اختتم مديرو أجهزة الأمن والمخابرات لمنظمة البحيرات العظمى صباح أمس «الجمعة»، مؤتمرهم الدولي الذي بحث تطورات الأوضاع الأمنية في إقليم البحيرات، مع التركيز على الأوضاع في دولتي جنوب السودان وأفريقيا الوسطى. في اجتماع احتضنه فندق «كورنثيا» الخرطوم واستمر ليومين، وتضم المنظمة المعروفة ب(ICGLR) «12» دولة أفريقية هي «السودان، بورندي، رواندا، تنزانيا، كينيا، يوغندا، أفريقيا الوسطى، الكنغو الديمقراطية، الكنغو برازافيل، زامبيا، أنغولاوجنوب السودان»، وأنشئت المنظمة بهدف تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية بمنطقة البحيرات، واستئصال القوات السالبة باعتبارها تمثل تهديداً للأمن بالمنطقة ، وكانت المنظمة قد صنفت حركة «العدل والمساواة» ضمن الحركات السالبة في منطقة البحيرات، غير أن التصنيف لم يشمل بقية حركات دارفور، باعتبار أن بعضها كان شريكاً في الحكومة عند التصنيف قبل ثلاث سنوات ، غير أنه أكد سعي السودان الحثيث لإضافة كل الحركات المتمردة بالسودان ، لقائمة «القوات السالبة» التي تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار بالإقليم ، كما وضعت المنظمة أيضاً، كلاً من جيش الرب ومليشيات الشباب في كينيا ويوغندا و الجبهة الديمقراطية لتحرير رواندا في شرقي الكنغو و قوى التحالف الديمقراطي في يوغندا وبورندي والجبهة الثورية السودانية ضمن تلك الحركات السالبة التي تهدد دول الإقليم وتعصف بالتنمية فيه. وفي الجلسة الختامية التي انعقدت أمس طالب نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن أمس، قادة أجهزة مخابرات دول البحيرات العظمى، ببذل المزيد من الجهود والفاعلية، لاستئصال والقضاء على الحركات المسلحة بدول المنطقة، لما تسببه من مهددات أمنية مستمرة، تعيق عمليات التنمية والاستقرار والأمن.وتعهّد بقيام السودان بتقديم كل الدعم الممكن لتنفيذ توصيات الاجتماع ، بدوره أكد المدير العام لجهاز المخابرات والأمن الوطني الفريق أول أمن مهندس محمد عطا المولى عباس، الذي تسلم رئاسة لجنة التنسيق الإقليمية لمديري أجهزة الأمن والمخابرات بدول البحيرات العظمى في الدورة الحالية، أكد بأن الوقت حان لاتخاذ خطوات عملية لمواجهة المهددات الأمنية، التي تواجه دول البحيرات ، موضحاً أن اللجنة ستقوم بتنفيذ كافة التوصيات التي خرج بها الاجتماع، وسيتم ترجمتها إلى مواقف عملية وقوية، في إطار المسئوليات الأخلاقية والمهنية لأجهزة المخابرات بدول المنطقة، وفقاً لمنظومة العمل الجماعي للتصدي للحركات السالبة ، كاشفاً في نفس الوقت، أن الاجتماع القادم للجنة التنسيق الإقليمية، سيكون في لوممباشي بجمهورية الكنغو الديمقراطية خلال شهر نوفمبر من العام القادم. وفي ختام المؤتمر تم اختيار بول دريية من جمهورية الكنغو برازافيل، منسقاً جديداً لمركز الدمج الاستخباري المشترك، خلفاً لبروفسيور سوفوني تينولقا من بورندي ، وخلص المؤتمر إلى جملة من التوصيات التي انصبت في مجملها تجاه التشديد على أهمية تعزيز التعاون وتبادل المعلومات، حول الحركات المسلحة والقوات السالبة وزيادة الجهود المبذولة من قبل أجهزة الأمن والمخابرات، لكشف خطط الجماعات السالبة والمتمردة وإجهاضها، وزيادة رفع مستوى التوعية وتثقيف شعوب المنطقة في ما يلي التدابير التي يجب اتخاذها لمواجهة القوات السالبة، جدير بالذكر أن مؤتمر وزراء دفاع دول البحيرات العظمى عقد بالخرطوم من قبل، لمناقشة مشكلة القوى المتمردة والمرتزقة بالمنطقة، و وضع الخطط والإستراتيجيات لمكافحتها والقضاء عليها ، لكن توصيات ذلك المؤتمر لم تتحقق بالقدر المطلوب، خاصة مع استمرار دولة يوغندا باحتضانها للحركات المسلحة السودانية، وأن بعض الحركات ما زالت تتلقى الدعم والتمويل، من دول الجوار الأخرى كما تتوافر لها حرية الحركة، رغم أن العديد من الدعوات التي أطلقتها كمبالا بأنها تنوي طرد متمردي السودان، لكن ذلك لم يحصل على أرض الواقع ، لذا فإن الآلية التي يجب أن تحدث أن يتم وضع خطط وإستراتيجيات لوضع حد ونهاية لوجود هذه الحركات في المنطقة، كونها تعطل التنمية وتهدد أمن المنطقة والاستقرار في الدول الأعضاء.