إشارة خطيرة بدأت الظهور بانتشار أعراض مرض التهاب الكبد الوبائي في أواسط المعدنين الاهليين بمدينة دنقلا كشفت عنه تقارير وزارة الصحة الاتحادية نتيجة لتعرض المعدنين لاستنشاق عنصر الزئبق المستخدم في تقنية الذهب وقد يمهد الأمر كذلك لانتشار الفشل الكلوي هذه الامراض من المعلوم للجميع مدى خطورتها على الانسان وصحته وهي كما يطلق عليها امراض العصر باعتبارها الاكثر قتلاً وحصدًا لأرواح البشر ولتقليل عدد الاصابات في اواسط المعدنين يجب على وزارة المعادن تكثيف جهودها لرفع الوعي اولاً بخطورة استخدامات الزئبق والتشديد على عدم استخدامه واذا لزم الامر يمكن بعث فرق طبية بالتنسيق مع الجهات المعنية لاجراء مزيد من الفحوصات الطبية والاشراف على معسكرات المعدنين لتقليل الاصابات واعمال الرقابة والاشراف من خلال تفعيل الكيانات التي يندرج تحتها معدني الذهب بالولايات والمحليات المختلفة وارتفاع معدل الاصابة بالكبد الوبائي اشارة خطيرة تمهد لانتشار الامراض الفتاكة لاكبر عدد من المواطنين فهم لن يظلوا في اماكن التعدين تلك قطعاً يعودون ادراجهم للمدينة حاملين معهم الفيروس لتتوسع الدائرة ويبقي انهم كسبوا بعض الملايين من الذهب ولكن في المقابل خسروا حياتهم ونعلم مقدار عظمة (الروح) عند الخالق عز وجل ونسوق العذر لبعض المعدنين فهم وضعوا ارواحهم دون ان يدروا مهرا مقابل التعدين عن الذهب لكسب قوتهم اليومي وضمان مستقلبهم وأسرهم وابنائهم وقد يلجأاون لاستخدام الزئبق دون علم بمالات استخدامه وربما يعلمون مخاطره ولكنهم في نهاية الامر مجبرون عليه لعدم وجود بدائل مناسبة تعينهم في عملهم وبما ان غالبية من يقومون بالتنقيب عن الذهب يكون على مسئوليته الخاصة وربما ينضمون في جماعات تندرج تحت تنظيمات معينة ولكن في نهاية الامر يخضع تقنين العمل لسلطات الولايات والمحليات التي يعملون بها وعلى تلك الجهات تقع مسئولية كبرى بعد الاطلاع على تقارير وزارة الصحة تلك ولا بد من الالتفات الى مالاتها والعمل على ايجاد البدائل المناسبة لتنقية الذهب وتمليك المعدنين السبل الحديثة لاستخراج الذهب بالتنسيق مع الوزارة الاتحادية والولايات فالامر جد خطير ولا نريد للمعدنين الذين هم جزء من أسرنا ومجتمعنا السوداني ان تكون حياتهم مهرًا مدفوعاً مقابل الذهب (فالمال ياتي ويذهب) ولكن الروح حال ذهبت فهي بلاشك لن تعود وماذا نستفيد نحن وهم والدولة حال ازدادت معدلات انتشار امراض الكبد الوبائي والفشل الكلوي التي ترهق ميزانيات الاسر بأموال طائلة يتم صرفها لتوفير العلاج اللازم وايضا تستنزف أموال الدولة من النقد الاجنبي الذي كان صعب المنال وزاد صعوبة عقب تشديد الحصار الاقتصادي الامريكي العربي مؤخراً باتخاذ بعض الدول لاجراءات مصرفية عقدت من حسابات المصارف السودانية وتعاملاتها سواء في الذهب او الدولار وفي أذهاننا ماتم تداوله مؤخراً عن إعادة شحنات ذهب تم تصديرها لدولة الامارات العربية المتحدة مؤخرًا فماذا نكون جنيناً؟ فهنالك عوامل وأسباب كثيرة تدفعنا إلى أهمية التنبية لمخاطر ومالات التعدين الاهلي رغم فوائده الظاهرة والتي لمسناها في تغيير حياة الالاف من المعدنين وتحسين ظروفهم المعيشية الى الافضل ولكن المعادلة صعبة فتحقيق وكسب الملايين تقابله أمراض قاتلة وما تحقق من ارباح يتحول الى خسائر فادحة في الأرواح ويتم صرف تلك الاموال المكتسبة من الذهب على المستشفيات والادوية ولايخفي المتاعب التي تكتنف العلاج بالداخل والخارج (برة صرف قروش وجوة صرف زيادة كمان) ولا بد من وزنة معينة حتى ينعم المعدنين بحياة صحية مستقرة بجانب الحصول على مكتسبات الذهب.