الأبيض: جميلة حامد هنادي النور: أحوال مزرية عانا وما زال يعاني منها طلاب الأساس بعدد من المدارس بولاية شمال كردفان حيث تفتقد تلك المدارس لأبسط المعينات التي تعين التلميذ على الدراسة فالداخل لتلك المدارس يخيل له أنه في ريف نائي ليس في ولاية كولاية شمال كردفان والغريب في الأمر أن تلك المدارس تقع في قلب الولاية أي بمحلية شيكان لكن بالمقابل تفتقد للكثير من المعينات في جانب العملية التعليمية وهذا يدل على عدم الاهتمام من قبل المسؤولين بالولاية بدءاً من الوالي ومرورًا بالمعتمدين الذين تعاقبوا على المحلية وتجاهلوا أمر التعليم بالولاية حتى أصبحت نسبة الفاقد التربوي كبيرة نتيجة تسرب التلاميذ الذين دفعهم الواقع المزري إلى هجر التعليم والأعجب من ذلك أن جميع المدارس التي قمنا بزيارتها مسورة بالأشواك وأغلب مبانيها من القش وتفتقد للإجلاس.. (الإنتباهة) سلطة الضوء على حال تلك المدارس في هذا التحقيق الذي أجرته بالولاية والذي كشف إهمال الولاية والوزارة اللتين غضتا الطرف عن الواقع البيئي السيئي للتعليم بالولاية. لا حياة لمن تنادي عند زيارتنا لمدرسة عبد الفضيل الماظ الأساسية بنين بحي التضامن بمحلية شيكان وجدنا حالها يغني عن السؤال فالمدرسة عمرها 15 عاماً إلا أن الداخل لها ينتابه إحساس بأنها وليدة فمعظم فصولها مشيدة من القش إضافة إلى أنها تفتقد للإجلاس حيث يفترش التلاميذ الأرض ومن يستطيع إحضار مقعد من منزله يعفى من الجلوس على الأرض، إضافة لذلك فإن هناك فصولاً مشيدة منذ فترة طويلة لم يتم سقفها فهي الآن مسقوفة بالقش بصورة عشوائية حيث تتسلل الشمس إلى رؤوس الطلاب وفي ذات الأثناء فقد شنت رئيسة رابطة المرأة فتحية حسن حامد وأولياء أمور الطلاب هجوماً عنيفاً على وزارة التربية والتوجيه بالولاية واتهمتها بعدم الاهتمام بتلك المدرسة، وأضافت منذ تشييدها كانت بالقش وما زالت إضافة لذلك فالمدرسة في حاجة ماسة لتسويرها فهي مسورة حالياً بالأشواك إضافة لحاجتها لدورات مياه عاجلة فالتلاميذ يقضون حاجتهم بالمنازل المجاورة للمدرسة أو في العراء نسبة لعدم وجود دورات مياه، كما أن لهيب الشمس الحارق يطارد التلاميذ أينما مكثوا داخل أو خارج الفصول فهم في العراء، ومضت رئيسة رابطة المرأة أن مدرسة عبد الفضيل الماظ لم تطلها يد التعمير منذ تأسيسها في العام 1993م عدا بعض عمليات الصيانة البسيطة التي قامت بها إدارة التعليم الحكومي وبعض من أبناء المنطقة الخيرين خلال الأعوام الماضية، وأضافت فيما يتعلق بمكاتب المعلمات فحدث ولاحرج فالمكتب الوحيد بالمدرسة مكتظ ولا يسع المعلمات لذلك فالمدرسة تعاني من نقص حاد في عدد المكاتب بالرغم من المطالبات المتكررة من قبل إدارة المدرسة للمسؤولين بالولاية إلا أنه لا حياة لمن تنادي فيما قال بعض المواطنين الذين التقتهم (الإنتباهة) إن منطقة التضامن تفتقد لوجود مراكز صحية علاجية. أجري ما تنبلي وقفت (الإنتباهة) ميدانياً على بعض المدارس بمدينة الأبيض والتي شهدت انهياراً في بيئتها المدرسية فالناظر لمدرسة السلام الأساسية بنات الواقعة بحي السلام مربع (6) لا يتبادر لذهنه بأنها مؤسسة تعليمية فليس هناك شيء يدل على ذلك ففصولها مشيدة بالقش إضافة إلى أنها مرتع تستجم به الحيوانات ليلاً ونهاراً والغريب في الأمر أن التلاميذ يطلقون عليها اسم (مدرسة أجري ما تنبلي) خاصة في فصل الخريف وهذا بالتأكيد إن إنما يدل على الإهمال المفرط من قبل المسؤولين بالولاية ففي فصل الخريف يدرس التلاميذ داخل الفصول القشية ويجلسون على الأرض المبللة ومن ثم تتبلل ثيابهم لذلك فقد أطلق التلاميذ ذلك الاسم على المدرسة، والشيء المحير أن هذه المدرسة تم تشييدها بالقش منذ العام 1990م فإهمال إدارة التعليم بالولاية هو السبب في عدم تقدم وتطور المدرسة فيما قالت نائبة مدير مدرسة السلام الأساسية حسنية جابر جمعة إن المدرسة تفتقر للكثير من الأساسيات حيث تعاني من نقصٍ حاد في الإجلاس وشح في السبورات بجانب انعدام الوسائل الأخرى التي تساعد في عملية