ما يميز مجتمعنا السوداني هو استفادته القصوى من أي غرض مهما كان، فمثلاً تجد داخل كل منزل الكثير من العلب والقوارير التي هي في الأصل كانت لمواد استهلاكية أعيد تدوير مخلفاتها، وكذلك بالنسبة للسيارات وإطاراتها التي تم الانتفاع منها بطرق كثيرة، فمن النادر أن يرمى إطار في القمامة ولا يفكر أحد في الاستفادة منه في شيء، فدائماً توجد له مهمة يؤديها ومن هنا تفنن مجتمعنا في استخدامه ليدخل في أنشطة كثيرة ومتعددة، كل شخص على حسب طريقة احتياجه لها، ومن هنا يكاد لا يخلو منزل من وجود إطار قديم. تتعدد استخدامات الإطارات فتجدها تدخل في أعمال منها ما هو فني مثل الزينة التي يتم فيها تلوين الإطارات بطريقة فنية لتشكل عملا فنيا يستخدم في الغالب كمزهريات تعطي شكلا جميلا مع الزهور والورود وأكثر نوع منتشر يستخدم الإطار فيه نوع من الأزهار يسمى صباح الخير، وهناك بعض الأنواع الأخرى لكنها غير منتشرة بكثرة وأيضا يساعد الإطار أو اللستك الذين يعملون في مهنة المكوجية على خلق وضعية مريحة تساعدهم في غسل أكبر كمية من الملابس بوضع الإطار تحت «طست الغسيل» حتى يرتفع لمستوى مناسب للمكوجي، وحتى في المنازل لربات البيوت، كما يستخدم في تسوير الميادين والساحات والمقابر. أحذية ولعب الشدة أو تموت تخلي أو حاجة كافة كلها اسماء لنوع واحد من أنواع الأحذية التي تصنع من إطارات السيارات عرف بمتانته الشديدة والمدة التي يقضيها فيمكن أن يتبادل في لبسه الأولاد، فكلما يكبر واحد يتركه للأصغر منه وخاصة في المراحل الدراسية، غير أنه يلائم كل الظروف والعوامل الطبيعية ولهذا كان الخيار الأفضل للطلبة والمزارعين والرعاة منذ عدة عقود وخلال فترة التسعينات حيث كان يباع في الأسواق الكبيرة في العاصمة ولكن انحسر الآن بسبب المنتجات الصينية والانفتاح على العالم أصبح موجودا في بعض الأرياف والمناطق الولائية، أما الترتار الذي كان في السابق اللعبة المفضلة والأولى لجميع الأطفال حتى وقت قريب لتختفي تلك اللعبة من أحياء كثيرة وتصارع من أجل البقاء في بعضها منافسة الألعاب الحديثة، ولكن رغم ذلك فهي اللعبة الوحيدة التي تمنح الإحساس بمتعة القيادة وكانت البداية الفعلية لسائقين مهرة حلموا بالقيادة منذ نعومة أظفارهم وكانت بدايتهم من خلال لعبهم بالترتار. حبال وسلوك يعتبر اللستك مصدر دخل لعدد مقدر من بعض الفئات خاصة الأطفال الفقراء الذين يستخرجون منها الحبال التي يطلق عليها اسم «حبل جون قرنق» وتستخدم في ربط جوالات الفحم والبصل والكثير من الأشياء الأخرى حيث يستفيد هؤلاء الناس من المواد الداعمة داخل الإطار سواء أكانت تلك المواد سلوكا في بعض الإطارات أو خيوطا في بعضها الآخر، ويستخدم الأطفال بعض الطرق لا ستخراج تلك الحبال من داخل الإطارات بطريقة دقيقة وفيها الكثير من الصبر لأن تلك العملية تأخذ الكثير من الوقت، ويباع ذلك النوع من الحبال بالمتر، أما السلك هو أيضاً يعتبر مصدر دخل ومن أهم استخداماته في البناء حيث يربط به السيخ ولكن طريقة استخراجه من الإطار فيها بعض الخطورة لأنه يحتاج لحرق الإطار في النار حتى يستخرج السلك. أماكن جلوس هذا من الشائع في جميع أنحاء السودان استخدام الإطار أو «اللستك» كمقعد يجلسون عليه خاصة في الشوارع والميادين وذلك بطريقة معينة يتم فيها دفن نصفه في الأرض حتى يكون صالحا للجلوس ونجد أن معظم الميادين يكون حولها الكثير من اللساتك وبعضها اشتهر بمثل تلك الطريقة كملعب فريق النجوم بالصحافة وسط الذي يعرف بوجود الكثير من اللساتك حوله وتقل في داخل الأحياء والقرى حيث يكون في مكان واحد يكون بمثابة المعلم البارز في ذلك المكان ويلعب دور النادي حيث يجتمع فيه الشباب للحديث والسمر خاصة في الأمسيات وإذا كان هناك من يبحث عن واحد منهم يوصف له بعبارة «قاعد في اللستك» بالرغم من أن اللستك يمكنه أن يجلس عليه شخصان أو ثلاثة وهم يكونون أول الواصلين له والبقية تجلس على الأرض لكن يكون الوصف كناية عن المكان. نصائح بعدم استعمالها يرى الباحثون والمختصون في مجال البيئة وصحة الإنسان عدم استخدام الإطارات مرة أخرى لما تحتويه من خطر يهدد البيئة والإنسان معاً، وهي مشكلة تواجه معظم الدول، ففي حالة حرقها تخرج منها مواد مسرطنة مثل هيدروكربونات، وكما أنها تحتوي على النيتروجين والكربون الذي يؤثر بصورة مباشرة على الماء والهواء والتربة ويصيب الإنسان بأمراض الصدر كلها، كما تكون في غاية الخطورة لكبار السن والأطفال الصغار.