في مفتتح مداولات مؤتمر الإستعراض الثامن للدول الأطراف في إتفاقية منع إنتشار الأسلحة النووية ، قدم السيد السفير عبد المحمود عبد الحليم المندوب الدائم بياناً أمام المؤتمر أكد في مستهله أن الأسرة الدولية تعلق آمالاً كبيرة على نجاح المؤتمر بإعتبار أن الإتفاقية تجاوزت الآن عقدها الرابع ومايزال القضاء على الأسلحة النووية وتحقيق منع الإنتشار النووي على النحو المتوخى في الإتفاقية هدفاً بعيد المنال الأمر الذي يضع الإتفاقية نفسها أمام تحدٍ كبير ، كما حذر سيادته من مغبة إستمرار بعض الدول النووية في تفسير المعاهدة بطريقة تمييزية مخلة وغير عادلة بهدف تكريس الضغوط والشروط على حيازة الدول النامية للتقنيات النووية والمواد ذات الإستخدام المزدوج لتوظيفها في الإستخدامات السلمية ، مشيراً إلى ضرورة التعاطي مع قضايا نزع السلح وفق منظور جديد في ضوء التحديات والأزمات الإقتصادية والمالية العالمية الراهنة وتبعاتها على الدول النامية وصولاً إلى خفض الميزانيات التي تخصصها الدول للتسلح وإعطاء الأولوية للقضايا ذات المساس المباشر بحياة البشر اليومية وفي مقدمة ذلك التنمية المستدامة والتغير المناخي والتدهور البيئي ، كما أكد سيادته على ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط مؤكداً أن رفض إسرائيل الإنضمام للمعاهدة وإخضاع برنامجها النووي لنظام الرقابة الشاملة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو الذي يقف عقبة أمام إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط وتنفيذ القرار الصادر عن مؤتمر المراجعة لعام 1995م في هذا الخصوص. أكد سيادته على حق جميع الدول الأطراف الكامل والغير منقوص في الإستخدامات السلمية للطاقة النووية وتوسيع تلك الإستخدامات لتفعيل التكنولوجيا النووية وتطبيقاتها في مجالات الصحة والزراعة والصناعة وغيرها في وقت أصبح فيه الأمن التنموي بما في ذلك تحقيق أهداف الألفية أكثر إلحاحاً ، كما نبه سيادته إلى ضرورة أن لا تستنسخ الوكالة الدولية للطاقة الذرية جوانب قصور وسلبيات مجلس الأمن ، وأن يتم تأكيد إستقلالها وفعاليتها لخدمة كافة الدول . أكد سيادته أن السودان شريك فاعل في الجهود الدولية الرامية إلى نزع السلاح ، وأنه كان سباقاً في إنضمامه للعديد من الإتفاقات والصكوك الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها إتفاقية منع الإنتشار النووي ، وإتفاقية الحظر الشامل للتجارب النوويةCTBT ، وإتفاقية جعل أفريقيا منطقة خالية من الأسلحة النووية ، مذكراً بأن الخرطوم سبق وأن إستضافت المؤتمر الأول للهيئات الوطنية الأفريقية المعنية بإنفاذ إتفاقية حظر الأسلحة الكيمائية ، حيث خرج ذلك المؤتمر بتوصيات هامة جاء في صدرها جعل أفريقيا منطقة خالية من الأسلحة الكيمائية ، والتشديد علي ضرورة أن تقتصر مناشط الدول في هذا المجال علي الإستخدامات السلمية فقط .. ولذلك فإن وفد السودان ، وإستناداً إلى هذا الرصيد من المبادرات والإسهامات في مجالات نزع السلاح ، سوف ينخرط بجد في مداولات هذا المؤتمر ولجانه الفرعية وصولاً إلى تحقيق أهداف ومقاصد المعاهدة وبلوغاً لعالم آمن ومستقر نيويورك : 5 مايو 2010م