التعليم. الحاجة أم الاختراع ومضت نائبة مدير مدرسة السلام الأساسية قائلة إن المدرسة تعاني من نقص حاد في الكتاب المدرسي حيث تقوم إدارة المدرسة بشراء كتاب واحد لكل أستاذة لكي تقوم بتدريس التلاميذ منه إضافة لذلك فالتلميذات لا يستطعن شراء كتب لذلك فهم يعتمدون على شرح الأساتذة فقط علماً بأن عدد التلاميذ في كل الفصول يتراوح ما بين( 60 80 ) تلميذة، وأضافت أما بالنسبة للإجلاس فيقوم التلاميذ بإحضار مقاعد من منازلهم ومن لم يستطع فيتجه للبحث عن علبة حلوى كبيرة يضعها ويجلس عليها في الفصل، وأضافت وكل ذلك يتم على مرأى المسؤولين بإدارة التعليم بالولاية، ومضت نائبة مدير مدرسة السلام حسنية جابر قائلة هناك تلميذات أسرهم فقيرة ومنهم أيتام لا يستطعيون شراء الفطور لأبنائهم فهناك فاعل خير تبرع لهم بمبلغ مائة جنيه، فالمعلمات بالمدرسة يقمن بجمع مبلغ يومي لإطعام التلميذات بالرغم من الظروف المعيشية القاسية التي يمرون بها إضافة لذلك فعدم توفر مياه الشرب بالمدرسة يشكل هاجساً يؤرق التلاميذ فيجعلهم يذهبون لمنازلهم خوفاً من العطش إضافة لعدم وجود دورات مياه بالمدرسة. فطور تحت الهجير عندما توجهنا لمدرسة النجومي الأساسية المختلطة بحي شيكان بمدينة الأبيض ووقفنا من الناحية الشرقية للمدرسة اردنا البحث على الباب الخاص بها للدخول ولكن تفاجئنا بأن المدرسة في الأصل ليس لها باب بل يتم الدخول من أي جهةأي كما يحلو للداخل فتسويرها بالأشواك يجعل الدخول لها أمراً سهلاً إضافة لذلك فهناك جزء بسيط من الفصول مشيّد بالطوب، ولكن عند وصوله مرحلة السقف لم تتمكن إدارة المدرسة من سقفها ونسبة للنقص الحاد في الفصول اضطرت لسقفها بالقش عوضاً عن الزنك، وفي ذات الوقت فإن المدرسة تعاني من عدم توفر الإجلاس إضافة لذلك فهي مختلطة وهذا بالطبع له إشكالاته التي تواجه أولياء الأمور خاصة إذا كان التلاميذ في أعمار مختلفة إضافة إلى أن التلاميذ لا يجدون مكاناً يتناولوا فيه وجبة الإفطار غير هجير الشمس الحارق الذي يلفحهم أينما جلسوا خارج أو داخل الفصول. مرافعة بعد أن قمنا بزيارات عديدة لبعض المدارس ورأينا بأم أعيننا تدهور البيئة التعليمية بالولاية كان لا بد من مقابلة المسؤولين للإجابة عن تساؤلاتنا حيث قال وزير التربية والتوجيه إسماعيل مكي إسماعيل إن مدينة الأبيض بها أسوأ بيئة مدرسية، وأضاف أن عدد المدارس الكلي بها بلغ (1534) منها (129) مدرسة ثانوية موزعة على ثماني محليات وعدد (4858) مدرسة مشيدة بالمواد المحلية أي (القش) و70% منها مدارس مختلطة وهذا الأمر يرفضه المجتمع بالولاية إضافة لذلك فقد تفتقر تلك المدارس لدورات مياه منفصلة خاصة بالبنين والبنات وأضاف سوف نقوم بمعالجة عاجلة للمدارس المختلطة وهي تخصيص فصول للمستويين السابع والثامن، مضيفاً قمنا بشييد (24) مدرسة بالمواد المحلية وذلك لتحويلها مستقبلاً لمباني ثابتة، موضحاً أن نائب رئيس الجمهورية سبق أن تبرع بتشييد (100) مدرسة، وقد اكتمل العمل بعدد (5) مدارس فقط والمسؤول عن التنفيذ صندوق الإسكان والتعمير، مضيفاً أن العمل غير مريح متسائلاً عن الأسباب التي أدت لتوقف العمل، وأضاف ما تم تنفيذه تتراوح نسبته بين (2030%). من المحررة واقع الحال في مدينة الأبيض يشير إلى معضلة في تعليم الأساس لجهة أن المفارقة واضحة في أن تعليم الأساس يتسم بالعشوائية وينقصه الاهتمام بالجانب التعليمي فمن خلال الجولة التي قمنا بها شاهدنا الوضع الماساوي والمتردي للبيئة المدرسية بمدينة الأبيض؛ فالتعليم على حافة الانهيار بسبب تجاهل المسؤولين للبيئة التعليمية التي تتمثل في أن هناك عدداً من المدارس مشيدة من القش وفي العراء دون سور للمدرسة وتلاميذها يلفحهم هجير الشمس الذي يتسلل من أسقف الفصول المكتظة الذين يجلسون على الأرض إضافة للنقص الشديد في الكتاب المدرسي بجانب معاناة المعلمين الذين أصبح الوضع البيئي المدرسى بالولاية طارداً لهم والذي لا توجد فيه أدنى مقومات التعليم إذن متى يستيقظ المسؤولون بالولاية من غفلتهم؟.