التاريخ أياً كان، لا يصنعه إلا المحترمون وأصحاب القدرات والسعي نحو أمجاد تخلدهم فيما بعد. داخل موسوعة الشخصيات الرياضية في سوداننا تبرز شخصيتان رياضيتان هما بالتأكيد من أبرز هدافي القمة الكروية خلال الخمسين عاماً الماضية. جكسا وقاقارين، وهما لقبان التصقا بهما حتى صارا وكأنهما (الإسمان) الرسميان. فجكسا اسمه بالكامل نصر الدين عباس. وقاقارين اسمه حيدر حسن حاج الصديق. فجكسا هو تخفيف لاسم جاكسون وهو جده جاكسون باشا. أما قاقارين فهو الاسم الأشهر في عالم ارتياد الفضاء في نهاية الخمسينيات وإسمه (يوري قاقارين) وهو كذلك لقب شقيقه الأكبر جعفر الذي لعب لفريق المريخ. فكان اللقب ذا حظ من ملاحظة حيدر حسن الصديق فصار قاقارين. اشترك الاثنان في عدد من تشابه التفاصيل داخل حياتهما الكروية، فكانا وحين المقارنة بينهما من أصحاب الوجود الواضح في دنيا الكرة ومنظومة الهلال الفريق الرياضي. وزادا على ذلك بما لديهما من قدرات فتم اختيارهما للمنتخب الوطني منذ أن كان اسمه الفريق الأهلي السوداني، ومن ثم الفريق القومي السوداني. لعب جكسا أولاً لفريق الربيع الرياضي بالعباسية ومن ثم انتقل للهلال في يونيو 1963م ومن ثم أصبح اسمه على كل لسان بعد أن تمكن من إيقاف متواليات المريخ في العامين «1962 و1963م» وذلك بهدف ليلة المولد الذي جعل بطولة الدوري للموسم الرياضي 1962 - 1963م تذهب نحو فريقه الهلال. أما علي قاقارين فقد لعب أولاً لأشبال المريخ ومن ثم انتقل للهلال في يونيو من العام 1966م. فكانت ثالث مباراة يلعبها مع فريقه الهلال ضد المريخ.. ولحسن حظه فقد أحرز فيه هدفاً. الاثنان من نجوم الكرة في العصر الذهبي.، فجكسا هو اللاعب الذي لعب ثلاثة نهائيات لكأس الأمم الإفريقية. فكانت الأولي بغانا 1963م والثانية بالخرطوم 1970م والثالثة بالكاميرون 1972م، كذلك فقد اشترك قاقارين في مرات المشاركة مع المنتخب في بطولة الأمم الإفريقية. فكانت بطولة 1970م بالخرطوم هي الأولى والكاميرون 1972م الثانية أما الثالثة فقد كانت بإثيوبيا 1976م. وصل الاثنان لقمة النجومية والشهرة بفضل أدائهما الرياضي المحترم فناً وسلوكاً وابتعاداً عن كل ما يسيء للمشاهير. كيف لا والاثنان عاشا في كنف أسرتين كان وما زال القرآن الكريم مرتلاً بهما زائدا اهتمام أهلهما بالخلق القويم والسلوك الحسن. وصل المحترمان لأرقام قياسية في جزئية تسجيل الأهداف في شباك المريخ. فكان جكسا صاحب الرقم 14 هدفاً. أما قاقارين فوصل للرقم 18 هدفاً مع عدم وصول الاثنين للرقم الأكبر قياسياً المسجل باسم اللاعب صديق منزول والذي أحرز 42 هدفاً في شباك المريخ. الاثنان لا يزالان موجودين بكثافة داخل المشهد الرياضي نصحاً وكتابة وداخل تجمع قدامى لاعبي الهلال.