أدلى مندوب السودان الدائم بالأمم المتحدة السفير دفع الله الحاج علي، ببيان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.وأشار المندوب الدائم في مستهل بيانه إلى البرامج والخطط التي أعدتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بغرض تطوير نقل التكنولوجيا للأغراض السلمية والحفاظ على نظام عالمى للأمن النووى وتعزيز أمن المرافق النووية، مما يؤكد الدور المتعاظم الذي ظلت ومازالت تلعبه الوكالة، سيما فى مجال التعاون في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية والتنمية. وأكد البيان أن السودان يولي أهمية قصوى لما جاء فى التقرير بشأن تطبيقات التكنولوجيا النووية لتعزيز الأمن الغذائى وخاصة التقنيات المتقدمة فى مجالات مكافحة الآفات الحشرية والإدارة الفاعلة للموارد المائية والتقنيات ذات الصلة بتطوير نظم الري الحديث في المشروعات الزراعية العملاقة، كما أشار البيان إلى الأهمية المتزايدة لتطوير تعاون الوكالة مع اليونسيف في ما يتصل بالمجالات التربوية والزراعية وكذلك مع منظمة الصحة العالمية. كما أشار البيان إلى جهود الوكالة في إنفاذ خطط وبرامج التعاون الفني لمساعدة البلدان النامية في تطوير منظومتها الفنية الوطنية ذات الصلة، وتطوير البرامج التي تُعنى بالجوانب الصحية لإحياء ودعم المشاريع الإقليمية والقارية لمحاربة البعوض الناقل للملاريا وغيرها من الأمراض التى تعتبر أشد الأمراض فتكاً بالإنسان فى إفريقيا، حتى تتمكن القارة من تحقيق برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وخاصة أهداف الألفية والأجندة الاقتصادية المتفق عليها دوليا. وأكد البيان حق جميع الدول بما فيها السودان فى تطوير البحوث وإنتاج الطاقة النووية للاستخدمات السلمية دون تمييز ووفقا للالتزامات والمرجعيات الدولية، كما أكد ضرورة أن تنأى الدول عن ممارسة الضغوط على الوكالة أو التدخل في أنشطتها حفاظاً على مصداقيتها ودورها الحيوي، ومن هذا المنطلق دعا البيان إلى توخي العدالة والإنصاف في معالجة القضايا العالقة مع بعض الدول في هذا الشأن عن طريق الحوار والتفاوض وصولاً إلى الحلول المناسبة. ومن جهة أخرى أكد البيان موقف السودان الثابت في دعم وتأييد تطلعات جميع الأقاليم الجغرافية في إعلان مناطقها خالية من السلاح النووي، انطلاقاً من اتفاقية الحد من الانتشار النووى التي تمثل أحد المرتكزات الأساسية في منظومة الأمن والسلم الدوليين، حيث عبر البيان عن القلق من حقيقة أن منطقة الشرق الأوسط مازالت منذ عقود خلت بعيدةً عن تحقيق هذا الهدف، نظراً لاعتراض إسرائيل التي تمتلك السلاح النووي في هذه المنطقة وامتناعها عن إخضاع برامجها النووية لنظام الرقابة الشاملة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتجاهلها المستمر لمناشدات المجتمع الدولي ودعواته المتكررة في هذا الشأن، ودعا البيان إسرائيل للالتزام بالاتفاقية وبروتكولها الإضافي، الأمر الذي من شأنه أن يقضي على التوتر الذي تعيشه المنطقة تمهيداً لتعزيز الأمن الإقليمي وصيانة السلم الدولي.