لعبة أطفال شعبية.. تعود بأمر (التظاهرات).! الخرطوم: السوداني مع الإحتجاجات الاخيرة التى اطلقها المواطن فيما يختص بالزيادات المتعددة في السلع اليومية، رأي البعض ان يعبر عن رأيه بصورة أخرى، حيث عمد البعض إلى إنتهاج اسلوب جديد في التعبير عن ذلك، حيث قام البعض بإحراق (اللساتك) أو (الترتار) كما هو مسماه القديم، لتصبح ظاهرة إحراق (اللساتك) من العناصر الاساسية لأي تظاهر حول اي من المطالب، والملاحظة التى رصدتها (السوداني) هاهنا، هو عودة الضوء لتلك اللعبة الشعبية القديمة (الترتار) بعد ان اندثرت فعلياً، مما يدفعنا للتساؤل حول سر الغياب، وسر العودة كذلك. مجد قديم: ويرى عدد من الباحثين الاجتماعيين ان المجتمع السوداني فقد الكثير من جزئياته القديمة، ومن ضمنها كثير من العاب الشارع السوداني، من بينها (الترتار)، ويقول الباحث الاجتماعي محمد الخليل أحمد أن (الترتار) كان في الماضي مملكة كبيرة ذات ابعاد وخصوصية، وكان الاطفال يعتبرونها لعبة اساسية ويفاخرون بها، هذا بجانب استفادة الاسر السودانية قديماً منها، وذلك في جزئية غسل الملابس، حيث كان يوضع (الترتار) اسفل (طشت الغسيل) وذلك لمنح الجسد نوعاً من الراحة. خروج بلاعودة: ويضيف الخليل ان (الترتار) خرج بلاعودة من منظومة الوجود المجتمعي السوداني، وذلك لعدة اسباب ابرزها التطور الذى صاحب الكثير من الجزئيات القديمة، كما لعب دخول الكثير من وسائل التكنلوجيا دوراً مهماً في ذلك، خصوصاً العاب الاطفال مثل (البلاي ستيشن والعاب الانترنت المختلفة)، واضاف الخليل ان عودة (الترتار) لسابق زمانه صعبة جداً، وربما مستحيلة جداً. بحث عن لساتك: الملاحظة الطريفة التى رصدتها (السوداني) هي تضجر بعض (الغسالين) داخل الاحياء من ظاهرة اختفاء (ترتاراتهم)، بعد ان ظل بعض المحتجين على زيادات الاسعار، يقومون بأخذها من امام محلاتهم اثناء نومهم، ويقول احدهم ويدعى (سليمان): (والله الناس دي عذبتنا..نخت ترتار هنا..الصباح نلقاهو مافي..وماعارفين بمشي وين.)..والاجابة ربما تكون واضحة لسليمان فعلى الاقل هي متوفرة في بعض الشوارع، والتى تشاهدها من خلال إحتراق (لستك) على جانب احدى طرق العاصمة.