اتحاد أصحاب العمل يقترح إنشاء صندوق لتحريك عجلة الاقتصاد    غرق مركب يُودي بحياة 42 مهاجراً بينهم 29 سودانياً    أردوغان يعلن العثور على الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة    أبياه يستدعي السداسي والخماسي يغادر رواندا    الطاهر ساتي يكتب: أو للتواطؤ ..!!    والي الخرطوم يعلن عن تمديد فترة تخفيض رسوم ترخيص المركبات ورخص القيادة بنسبة 50٪ لمدة أسبوع كامل بالمجمع    اشتراطات الكاف تجبر المريخ على إزالات حول "القلعة الحمراء"    وزارة الصحة تناقش خطة العام 2026    العلم يكسب الشباب في دورة شهداء الكرامة برفاعة    إكتمال الترتيبات اللوجستية لتأهيل استاد حلفا الجديدة وسط ترقب كبير من الوسط الرياضي    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    كأس العالم.. أسعار "ركن السيارات" تصدم عشاق الكرة    تقارير تكشف ملاحظات مثيرة لحكومة السودان حول هدنة مع الميليشيا    شاهد بالفيديو.. على طريقة "الهوبا".. لاعب سوداني بالدوري المؤهل للممتاز يسجل أغرب هدف في تاريخ كرة القدم والحكم يصدمه    شاهد.. المذيعة تسابيح خاطر تعود بمقطع فيديو تعلن فيه إكتمال الصلح مع صديقها "السوري"    شاهد بالفيديو.. البرهان يوجه رسائل نارية لحميدتي ويصفه بالخائن والمتمرد: (ذكرنا قصة الإبتدائي بتاعت برز الثعلب يوماً.. أقول له سلم نفسك ولن أقتلك وسأترك الأمر للسودانيين وما عندنا تفاوض وسنقاتل 100 سنة)    رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية يهاجم تسابيح خاطر: (صورة عبثية لفتاة مترفة ترقص في مسرح الدم بالفاشر والغموض الحقيقي ليس في المذيعة البلهاء!!)    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شاهد الفيديو الذي هز مواقع التواصل السودانية.. معلم بولاية الجزيرة يتحرش بتلميذة عمرها 13 عام وأسرة الطالبة تضبط الواقعة بنصب كمين له بوضع كاميرا تراقب ما يحدث    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    انتو ما بتعرفوا لتسابيح مبارك    شرطة ولاية الخرطوم : الشرطة ستضرب أوكار الجريمة بيد من حديد    عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين    رئيس مجلس السيادة يؤكد عمق العلاقات السودانية المصرية    مسؤول مصري يحط رحاله في بورتسودان    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الرحمن الخضر: في إفادات جريئة ل «الإنتباهة»:
نشر في الانتباهة يوم 15 - 03 - 2014

حاوره بالرياض: فتح الرحمن محمد يوسف
تفاءل الدكتور عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم، بوفاق سياسي لجمع الشمل السياسي السوداني، في ظل حراك سياسي محموم، استجابة لدعوة الرئيس عمر البشير، متوقعاً انضمام قطاع الشمال بالحركة الشعبية والحركات المتمردة لركب السلام. وقال في حوار من العاصمة السعودية الرياض مع «الإنتباهة»، على هامش زيارته للرياض: «إن الاتصالات لا تزال مستمرة مع جميع أطياف العمل السياسي على اختلاف مشاربها وأيدلوجياتها، للتوافق حول رؤى كلية يؤسس عليها توافق سياسي مرض لا يقصي أحداً». وشدد الخضر، بإصرار «المؤتمر الوطني» على تعزيز ثقافة التداول السلمي للسلطة، وقيام الانتخابات في موعدها أو الموعد الذي تتفق عليه الكتل السياسية، من خلال التوافق الوطني السياسي المتوقع. وأضاف: «إن المؤتمر الوطني، يصرّ على صياغة دستور يلتزم به الجميع ليؤسس ويمهد ويؤكد مسألة التداول السلمي للسلطة، ولذلك فإن التوافق حولها والاتفاق على آلياتها وعلى قواعد اللعبة السياسية عموماً يأتي في هذا الإطار، وأعتقد أن السودان بصدد الانتقال إلى خانة هو مؤهل لها تماماً». ومن جهة أخرى بحث الخضر، مع الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير الرياض، التوأمة بين العاصمتين الرياض والخرطوم، حيث اتفق الطرفان على هندسة العاصمة السودانية، وزيارة مرتقبة إلى الخرطوم. وقال: «أمير الرياض منحنا «10» فرص تدريبية سنوياً في إطار تبادل الخبرات، للاستفادة منها في تطوير العاصمة السودانية، كذلك اتفقنا كمرحلة أولى في إيجاد الدعم العيني والفني في مجال نقل النفايات».
