الذاتوية التوحد والغذاء.. اليوم العالمي لرفع الوعي يصادف هذا الشهر من كل عام ومنذ الثاني من ابريل تثبيت الاممالمتحدة لليوم العالمي لرفع الوعي بالتوحد أو الذاتوية كما شاع تعريفها عند البعض ولزيادة معرفتنا بهذا الاضطراب المحير للعلم والذي يصاحب الطفل كواحد من اشهر الاضطرابات المرتبطة بنمو الانسان يجب ان نعلم ان اكتمال الاعراض ومؤشرات التشخيص بالتوحد عند الذكور تكون في السنة الثالثة بينما الاناث في سنتهم الرابعة وهي ثلاثة محاور رئيسة اولها قصور كبير في التواصل بكل اشكاله اللفظي والحسي والبصري اما الثاني يصاب الطفل بقصور كبير في التفاعل الاجتماعي والثالث وقوع الطفل اسيرا للنمطية في السلوك ودون الخوض في تفاصيل عميقة سبق وان تناولتها هذه الزاوية نفتح اليوم نافذة جديدة في محاولاتنا المستمرة لتحسين حياة اطفالنا ذوي التوحد وهي نافذة قريبة من قدراتنا وسهلة التنفيذ والالتزام واقصد التأهيل بالتغذية او الحمية الغذائية وقد اثبتت التجارب نجاح الاسلوب الغذائي في التدخل في التعديل السلوكي لذوي التوحد والحياة النمطية والروتينية للمصابين به. بادئ ذي بدء الحمية الغذائية الخالية من الكازيين والجلوتين (Casein and Gluten Free Diet) التي ثبتت فعاليتها في مساعدة الأطفال التوحديين ، ذلك لأن عدم تحمل التوحديين لمادة الكازيين «الجبنين» والجلوتين «الغروين» هي أحدى النظريات التي تفسر التوحد وهي مرتبطة بنظريات أخرى ذات علاقة مؤثرة، خاصة ما حدث في اضطرابات داخل المعدة والدماغ لدى المصاب التوحدي وهذه النظريات هي: 1/ نظرية زيادة الأفيون المخدر لدى التوحديين Opioid Excess 2/ نظرية منفذية أو تسريب الأمعاء Intestinal Permeability 3/ نظرية عملية الكبرتة Free Sulphate الكازيين «الجبنين» Casein : هو البروتين الأساسي في الحليب ويوجد أيضاً في مشتقات الحليب. الجلوتين «الغروين» هو مادة لزجة تتكون أثناء العجن للحنطة ويوجد في الشوفان والشعير والجاودار. (Wheat ، Oat ، Bran & Barley) . أو بمعنى آخر هو البروتين الموجود في الحنطة ومشتقاتها بالنسبة لأطفال التوحد فإنهم لا يقومون بهضم هذه البروتينات في عملية الاستقلابات، ولذلك تكون هذه البروتينات مضرة لهم. وتنص هذه النظرية أن لدى التوحديين زيادة في مادة الأفيون المخدر Excess opioid (دون استخدام الأفيون !!!) ولإيضاح ذلك هناك ثلاث مستقبلات تتعامل مع المخدر في المخ وهي (دلتا و ميو وكابا) فإذا زاد المخدر عند الطفل تنتج عنه تصرفات لا تحمد عقباها. إذاً كيف تحدث زيادة الأفيون في التوحديين؟ وما هو مصدرها؟وكيف يزيد المخدر عندما يصل إلى المخ؟ وما هي نتائج هذه الزيادة؟ ولقد تمتد دراسات خاصة بتحليل عينات بول 5000 حالة توحد، ووجد أن هناك مركبات مورفينية أوشبه أفيونية مخدرة لدى أكثر من 80% من التوحديين، إذاً ما هي هذه المواد المخدرة؟ هذه المواد هي: * كازو مورفينCasomorphin * جليوتومورفينGluetumorphin ومصدر هذه المواد الشبه أفيونية هو:- - الحليب حيث يكون بيبتايد يسمى الكازومورفينCasomorphin - والحنطة والشعير والشوفان والجاودار Wheat ، Oat ، Bran ، Barley حيث تكون بيبتايد يسمى الجليوتومورفين. - وهذه المواد عبارة عن بروتينات نتجت عن عدم هضم الكازيينوالجلوتين بطريقة فعالة لدى التوحديين وبالتالي أصبحت ذات مفعول أفيوني مخدر. وقدوجدت في قراءات تحاليل بول المصابين بالتوحد. كما وجدت هذه المركبات في الدم ،ويفسر ذلك نظرية منفذية أو تسريب الأمعاء Intestinal Permeability أو اصابةالتوحديين بمتلازمة الأمعاء المسربة Leaky Gut Syndrom وهو ما أجمع عليه الباحثونوالعلماء ، العالم الين فريدمانAlenFredman من شركة جونسون أند جونسون أكد وجودهذه المواد الشبه مورفينية أو ذات الطابع الأفيوني وأضاف بأن هناك مركبين آخرين وجدا في قراءات تحاليل بول الأطفال التوحديين هما: * ديلتورفينم وجودة فقط تحت الجلد في ضفدع السهم السام في أمريكا الجنوبية. * ديرمورفينم وجودة فقط تحت الجلد في ضفدع السهم السام في أمريكا الجنوبية. هاتان المادتان المورفينية تفوق قوتها الهيروين والمورفين المخدر ب 2000 مرة وحيث أن جميع هذه المواد الشبه مورفينية قد تسربت عن طريق الأمعاءالمرشحة Leaky Gut والتي ربما كان السبب وراء تسريب هذه الأمعاء هو قصور أو عجز في الانزيمات والذي بدوره يضعف الطبقة المبطنة لجدار المعدة ، وهذا يفسر نظرية عملية الكبرتة لدى التوحديين، فتدخل هذه المركبات الأفيونية المخدرة إلى المخ وتخترق الحاجز الدموي الدماغي وتتعامل مع مستقبلات المخ فيصبح المصاب التوحدي مشبع بالأفيون المخدر ، وهذا أيضاً يفسر نظرية زيادة الأفيون لدى التوحديين حيث أن هذه المواد المخدرة إما أنها تسبب التوحد أو تزيد من أعراض التوحد. ويمكن مقارنة هذاالوضع مع من يتعاطى المخدرات في تشابه بعض السلوكيات كعدم الشعور بالألمو فرط الحركة أو الخمول والسلوكيات الشاذة وعدم التركيز وشرود الذهن وصعوبة الكلام مع اختلال نبرات الصوت والروتين النمطي والسلوك المتكرر والانطواء على الذات واضطرابات النوم. ولذلك يجب على أسرة المصاب التوحدي أو من يقومون برعايته مراعاة التغذية التي تعتمدعلى المواد المشار إلها وتجنب إطعام أبنائهم وبناتهم التوحديين هذه البروتينات الضارة. يتبع الاسبوع القادم.