استمرار مسلسل الخروج من البطولات الإفريقية من الأدوار الأولى لا تتوقف أضراره على الألم الذي يعتصر قلوب المحبين لأنصار الفرق بمختلف ألوانها فقط، ولكنه يتعداها لما هو أبعد من ذلك. خرج المريخ من الدور التمهيدي وكذا الحال للوافد الجديد أهلي عطبرة وتبعهما الأهلي شندي أمس الأول، وتكرار هذا الخروج مع تقدم أندية دول أخرى يهدد ظهور السودان بأربعة أندية في بطولات الكاف للأعوام القادمة. اليوم يدافع الهلال عن حظوظه في البقاء في البطولات الإفريقية وبطريقة غير مباشرة يدافع عن حظوظ كل أندية الممتاز السوداني في الظهور ضمن قائمة الأندية المشاركة في بطولات الكاف، وهو تكليف كبير وجد لاعبو الهلال أنفسهم مرغمين على تحمله. بعيداً عن حساسية الألوان أبيضها وأصفرها نقول إن تأهل الهلال للدور الثاني مسؤولية جماهير الكرة السودانية كافة قبل جماهير الأزرق. فالهلال لا يمثل نفسه اليوم بل يمثل السودان الجميل والفوز لن يطول عنبة الهلال فالغلة سينال منها السودان نقاطاً تعزز من بقائه ضمن تصنيف يضمن المقاعد الأربعة. نعلم أن الكثيرين لن يعجبهم هذا المطلب وسيتمنون خروج الهلال وهو ما سمعته بأذني من بعضهم وربطوا موقفهم بموقف للصحافة الزرقاء من خروج المريخ من دوري الأبطال وتكريس كل جهدهم للسخرية والشماتة من المريخ وجهوره، ونعلم أن لهم بعض الحق في ذلك، فالصحف وبعض الصحافيين الزرق لا هم لهم سوى المريخ. تابعت بنفسي كتابات مجموعة من الصحافيين الهلالاب في الفترة التي تلت خروج المريخ من البطولة الإفريقية ورأيت تخصيصهم زواياهم بالكامل للمريخ رغم حاجة فريقهم لهم، ولعل هذا يفسر أمنيات البعض بخروج الهلال وينتظرونه بفارق الصبر. صباح اليوم التالي لتعادل الهلال مع الملعب المالي خصص كاتباً هلالياً كبيراً نصف صفحة أو يزيد للكتابة وقلت لنفسي أكيد أنه سيتغزل في الهلال وما بذله لاعبوه في مالي فوجدت مقاله بالكامل للسخرية من المريخ ولاعبيه و«العالمي» وبايرن ميونخ وبلة والزومة! نتمنى أن ينجح الهلال في العبور للدور الثاني ويمنح الفرحة لنصف الشعب السوداني على الأقل فمن الظلم أن يظل البسطاء الغبش يتقلبون على فراش من المواجع والمعاناة يوماً بعد يوم، أما إن خرج - لا قدر الله فلن نلوم باقي الشعب على فرحته فردة الفعل متوقعة. آخر اللمسات أربع كلمات صدرت عن أربعة ملوك كأنما رميت من قوس واحدة. قال الأول: لم أندم على ما لم أقل، وندمت على ما قلت مراراً. وقال الثاني: أنا على رد ما لم أقل أقدر مني على رد ما قلت. وقال الملك الثالث: إذا تكلمت بالكلمة ملكتني، وإذا لم اتكلم بها ملكتها. وقال الملك الرابع: عجيب ممن يتكلم بالكلمة إن رفعت ضرته وإن لم ترفع لم تنفعه.