هلا اطلعتنا على حيثيات المباحثات التي أجريتها في الرياض؟
مقابلتي مع الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير الرياض هي امتداد لمقابلة سابقة، قررنا فيها سوياً التوأمة والمؤاخاة بين الرياض والخرطوم كعاصمتين شقيقتين، في إطار تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين، وكان العهد بالقيادة السعودية عند حسن الظن في كل ما طلبناه، إذ اتفقنا على أن تقوم إمارة الرياض بتنظيم الشوارع والأعمال الهندسية في ولاية الخرطوم، بجانب خدمات الصرف الصحي ونقل النفايات إلى غير ذلك من خدمات مهمة ذات صلة، واتفقنا على أن تتولى الرياض منح الخرطوم فرصاً تدريبية للمهنيين العاملين في الولاية، ومنحنا أمير الرياض «10» فرص تدريبية سنوياً وهو من المطلوبات الأساسية في إطار تبادل الخبرات، للاستفادة منها في تطوير العاصمة السودانية، كذلك اتفقنا كمرحلة أولى في إيجاد الدعم العيني والفني في مجال نقل النفايات.
وهل اشتملت المباحثات على مبادرة الملك عبد الله للاستثمار الزراعي؟
بالتأكيد، حيث بحثت مع أمير الرياض، سبل تفعيل مبادرة الملك عبد الله للاستثمار الزراعي في الخارج خاصة في السودان، وكانت جامعة الدول العربية، قد عقدت اجتماعا مؤخراً في الخرطوم مع الصناديق العربية، لتحويل مبادرة الأمن الغذائي العربي التي طرحها الرئيس السوداني عمر البشير، وأقرتها قمة الرياض الأخيرة إلى واقع ملموس، والمبادرة حالياً أصبحت مبادرة الجامعة العربية، وفي إطار هذه المبادرة طرحنا أن تكون الخرطوم رائدة في هذا المجال لأنها استقطبت استثمارات عربية وأجنبية كبيرة ولدينا شواهد، ذلك أن موقفنا في إنتاج اللحوم البيضاء ممتاز جداً وأصبح لدينا أكثر من «17» شركة كبيرة متخصصة في إنتاج الفراخ، وإنتاج بيض المائدة، وطرحنا مشروعات جديدة، لاستكفاء المنطقة كلها من الفراخ وبيض المائدة لاعتبار أن للسودان ميزات تفضيلية في هذا المجال كون أنه يمتلك «95» في المائة من مقومات صناعة الدواجن، وينتج «95» في المائة من الأعلاف يزرعها وينتجها و«100» في المائة من مكونات أعلاف الحيوانات المجترات، ينتجها في الداخل، وبالتالي بالإمكان تصدير الأعلاف من السودان في مجال ترقية إنتاج الدواجن، وفي المجال الآخر وهو الزراعة بالري المحوري، فالمياه الجوفية المتوافرة في ظل مساحات كبيرة في إطار مشروع متكامل سميناها مدينة للري المحوري، وهي مشتركة بين الولايات الثلاث «ولاية نهر النيل وولاية الخرطوم والولاية الشمالية»، وأعتقد أنه يمكن تطوير تجربة إنتاج الأعلاف والقمح والخضروات الصغيرة بتقانات الري الحديثة التي تقدمت فيها السعودية، وكنت وجهت لأمير الرياض، الدعوة لزيارة بلده الثاني السودان وقبِل الدعوة على أن يحددها مع السفير السوداني بالرياض في وقت لاحق، كما وجهت الدعوة أيضا للأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز نائب أمير الرياض الذي بحثت معه العلاقات الثنائية في إطار العلاقات الودية بين البلدين وبين العاصمتين.
