صعدت حكومة الجنوب عداءها لحكومة السودان على صعيدين إعلامي وميداني، وفيما أرسل رئيسها أمس الأول تهديدات للشمال عززت تهديداتها ميدانياً بدفع قوات كبيرة من الجيش الشعبي تجاه الحدود مع الشمال في ثلاثة محاور، محور عبر ولاية الوحدة وآخران عبر أعالي النيل باتجاهين مختلفين مصحوبين بآليات وأسلحة ثقيلة ودبابات، في ذات الأثناء التي تزامنت فيها التحركات مع توجيه قوات الثوار بجنوب السودان للطمة قوية للجيش الشعبي باحتلال منطقة «ودكونة » شمال غرب مدينة الرنك ومنطقة «كركوان» باتجاه جلهاك - في شمال أعالي النيل، بعد عملية قتالية عنيفة قتل فيها «62» جندياً من الجيش الشعبي وجرح العشرات فيها أمس الأول، في وقت بسطت فيه قوات الثوار سيطرتها على أغلب المناطق بولاية الوحدة، وسيطرت بعد معركة عنيفة على منطقة «تور أبيض» الاستراتيجية بالوحدة وقتل فيها خمسة من الجيش الشعبي وأصيب «17» آخرون. حيلة عاجز: وفي غضون ذلك رد قادة الثوار بقوة على اتهامات رئيس جنوب السودان للخرطوم بدعم المتمردين، ووصف الفريق المنشق جورج أطور الاتهامات بأنها «حيلة العاجز»، وقال «إن سلفا كير يعلم كيف نحصل على السلاح، وكنا قادة جمعنا الميدان سوياً»، وأردف قائلاً «الحديث عن دعم الخرطوم للثوار يثير الضحك، ومستعدون لإثبات عكس ذلك» بينما أعلن الفريق جيمس قاي رفضه لاتهامات جوبا، وقال: «خرجنا من الجيش الشعبي بسلاحنا وعتادنا، ولا أعلم عن أي دعم يتحدث سلفا كير». وكشف أطور في حديثه ل «الإنتباهة» عبر هاتف متصل بالأقمار الاصطناعية أمس، عن قيادة الثوار لهجمات على مناطق ود كونة وكركوان أمس الأول في شمال أعالي النيل، ونوَّه إلى دخولهم المناطق، وذكر أن الجيش الشعبي تكبد «62» قتيلاً وعشرات الجرحى، ولفت إلى اعتزامهم شن هجوم على منطقة وصفها بالاستراتيجية، رافضاً في ذات الأثناء الكشف عنها. انذار: ومن جهته قال القائد العسكري لجيش تحرير الجنوب الجنرال جيمس قاي ل «الإنتباهة» عبر هاتف ثريا، إن قواته بسطت سيطرتها على منطقة تور أبيض الاستراتيجية بولاية الوحدة المجاورة للشمال، وأشار إلى أن قواته قتلت خمسة من الجيش الشعبي وأصابت «17» آخرين، كما استولت على كميات كبيرة من السلاح والذخيرة كان الجيش الشعبي يتجه للدفع بها لقوات المتمرد الحلو بجنوب كردفان، وأرسل جيمس إنذاراً للاجئين بولاية الوحدة من جبال النوبة، وقال إن أمامهم خيارين، إما الذهاب لجوبا أو الرجوع لولايتهم، مهدداً بضرب مناطق وجودهم، وأشار إلى أن الجيش الشعبي يتخذهم دروعاً بشرية. وفي ذات السياق أكد أن قواته تحاصر عاصمة الوحدة بانتيو من كل الاتجاهات. ستار للتغطية وفي ذات الاتجاه كشف القيادي بقوات ثوار الجنوب الجنرال توبي مادوت ل «الإنتباهة» عن دفع الجيش الشعبي أعداداً كبيرة من قواته تجاه الحدود مع الشمال، وأشار إلى أن اتهامات سلفا كير للشمال بدعم الثوار كانت ستاراً للتغطية على هذه العملية، وأوضح أن قوات الجيش الشعبي تتجه للحدود عبر ثلاثة محاور هي محور ولاية الوحدة، وآخر عبر جوبا بور خور فلوس، ومن ثم لولاية أعالي النيل الكبرى، إضافة لمحور عبر النيل يحمل الآليات الثقيلة، وأكد أن الجيش الشعبي أعلن حالة الاستنفار القصوى وسط جنوده، وكشف عن وجود ضغوط يمارسها أبناء النيل الأزرق وجبال النوبة وسط الجيش الشعبي لمساندة تمردي الحلو وعقار بالإضافة لدعم متمردي دارفور، وأكد أن وجود هذه القوات في ظهرهم يشكل خطراً عليهم، مشيراً إلى أنهم أعدوا العدة لضرب هذه القوات في المحاور الثلاثة.وفي سياق موازٍ بث اللواء بقوات دفاع جنوب السودان قوردون كونج تعليمات مباشرة لكافة المنضوين تحت راية دفاع الجنوب، بالقتال ضد نظام الحركة الشعبية لإطاحة رئيس الحكومة سلفا كير ميارديت، ووصف كونج في بيان تلقت «الإنتباهة» نسخة منه، قادة الحركة بالفاسدين والقتلة. وطالب زعماء المعارضة السياسية الجنوبية بأهمية التنسيق الدقيق مع الثوار «لإزالة سلفا كير» بحسب البيان. ودعا كافة الجنود والقادة إلى التحرك للميدان فوراً والتجمع لقيادة عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد الجيش الشعبي. وفي سياق متصل أبلغ اللواء مونتو ين «الإنتباهة» أمس من الميدان عبر هاتف متصل بالأقمار الاصطناعية، أن قواتهم تصدت لهجوم من الجيش الشعبي بمنطقة «المابان» في ولاية أعالي النيل، وأضاف أن الجيش الشعبي هدف من الهجوم إلى تحرير أجزاء واسعة تقع في قبضة الثوار.