كتبت أمس عن ندوة الاتحاد الوطني للشباب السوداني بقاعة الشهيد الزبير للمؤتمرات تحت عنوان «كرة القدم بين التطور والتدهور» وأشدت بفكرة الدورة.. وذكرت بأنني سأحرص على المشاركة وحمدت الله أنني شاركت واستمتعت بالندوة والتي أرى أنها فتحت أفقاً للحوار الهادف.. وخلال مداخلتي التي كانت الأولى ذكرت بأن العنوان السليم للندوة «كرة القدم بين التطور والتدهور يجب أن يكون بين التدهور والتدهور» حيث لا أثر ولا وجود للتطور.. وقد جاءت كل المشاركات مؤيدة لذلك وأبرزها مشاركة الوزير الشاب الثائر بلة يوسف. يجب أن نحمد للوزير اعترافه بأنه لم يجد للرياضة إستراتيجية واضحة على أساس علمي وهذه شجاعة لم نعهد مثلها في المسؤولين في البلد، وكذلك اعترافه بأنه وجد الساحة مليئة بالجدل والصراع بعيداً عن الحدث وضرب عدة أمثلة أعجبني منها ما ذكره حول انقسام مجتمع الرياضة في الهلال ما بين التمديد للجنة التسيير وانهاء عملها وهو ما يسمعه كل صباح دون أن يجد إشارة واحدة تدعوه لمعرفة الهدف الحقيقي لهذا الجانب أو ذاك وكذلك المثل الذي ضربه حول ما سماه «الهيصة حول جهاز الناشئين» ولم يرَ ناشئين حتى اليوم. تعرضت الندوة لأصل الأزمات الكروية في البلاد.. ورغم أنها بدأت بالإدارة والتحكيم والتدريب ولكن المتحدثين الأساسيين الثلاثة البروفيسور حسن المصري والمهندس عمر البكري أبو حراز والحكم الدولي الطاهر محمد عثمان قد أوضحوا أبرز سلبيات الكيانات الثلاثة إلا أن المداخلات ومنها مشاركة الخبراء أمثال اللواء مامون مبارك أمان والدكتور أحمد دولة والمهندس عز الدين الحاج والدكتور صلاح فرج الله والدكتور الكابتن علي قاقارين والأستاذ علي الريح الصديق قد ضربوا الأمثلة حول القصور الأكبر في الكرة السودانية إلا أن ما ظهر من دلائل التدهور في طريقة انتخابات الجمعية العمومية للاتحادات والأندية كلها تؤكد بأن كل البنيان الكروي في البلاد في حاجة إلى إعادة صياغة من الصفر. الإعلام الرياضي نال حظه كالعادة من النقد واعتبره البعض من أبرز عوامل التدهور وجاءت عبارات مثل أنه قد يبني قليلاً ولكنه يهدم كثيراً وأنه يضخم الأزمات ويسهم فيها ولا يقوم بأي دور في التوجيه والبناء وخلق أرضية لتجاوز التدهور الحاصل.. وحقيقة ما ذكر حول الدور السالب للآلة الإعلامية الرياضية يستحق وحده ندوات وورش عمل وتوصيات وقرارات حازمة. نقطة.. نقطة كرة القدم تعاني من الإداريين وكل العناصر التي ولجت ميدانها فشلت في الخروج من نفق التدهور الكبير.. وحتى أصحاب المال أسهموا في الحفاظ على استمرارية اللعبة من خلال الأندية الكبيرة ولكنهم في المقابل أسهموا في إبعاد العناصر الفاعلة وواصلوا الهدم والتدخل في الصغيرة والكبيرة ولهذا لم يحدث التطور. لقاء الرئيس بالهلال ودعمه المعنوي والمادي أيضاً نال نصيبه من التعليقات السالبة وسأل من سأل عن الاحتفاء بمن وصل لدوري المجموعات وكان قد وصل للنهائي مرتين وكان الأولى الاحتفال ولكنني كنت أرى أن تجاوز المركز الثاني لتحقيق البطولة يحتاج للدعم. أرقام كبيرة وصلت الى أربعة وثمانين مليار جنيه تم صرفها على المدربين الأجانب والمحترفين الأجانب الذين تسلموها مع جنسية الوطن وكان موقع بعضهم إن لم يكن معظمهم الجلوس على دكة البدلاء. كان لا بد من التعرض لتجربة الدوري الممتاز التي لم تنل التقييم والتقويم ودورها في الركود الذي أصاب الكثير من الاتحادات المحلية وكذلك تجربة الغاء دوري الأشبال.. وقد كانت الانجازات القليلة للكرة السودانية وبعض الفوز ببطولة قارية للمنتخب الأول، وبطولة قارية للمريخ ووصول الهلال للثاني مرتين بدون المحترفين ومع وجود تجربة الأشبال. تحظى كرة القدم بكل الاهتمام.. ويتفرغ لها كل أعضاء مجلس الإدارة بينما يكلف أحدهم فقط ببقية الألعاب المختلفة ولم يحقق هذا لا تطور للكرة ولا نفض الغبار عن بقية الألعاب.. وقد علق وزير الشباب والرياضة الولائي على زيارته لبقية الاتحادات بأن حالها يغني عن السؤال وكأنه قال «كرة القدم بسجمها ورمادها أفضل من غيرها وإن لم يقل ذلك صراحة».