وماذا بشأن تعزيز استثمارات القطاع الخاص السعودي؟
بحثت مع عدد من القطاعات الخاصة سبل تعزيز الاستثمارات في الخرطوم، وبالفعل كذلك زرنا مصانع «الخريف» الذي وقعنا معه اتفاقاً مبدئياً لتوفير معدات متكاملة لتنفيذ مشروع «مدينة للري المحوري»، تنفيذاً لمبادرة برنامج دعم الصادرات السعودي، وبحثنا مع المهندس يوسف البسام، نائب الرئيس والعضو المنتدب للصندوق السعودي للتنمية، ما سبقنا إليه وزير المالية السوداني بشأن اتفاقية تنشيط العلاقات بين السودان والصندوق، حيث أطلعنا على ضمانات التمويل وفتح الباب على مصراعيه للقطاع الخاص للاستفادة من ذلك، ووافقنا عليها ووقعنا الاتفاق المبدئي على توفير التمويل اللازم لعدد من المشروعات ذات الصلة بما سبق آنفاً، وحتى ذلك الحين سنبدأ ب «200» جهاز ري محوري، اتفقنا على شرائها المباشر مع واحدة من الشركات السودانية المعروفة للبداية بصفة جادة إلى حين اكتمال إجراءات التمويل من صندوق الصادرات.
ما موقف الاستثمارات السعودية حالياً؟
الاستثمارات السعودية في تزايد مستمر، في الولاية خاصة وفي السودان عامة، ولكن ليس لدي إحصاءات دقيقة حالية بيد أنها هي الأكبر من بين الاستثمارات العربية الأخرى، إذ لا تقل عن «30 %» منها، غطت مختلف القطاعات، كمجال الزراعة والتعدين ومجال التطوير العقاري، وفي مجال البنى التحتية وغيرها من المجالات.
على الصعيد السوداني.. كيف تقرأ المشهد السياسي ومستقبل دعوة التوافق الوطني بعد خطاب الرئيس عمر البشير الأخير؟
من واقع متابعتي الشخصية لحيثيات المشهد السياسي في السودان والتطورات والمتغيرات التي انتظمت ساحته منذ وقت ليس بالقصير، متفائل جداً أن يحدث وفاق سياسي مع معظم الكتل السياسية المشكلة للسياسة العامة في البلد، في ظل حراك سياسي محموم للاستجابة لدعوة الرئيس لجمع الشمل السياسي السوداني.
وما شواهدك على ذلك في ظل حديث البعض عن أن الدعوة تجاوزتهم لغيرهم؟
الشواهد على ذلك كثيرة، فالدعوة لم تحتكر لجهة دون الأخرى، لأن الاتصالات لا تزال مستمرة مع جميع أطياف العمل السياسي على اختلاف مشاربها وأيدلوجياتها، ولم تنقطع مطلقاً حتى الآن وأؤكد لك أن التوافق حول رؤى كلية يؤسس عليها توافق سياسي مرض لا يقصي أحداً يجري على قدم وساق ولعل آثاره بدأت تظهر الآن، ولذلك أنا متفائل بذلك.
