بالإدانة باقوى العبارات والشجب لترويع الآمنين وقتل الابرياء، ونادت بالإسراع في بسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون في المناطق الشرقية لولاية شمال دارفور، ومد جسر انساني عاجل من المساعدات الانسانية لنازحي المحليات الشرقية.