إذا كان طفلك يعاني من اضطرابات عديدة في حياته الاجتماعية والدراسية والعائلية، وإذا كان الإنطواء هوايته المفضلة التي يشغل بها أوقات فراغه، وإذا كانت مقدرته على التأقلم والتواصل بالكلام مع الآخرين وغيره ضعيفة، واذا كانت مشاركته خلال أي تفاعل اجتماعي محدودة، وإذا كانت نفسه فقط هي صديقه الصدوق التي لايملك غيرها، ولتعريف الآباء والأمهات والمجتمع بأبعاد مرض التوحد وخصائص الطفل (التوحدي) والطرق المثالية للتعامل معه فأنتم فعلا في حاجة الى قراءة هذا الموضوع ومعرفة آخر ما توصل إليه العلم في هذا المرض الذي لم يعرف تصنيفه بعد إذ يظل التوحد واقعا لا يمكن إخفاؤه أو التهرب منه. فالتوحد مرض جديد نسبياً قد يكون البعض لم يسمع عنه من قبل إلا أنه يشكل خطورة كبيرة على عقلية الطفل. ويبدأ في أهم مراحل تكوين عمره وعقله. عليه قامت (الأحداث) بالاطلاع على المرض بأوجهه المختلفة من خلال الاتصال ومناقشة ذوي الاختصاص ومعرفة أحدث البحوث والدراسات التي توصل اليها الباحثون في الموضوع التالي: ظهور مرض التوحد في العالم في العام 1943م تم اكتشاف بداية المرض، حيث أشار الطب والباحثون حينها بأن مرض التوحد يحدث خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، مؤكدين اصابة الذكور بهذا المرض بأربعة أضعاف عن الإناث، فقبل العشرين عاماً الماضية كان مرض التوحد نادر الحدوث، وكان يصيب حوالي خمسة من بين كل عشرة آلاف طفل، فخلال السنوات الأخيرة زادت نسبة الاصابة بصورة واضحة ومستمرة، فوجدت الدراسات التي أجريت مؤخراً في الولاياتالمتحدةالامريكية أن هذا المرض قد يصيب طفلاً من بين كل 250طفلاً وتزداد نسبة الإصابة إلى طفل لكل 150طفلاً. ويعتبر مرض التوحد أحد الأمراض الخمسة الأكثر شيوعاً في العالم، وتم إدراجه تحت مظلة الأمراض الخمسة التي تندرج تحت مظلة تعرف (بالاضظرابات الإرتقائية) المنتشرة والتي تتضمن خللاَ في العديد من الوظائف العقلية المهمة للانسان مثال لها اللغة والإدراك والانتباه والحركة. (التوحد) برياض الأطفال واقع محسوس وقالت كوثر أحمد (أستاذة رياض أطفال) إنها خلال تدريسها على مدى ثمانية أعوام شاهدت من خلال ملاحظاتها لبعض الأطفال بالمستوى الثاني الذين تتراوح أعمارهم مابين أربع إلى خمس سنوات. وقالت كوثر: معروف عن الأطفال في هذه السن يميلون الى اللعب في شكل مجموعات (جماعة) ولديهم الميل إلى التقليد مثلاً اذا واحد منهم لعب بلعبة الأرجوحة يتركو جميع اللألعاب ويطلبون هذه اللعبة في آن واحد، واذا شخص كحّ أو ضحك أو تحرك كلهم يريدون تقليده وهكذا، وأضافت كوثر: لكم هناك أطفال لديهم أعراض غير طبيعة تدعو للشك في صحتهم وتختلف عن بقية الأطفال ومرت بي قرابة الثلاث حالات، فمنهم طفل عمره خمس سنوات كان دائم العزلة عن بقية الأطفال، مزاجي الطباع بمعنى يحضر الى الروضة كل يوم بمزاج مختلف عن اليوم السابق، لايشارك بالصف البتة لاروح لديه ولا طاقة يبذلها، ويعاني دائما من عدم الانصياع للأوامر وأحياناً يقوم بسلوك غير سوي. فبذلت مجهودات جبارة لتقويم سلوكه ولتأخره الأكاديمي خصصت له مساعدة تدريس تقوم بالوقوف بجانبه أثناء الدرس والوظائف، واستمر على هذا الحال لعدة أشهر لم يتغير هذا، بالإضافة للسلوك العدواني الذي يظهره لطريقة المؤذي اتجاه أقرانه من الأطفال، فبلغت الإدارة وكتبت ملاحظاتي، وقامات الادارة باستدعاء ولي أمرالطفل وبعد الجلوس معهم اتضح انهن يعانون نفس المعاناة بل أكثر في المنزل ولايجيدون التعامل مع طفلهم، وبعد عرض الطفل على طبيب نفساني اتضح أن الطفل مصاب بمرض (التوحد)، وتم تحويله إلى أحد مراكز (التوحد) لمواصلة تعليمه. تأخر اكتساب (اللغة) وتكرار النمط والسلوك أبرز الاعراض وعن التوحد أجابت د. حنان الجاك الباحثة الاجتماعية قائلة: (التوحد) يعتبر إعاقة متعلقة ب(النمو)، فهو مرض غير مرتبط بحالات تعليمة أو اجتماعية أو جينات وراثية، ولكنه يعرف بأنه اضطراب يصيب الجهاز العصبي للطفل ويؤثر في وظائف المخ، كما يظهر الإعاقة السلوكية المصاحبة له كظهور سلوكيات غير سوية أو غير طبيعية بالطفل المصاب ومتكررة يصاحبه نشاط زائد في الحركة، حيث نجد الطفل يرتبط بأشياء غير طبيعية ويرتبط بلعبة واحدة ويكرر اللعب بها