ولكن البعض لا يزال يتعامل بحذر مع الحزب الحاكم على اعتبار أن يقود الوفاق السياسي لمصلحته فقط.. ما تعليقك؟
بما أن «المؤتمر الوطني» هو الحزب الحاكم وأكبر الأحزاب الموجودة حالياً في الساحة السودانية، بادر بأن يكون صاحب الدعوة دون أن يحدد طبيعتها أو شكلها أو آليات تنفيذها، بغية مشاركة كل ألوان الطيف السياسي فيها، لتفضي لشكل يجمع حول الجميع، ولذلك فإن في أدبيات «المؤتمر الوطني» الداخلية العمل بإصرار على تعزيز ثقافة التداول السلمي للسلطة، وقيام الانتخابات في موعدها أو الموعد الذي تتفق عليه الكتل السياسية، من خلال التوافق الوطني السياسي، كذلك يصرّ «المؤتمر الوطني»، على صياغة دستور يلتزم به الجميع ليؤسس ويمهد ويؤكد مسألة التداول السلمي للسلطة، ولذلك فإن التوافق حولها والاتفاق على آلياتها وعلى قواعد اللعبة السياسية عموماً يأتي في هذا الإطار، وأعتقد أن السودان بصدد الانتقال إلى خانة هو مؤهل لها تماماً.
مقاطعاً.. هل التفاؤل ينتقل أيضا إلى مستقبل المفاوضات التي تجري بين الحكومة وقطاع الشمال في الحركة الشعبية في أديس أبابا؟
نعم أعتقد أن هناك رغبة عامة نحو إحلال السلام في ربوع السودان سواء في منطقة جنوب كردفان أو النيل الأزرق أو جبال النوبة أو دارفور، رغماً عن التعنت الذي نشهده أحياناً من بعض الحركات التي نشأت حديثاً، ولكن يظل لدينا تفاؤل لا ييأس في أن تختار هذه المجموعات الطريق السليم والحواري البناء لوطن يسع الجميع ولا يقصي أحداً أبداً.
بالعودة للواجهة الاقتصادية.. ما إستراتيجية الخرطوم في دفع الاستثمار إلى الأمام؟
ولاية الخرطوم وضعت إستراتيجية في هذا الاتجاه، باعتبار أن الخرطوم قائدة للعمل الاقتصادي في السودان، وبنينا الإستراتيجية على المحور الأول فيها والقائم على تعزيز الأمن الغذائي لنا ولجيراننا، والمحور الثاني توفير فرص عمل للشباب وخريجي الجامعات، خاصة أن نصيب العاصمة «60» في المائة من الجامعات السودانية والبالغ عددها «79» جامعة، والمحور الثالث المساهمة في عجلة الصادرات وتوفير العملات الأجنبية للبلاد، وفي ذلك قطعت الخرطوم شوطاً كبيراً، حيث أن معظم صادرات الأعلاف من السودان من ولايتي الخرطوم ونهر النيل، وأغلبها تصدر لدول الخليج، وهناك إمكانية لمضاعفتها مئات المرات، والمحور الرابع هو محور البنيات التحتية، وفي ذلك نوجه اقتصادنا واستثماراتنا نحو هذه المحاور الأربعة التي نحتاج فيها لشركاء.
البطالة والفقر مشكلتان تؤرقان الولاية.. ما إستراتيجيتكم في معالجة هاتين المشكلتين؟
كما تعلم أن الخرطوم، أصبحت ملاذاً للهجرات الداخلية من الأرياف ، حيث بلغ سكانها حوالي «6» ملايين نسمة، ونسبة البطالة وفق آخر إحصاء أجراه الجهاز القومي للإحصاء حوالي «16» في المائة للسودان كله، وهي نفس النسبة في الخرطوم، وهؤلاء الذين لا يجدون فرص عمل حقيقية، ولأجل تجاوز ذلك، فتحنا الباب لاستيعاب سنوي للخدمة المدنية، فاستوعبنا خمسة آلاف وظيفة في هذا العام وكل عامين نفتح الباب لاستيعاب خمسة آلاف وظيفة أخرى، كذلك ننفذ برامج التمويل الأصغر، والتي شهدت نمواً كبيراً جداً تضاعف عشرات المرات في الفترات الأخيرة، ذلك لأنه اهتمت بها الدولة وشكلت لها مجلساً برئاسة النائب الأول للرئيس السوداني، كما أن بنك السودان المركزي خصص أموالاً وطلب من البنوك السودانية توفير «12» في المائة من إجمالي إيداعاتها، فخصصت «12» في المائة لصالح التمويل الأصغر، وللاستفادة من ذلك عملنا محفظة للتمويل الأصغر يرعاها البنك المركزي، واستهدفنا تمويل مشروعات كثيرة من الخريجين والشباب عامة في مجالات إنتاجية وخدمية