{ ثمة أقلام «تسعل» تسوق الناس إلى الجهل إلى العصور الظلامية عصور الغاب والافتراس حيث الوحوش الضارية والقوارض الباغية أقلام مسرطنة بالقبلية النتنة تسعى على رقاب الناس بالحملات ومضاربات «الوكالات» ترتقي ذروة الثراء. تقترب من «الجاه» فتلامس أسواره فيجلسها أصحاب العقول الخاوية في الأعالي فتركب مركب الغرور.. فترى الناس كما لو كانوا قطيع نمل.. تمتلئ خياشيمها وبطونها من المال الحرام.. فتسحق الصغار وتبتلعهم فتدور في حاشية السلطان.. تستشار فيمسع كلامها فتنطمس الحقيقة ويذهب العدل طريداً. { هذه الأقلام المسرطنة «بفهلوتها» وتلونها أسهمت في نشر الجهل.. وأقعدت بالصحافة.. وأفرغتها من أهدافها.. حولتها إلى سوق للنخاسة والبيع الرخيص.. سمموا «هواها» ولوثوا فكرها.. و فهذه الأقلام المسرطنة.. هي أشد خطراً من الأقلام المأجورة لأعداء الوطن.. لأن الأخيرة ظاهرة وغير مستترة.. فالأقلام المسرطنة تزيف وعي الأمة تضلل الناس تجعلهم يقرأون هذا الضجيج والعجيج فتختلط رؤاهم وتحتار عقولهم.. فلا يميزون بين الغث والثمين. هذه الأقلام التي علا سعرها وطالت قامتها بالكذب والخداع و«التمثيل» هي مجرد آلة جبارة للكذب الصراح.. هي نطفة معيبة مشوهة في رحم الصحافة السودانية.. أقلام مبتذلة متسولة غارقة في دور البغاء الفكري.. أقلام للتهريج والإثارة تتلفح ثياب الطبالين لتزيف وعي الأمة.. فتدس في خلاياهم فيروس القبلية مطيتها لصعود القمم. الشرف عندها تهمة.. والنبل «عار» والاستقامة «فضيحة» أقلام مسرطنة ما أن تجد درباً للابتزاز إلا سلكته.. وما أن وجدت طريقاً لطمس الحقائق إلا سارت عليه.. وللأسف فإن «بعض» الأبواب مفتوحة لها.. أقلام تثير الغثيان بغوغائيتها وسوقيتها ومظهريتها وكذبها.. للأسف إن سوق الصحافة.. في هذا الزمان الردئ يريد هذا الصنف من الأقلام المبتذلة.. زمان انهيار القيم وانحدار الأخلاق.. والتكالب على دنيا رخيصة.. زمان الأزمة العميقة.. للأسف انزوت الأقلام الحرة الشريفة.. فما عاد السوق يطيقها.. فالنوافذ مغلقة أمامها في انتظار أن تصحو الصحافة من غيبوبتها.. في انتظار أن «فن» إلقاء طوق النجاة .. في انتظار سحق الزيف والتزوير. { محطة أخيرة: والصحافة خرقُ ما بين أفخاذ الخلافة والرهاقة خلطة من أصدق الكذب والمذيعون.. خراف والإذاعات.. خرافة وعقول المستنيرين صناديق صرافة كيف تأتينا النظافة؟