دون كلل أو ملل مثلاً سيارة أو قطار ولايميل لغيرها، وإذا حاول والديه إبعاده من اللعبة أو تغيير اللعبة يصدر منه نوع من المقاومة العنيفة جداً، مضيفة عادة ما تظهر أعراض المرض بصورة واضحة في السنة الثالثة من عمرالطفل، مؤكدة أن الأطفال المصابين بالتوحد دائماً ما تواجههم صعوبة في التفاعل الاجتماعي والأنشطة الترفيهية، كما يجد الصعوبة في التفاعل مع العالم الخارجي المحيط به، اضطراب في اللغة والاشارات الحسية وعدم القدرة على التفاعل الاجتماعي وتكرار النمط الواحد في الحركة أو النظام الغذائي أو اللعب. وأشارت حنان إلى أن العالم والطب حتى اليوم يقف عاجزا عن معرفة الأسباب التي تصيب الطفل بهذا المرض الغريب الأطوار. وقالت حنان إن الدراسات تستبعد أن تكون الجينات الوراثية أو التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة أو أي عوامل أخرى يكون لها دور في ظهور المرض باعتبار انه اضطراب يصيب اعصاب المخ ذلك الجهاز المعقد التركيب. وقالت حنان إن أصعب الأشياء في هذا المرض هو صعوبة التشخيص المبكر، حيث تتجاهل الأسرة أو الأم ملاحظاتها على الطفل منذ الولادة، وعندما تظهر الأعراض الواضحة في عمرالثالثة يعرض الطفل على طبيب نفساني أو اختصاصي. وقالت حنان في هذه الحالة أو في مرحلة العلاج تحتاج الأم الى تدريب وكورسات على استيعاب سلوك الطفل الذي يوصف بالسلوك العدائي جداً والمؤذي لنفسه ولغيره، حيث يفقد الطفل القدرة على تدارك الاحساس بالخطر، موضحة أنه قد يقع أمام الطفل انفجار أو حريق، ولكنه لا يحس بالخطر ولايهرب بل يظل واقفا على حاله. مشاكل مراكز التوحد معوق أساسي لتعليم (التوحديين) وقالت حنان: في رأيي لابد من أن يُدرّس الطفل المصاب بالتوحد في مدارس غير عادية. فهناك ظهر مؤخراً الاهتمام بهذا المرض وأنشئت له مراكز متخصصة، فمعروف أن الطفل التوحدي نمطي يكره التغير والمدارس معروفة ومبنية على التغير من خلال المنهج والمناشط، وهي قد تصر بالطفل المريض وتجعله متأخرا في الدراسة لرفضه هذا التغيّر، وقد يحد من سلوكه ويظهر في شكل نوبات من الضحك غير المبرر أحيانا أو البكاء دون أسباب أو وتزيد من عزلته من الآخرين والعالم المحيط. فدمجه خلال المدارس يزيد من حالته للأسوأ لدرجة يصعب عليها العلاج. وقالت حنان إن المراكز المتخصصة لعلاج التوحديين تفتقر للتمويل والدعم المادي؛ لأن الطفل في مرحلة العلاج يحتاج لمنهج خاص به ومناشط مكلفة، مؤكدة أن تكلفة احتياجات الطفل التوحدي تكلف خلال العام 4ملايين، ناهيك عن المركز الواحد الذي يضم عدد عشرين طفلا توحديا، هذا بالاضافة أن الأسر الفقيرة لاتستطيع دفع تكاليف طفلها، مناشدة الدولة ومنطظمات النجتمع المدني التمويل المادي لتلك المراكز حتى تؤدي دورها في المجتمع. أحدث الدراسات وطرق العلاج.. تشير أحدث الدراسات أن الأخطر ليس المرض بل هو صعوبة العلاج، ولا يرجع ذلك في حد ذاته لصعوبة المرض؛ وإنما لأن سبب حدوثه كمرض التوحد لم تكتشف حتى الآن، فكل ماقدم من دراسات وافتراضات عن هذا المرض، فهي تمثل اجتهادات علمية لم تصل بعد إلى نقطة الأصل في هذا المرض الغريب، كما تترتب عدم معرفة أسبابه صعوبة الوقاية منه، الخارجي أي شيء غير طبيعي. ويصف الطب حالة هذا الطفل بأنه مسجون داخل قفص زجاجي يمنعه من التواصل مع العالم الخارجي، مؤكدة أنه آن الأوان لاخراج الطفل التوحدي للتواصل مع المجتمع هو صلب العلاج ويتم علاجه بواسطة الطبيب النفسي. 3مارس اليوم العالمي لمرض التوحد وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون- في رسالة الشهيرة بمناسبة الاحتفال بهذا اليوم- إن مرض التوحد لا يقتصر على منطقة واحدة أو بلد واحد, بل هو ضعف في مهارات الاتصال والتفاعل الاجتماعي والأنماط, وتقييد السلوك المتكرر. التحدي في جميع أنحاء العالم الذي يتطلب اتخاذ إجراء عالمي, خاصة وأن الناس الذين يعانون من مرض التوحد هم مواطنون متساوون، ويجب أن يتمتعوا بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت قرارا في ديسمبر من عام 2000, باعتبار يوم الثاني من أبريل من كل عام هو يوم التوحد العالمي في محاولة للفت الانتباه إلى مرض واسع الانتشار الذي يؤثر في عشرات الملايين في جميع أنحاء العالم.