مختلفة وننفذ كل عام مهرجان «التشغيل» بالاستفادة من مخرجات التمويل الأصغر، وهذا المهرجان ينفذ في نسخته الثالثة هذه الأيام في مارس الحالي، بعبقرية تمليك عدد كبير من الشباب وسائل إنتاج، ففي هذا العام نستهدف «50» ألف شاب لتمليكهم وسائل إنتاج بجانب معدات للمساهمة في نقل النفايات بأسس ووسائل حديثة، للكسب من خلالها، إضافة إلى وسائل مواصلات «حافلات صغيرة»، وكذلك لدينا حاضنة الأعمال الهندسية وهي تعتبر إحدى أهم المشروعات التي نطرحها، حيث أن حوالي «400» من الشباب ملكوا معدات متكاملة لتنفيذ شبكات مياه، وبدأنا مشروعاً ضخماً لإحلال شبكات المياه لأنه في المناطق القديمة «ليست لدينا مشكلة في الإمداد المائي أو إنتاج المياه النظيفة» بمحطات إنتاج المياه الحديثة، إذ لوحظ أن أول الشبكات التي نفذت بشكل علمي في الخرطوم في العام 1928، والآن آن الأوان لاستبدالها ولذلك فالشباب يقومون حالياً بهذا العمل، بقوة واقتدار، ولإنجاح التجربة لدينا في مهرجان التشغيل الثالث فرصة لتمليك خمسين مجموعة أخرى، فكل منها حوالي ثمانية من الشباب، حيث سيصبح لدينا مائة مجموعة من الشباب المؤهلين من كليات الهندسة، ليكونوا نواة لمشروعات رجال أعمال أو مشروعات شركات للمقاولات الهندسية في مجال تنفيذ شبكات المياه، وهذا أحد الأمثلة، وهناك أمثلة أخرى في مجال الحياكة والخياطة، وعلى صعيد مراكز الشباب والمرأة ففي الولاية حوالي «380» مركزاً قررنا تحويل عشرين في المائة منها إلى مراكز إنتاجية، ونموّلها عبر برامج التمويل الأصغر ليتمكن الشباب والنساء الذين يرتادون هذه المراكز من الاستفادة من وجودهم فيها، ونشرنا مراكز التدريب المهني، حيث أصبح هناك عدد ضخم من هذه المراكز بدعم من الاتحاد الأوروبي، والآن اكتملت كلها في ظل وجود كبير من الشباب فيها، في إطار مهرجان التشغيل الثالث، لتمليك كل خريجي هذه المراكز معدات حرفية كل في مجاله، في سبيل إيجاد قنوات للكسب الحلال، وهذه بعض الأمثلة وليس كل شيء.
هناك اتهام بأن تحويل «مواقف المواصلات».. خلق نوعاً من الارتباك والزحمة وخصم من ميزانية المواطن... ما تعليقك؟
نحن نعمل وفقاً للمخطط الهيكلي، وهو مخطط إستراتيجي معني بالتنمية العمرانية، لولاية الخرطوم لخمسة وعشرين عاماً، وينفذ عبر كبريات العطاءات العالمية، حيث فازت به شركة «نافيد» الإيطالية ونفذته واكتمل كمشروع تم تسليمه. والآن نرتب لإكمال هذه الهيكلة الحديثة، ومن ميزاتها تطوير الواجهات النيلية مع تطور الشوارع، إذ أصبح أكبر واجهة مهنية في المنطقة من خلال ما نفذ على شارع النيل بأم درمان وشارع النيل بالخرطوم ولا تزال امتداداته مستمرة وشمل المخطط أيضاً تفريغ وسط الخرطوم من المؤسسات التي تخلق الزحام سواء أكانت خدمية أواقتصادية أوغيرها واقتضى الهيكل تحويل مواقف المواصلات من حركة مرتبطة بالمواقف إلى حركة دائرية، وإن كنا لم نتمكن حتى الآن من تنفيذ مواقف كلية، ولذلك شرعنا في جذب الاستثمار للدخول في مجال المواصلات وحتى الآن هناك ثلاث شركات تأسست تعمل في النقل العام، كما اقتضى المخطط العام توفير ذات سعات النقل الصغيرة بجانب ذات السعات الكبيرة أي ال «سيتي بص»، وفي هذا الإطار وفّرت هذه الشركات ألف «حافلة نقل»، والآن نخطط إلى إدخال ثلاثة آلاف «حافلة جديدة»، ستمّلك معظمها للعاملين في هذا المجال، أما الشركات الكبيرة تمتلك البصات الكبيرة، والمخطط بصدد إدخال تجربة خطوط السكك الحديدية باستخدام قطار النقل الخفيف الداخلي الذي يرمز له ب«إم إي يو» وتعاقدنا في ذلك مع كبرى الشركات الصينية مثل شركة «جنوب الصين للسكك الحديدية».
بمناسبة زيارتكم الأخيرة إلى الصين.. ما أهم ما بحثته فيها؟
وقفنا في مباحثاتنا في الصين، على تطور مشروع خطوط السكك الحديدية باستخدام قطار النقل الخفيف الداخلي وسنستلم في يوليو المقبل أول قطارين وسيكتمل العدد إلى ستة قطارات بنهاية العام الحالي، وسنربط كل أطراف الخرطوم بقطار النقل المحلي الخفيف، بقطارات صغيرة ومكيفة ويسع القطار الواحد حوالي «450» راكباً وتدريجياً سيدخل القطار في النقل مع البصات الكبيرة وسيتم إعادة هيكلة بعض الطرق لتتناسب مع حركة البصات الكبيرة مع تنسيق دخول الحافلات الصغيرة إلى مواقع معينة في الولاية، وهذا عمل ضخم استكماله يحتاج لوقت وبنهاية العام «2014» تنتهي مشكلة زحام المواصلات كلياً بالولاية.
هل هذا الموضوع الرئيس الذي بحثته في الصين؟
الصين من الدول الداعمة والممولة لعدد كبير من المشروعات السودانية، وللخرطوم شراكات متعددة مع عدد كبير من الشركات الصينية في مختلف المجالات، بعضها نفذ عدداً من الجسور على النيل وبعض الطرق، وبعضها ينفذ بعض الكباري الطائرة، وصيانة الكباري القديمة وكادت تكتمل صيانة كوبري القوات المسلحة «كبري بري سابقاً»، وتتجه لصيانة كوبري النيل الأزرق ببحري وزيادة سعته، ويجري تنفيذ كوبري طائر جديد سميناه «كوبري المولد» تجاه طرق الإمدادات الطبية ويقع على شارع الحرية، في حين أن هناك شركة سودانية تنفذ كوبريين طائرين جديدين في أم درمان عابرين للنيل، إضافة إلى كباري ضخمة أخرى بجانب كوبري «سوبا» تعمل فيه إحدى الشركات السودانية، وطورنا هذا العمل مع عدد من الشركات الصينية التي تعاقدنا معها لتنفيذ مشروعات تتجاوز ال «100» مليون دولار.
ما عدد الكباري التي تربط العاصمة السودانية المثلثة حالياً؟ وما أهم ملامح تنمية البنى التحتية الحالية؟
عدد الكباري القديمة التي نفذت منذ دخول الإنجليز إلى السودان حتى بداية التسعينيات «4» فقط، أما في خلال ال «10» أو ال «12» سنة الأخيرة الكباري تنفّذ حالياً «6» وبالتالي العدد الكلي «10» كباري وبصدد تنفيذ كبريين اثنين آخرين، وبالتالي فإن تطوير سفينة البنيات التحتية ماضية على قدم وساق، فشبكة المواصلات والطرق متصلة بين الولاية والولايات المجاورة، وثمة معلومة مهمة وهي أن شبكة الاتصالات لدينا الأفضل بين نظيراتها على مستوى المنطقة العربية بل حتى على مستوى العالم، وتقدمنا كثيراً في عمليات ال«آي تي» ونبيع الكهرباء عبر الكروت الممغنطة، بجانب العديد من التقنيات الحديثة في إطار تطوير البنية التحتية المتكاملة، مع تأكيدي أنني لا أرسم صورة زاهية حيث أنه لا يزال أمامنا الكثير لننجزه، في سبيل معالجة الأوضاع المعيشية واستكمال البنى التحتية والتي لا تزال تحتاج لجهد أكبر، فضلاً عن إصلاح حال المستشفيات والمرافق الصحية التي أكملناها هذا العام، مع إصلاح البنى التحتية في التعليم وغيره من القطاعات.
يُشاع أن مياه الخرطوم ملوثة فضلاً عن تراكم النفايات.. ما حقيقة ذلك؟
هذا لا يمت للحقيقة بصلة، إذ أن مشكلتنا في المياه محدودة وهي إما أن تكون ضعيفة أو منقطعة في بعض المواقع بسبب سوء شبكة التوزيع، وهذا ما نسعى لمعالجته خلال هذا العام، أما فيما يتعلق بإنتاج المياه النظيفة فهي تتطابق مواصفاتها وفق معايير منظمة الصحة العالمية. وأما على صعيد النفايات فهناك نظام «نقل النفايات» وهو نظام جيّد في الخرطوم غير أن هناك مشكلات إدارية كثيرة فيه، تجري معالجتها وهي إحدى أهم الموضوعات التي نهتم بها في هذه الزيارة، والعمل على تحسين البنية التحية لنقل النفايات.
وماذا عن أزمتي الغاز والخبز؟
لا توجد أزمة في هذين المنتجين الضروريين، وإنما حدثت أزمة خبز مرة واحدة وهي نتاج أخطاء إدارية مسؤولة منها بعض المصالح الحكومية، وعُولجت في حينها إذ لم تستمر لأكثر من يومين، بعدها لم نشعر بأزمة خبز ولم تتكرر مرة ثانية وليست هناك من أسباب لتكرارها مرة أخرى، أما فيما يتعلق بأزمة الغاز فكانت هناك نتاج الإجراءات الاقتصادية الأخيرة، والتي لعبت دوراً في هذا الأمر غير أنها عُولجت في وقتها ولا توجد إشكالية حالية في هذا الصدد.
هناك امتعاض على إقدام حكومة الولاية ببناء جسر أسمنتي عال على ضفة النيل الأزرق في الخرطوم يعزل المشاهد عن «النيل».. ما تفسيرك لمبرراته؟
هناك مخطط هيكلي جديد يقضى بأن يحرر «النيل» ويكون متاحاً للجمهور، ولذلك قضى بتطوير الواجهات النيلية والمجال فيها وعلى إثر ذلك قمنا بتأسيس أكبر «كورنيش» على ضفاف النيل، يتجاوز طوله في محلية أم درمان أكثر من «10» كيلو مترات، وفي الخرطوم يتجاوز طوله أكثر من «30» كيلو متراً، وهذا يعني أن «النيل» أصبح الآن متاحاً للجميع، ومنعنا إقامة أية مبان عليه كمرحلة أولى، أما المرحلة الثانية من هذا المخطط، قضى بنقل المؤسسات الحكومية من على النيل إلى مواقع أخرى وتخصيص هذه المواقع للسياحة كإحدى قنوات الترفيه، وبعد نقل هذه المواقع سيفتح المجال للقطاع الخاص للاستفادة منها وتحويلها من مواقع رسمية حكومية إلى مواقع ترفيهية وخدمات سياحية استثمارية مختلفة، وأول المواقع التي ستنقل الآن من على ضفاف النيل هي مواقع أمانة حكومة ولاية الخرطوم وسيطرح الموقع للبيع وسينتقل ديوان المراجع العام ووزارة الشباب والرياضة وثالثهم موقع أمانة الحكومة قريباً جداً لمواقع بديلة خارج المنطقة المركزية، وهذا أحد مخرجات المخطط الهيكلي الذي يجري تنفيذه حالياً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.