أحب أن أؤكد لك أن ولوجك مع في مساجلة فكرية أمر سهل وميسر.. ولكن خروجك وانسحابك من المساجلة باكراً وقبل الوصول بها إلى غاياتها ليس متروكاً لك ولا موكولاً إليك.. صحيح أنني دعوت لك بالهداية.. وربما يكون الحق عز وجل قد استجاب دعوتي.. ومع ذلك فإنه يبقى التكليف بالرد على أقوالك وأقاويلك. لأن الإنسان إذا قضى حاجته في مكان لم يعد أو لا يجوز أن تقضي فيه الحاجة فإن عليه القيام بنظافة المكان وتطهيره إن قدر على ذلك.. وإلا قام به غيره. سألنا أسئلة لم تلتفت إليها وهي معدودة ومعروفة وكان في إمكانك أن تجيب عنها وإن لم تكن أن شخصياً رافضياً.. يكفي أنك تدافع عنهم وتحسن الظن بهم.. ولكنك لم تفعل.. وتشاغلت عن الرد بأمور ليست في أهمية ما شجر بيننا وبينك.. خاصة وقد أشبعتنا شتماً وإساءة بلغت حد الإسفاف. ونحن نكرر لك المرة بعد المرة ونسمعك القول بعد القول إن الرافضة ليسوا من فرق الإسلام وليسوا مذهباً إسلامياً بأي مقياس وعلى أي اعتبار.. وأنه والله من التقليل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من السبعة آلاف حديث المتبقية مائة والتي لم يتم إبطالها ولا إسقاطها!! ثم أراك في كتابك «التحفة» المسمى على خطى التعريب والوحدة الإسلامية.. والتحفة هذه يسميها أهل البلاغة الذم بما يشبه المدح أراك تقول فيه منكراً وجود مصحف اسمه مصحف فاطمة، والثاني هو ما ورد من إشارات في بعض كتب الشيعة عن وجود كتاب يسمونه مصحف فاطمة تقول هذه الروايات «إنه ليس في القرآن منه حرف واحد وإنه يبلغ ثلاثة أمثال القرآن» أنت هنا تمارس التضليل والتدليس فيما بعد دفاعاً عن كفر الرافضة لا عن فكرهم. تقول ما ورد من إشارات في بعض كتب الشيعة إشارات!! إشارات أيها المدلس المضلل!! فقط إشارات أم نصوص مرقمة ومعنونة ومعادة ومكررة ومشروحة ومبسوطة.. وفي بعض كتب الشيعة؟! الكافي يسمى بعض كتب الشيعة تريدني أن أورد لك ما قاله أئمة الرفض عن الكافي وهو يفوق ما قاله المسلمون «ولا أقول السنة» عن البخاري ومسلم.. واللقب الرسمي للكليني هو «ثقة الإسلام» وأنت رغم كل هذا لا تتجرأ على الرد على هذه الأقوال، بل تحيل الرد إلى محمد سليم العوا.. ولا تنسبه إلى أصحابه ولا ينسبه محمد سليم العوا إلى أصحابه وقائليه لأنه لا وجود لهم في الحقيقة ويذكر القائلين ولا يدلنا على أقوالهم ولا مراجعهم يقول «وقد أجمعوا على الوقوف ضد القول بتحريف القرآن وبوجود مصحف فاطمة وتفنيد رواياته سنداً ومتناً» وأنت كالعهد بك دائماً تقفز من الأدلة والنصوص والقرآن والحديث إلى الواقع والتاريخ.. فتقول: «كما أن الواقع يكذب ذلك، فالمصاحف الموجودة في إيران هي نفس المصاحف التي نتعبد بها والتي يحفظونها لأبنائهم». نسيت أمرين أيها المضلل الجامعي: الأمر الأول موضوع التقية وإن ذلك إذا حدث فلا يكون إلا تقية.. والتقية عندكم من الدين. والثاني أن الله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ كتابه رغم كل ما يفعله الرافضة ويروجونه. قال تعالى: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» ورغم أنهم يقولون إن قائم أهل البيت وهو المهدي سيظهر هذا المصحف وينشره، إلا أن ذلك كله دليل على الحفظ لأن مهديهم المزعوم لا وجود له والمهدي القادم هو مهدي أهل السنة ومبطل دين الرافضة إن شاء الله. فأنت إذاً تدافع عن دين آخر ولا تدافع عن مذهب، إن الإمامية ليست كالشافعية ولا المالكية ولا الحنفية ولا الظاهرية ولا حتى الوهابية التي تريد أن تزعم أنها مذهب جديد.. ولا تعلم إلا أنها من السلفية المحضة التي تشدد التكبير من شأن كفرهم أن يقال إنهم هم أكفر الفرق الإسلامية إذ أنهم ليسوا أصلاً من الفرق الإسلامية حتى يكون لهم مكان أو مقام في أولها أو آخرها. لقد قالوا في الأثر «من كثر سواد قوم فهو منهم» لعلك تعرف معنى «من كثر سواد قوم» أي مجرد الظهور معهم ومشاركتهم بالجسم وبالبدن لا بالفعل ولا بالكفر ولا بالوجدان ولا بالأقوال ولا بالأفعال.. مجرد الوجود الحسي معهم.. هذا يجعلك واحداً منهم. والدليل على ذلك قوله تعالى «وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين». وهل هناك ظلم وكفر أكبر من أن يقولوا إن الله قد أنزل قوله تعالى هكذا:«يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليك في عليٍّ وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس»، فحذف الصحابة منها قوله «في عليٍّ». ونحن نريد أن نصدق قولك وننضم إلى فريق المدافعين والمنافحين عن الرافضة بالحق لا بالباطل.. وأنت تقول إن الرافضة اسقطوا وأبطلوا تسعة آلاف حديث من الكافي للكليني.. فأين هو الكافي الجديد المحتوي على سبعة آلاف حديث؟ أهد لنا منه نسخة.. أو اعرض منه نسخة واحدة على الملأ لنشمر للدفاع عن الرافضة.. وهب أن ذلك صحيح فهل قدمت لنا حديثاًَ واحداً صحيح السند؟ على أهل البدع وأهل التغيير والتبديل.. وقد نتفق معهم في بعض ذلك أو نختلف .. ولا يجر ذلك إلى تكفير ولا إلى تبديع. إن الدخول في المعارك مع أصحاب الأقلام ليس من باب النزهات ولا من باب الترويحات، وقد بدأتني بالشر يوم كتبت عن الرافضة ورددت علي ولم أكن أعرف قبلها إلا القليل.. وها أنت اليوم تقع في شر أعمالك، فاعلم أني لن أدعك حتى أسبر غور قلمك وعلمك و علاقاتك بالرفض.. ولا يتعارض ذلك مع كوني قد دعوت لك بالهداية.. لأنك حتى لو اهتديت فلا بد من الرد على ترهاتك التي صدرت منك في أيام ضلالك وإن من صدق التوبة الاعتراف بالذنب والندم عليه. وكان أحد العارفين بالله يمر على مكان كان يجلس فيه للدرس ويبدو أنه علم من نفسه أن فعله لم يكن خالصاً لله، وكان فيه شيء من الرياء آنذاك.. فكان يمر به ويشير إليه ويقول: كم عصينا الله في هذا المكان!! وحتى أعينك على الهداية بالرغم من أنني لست أستاذاً جامعياً ولا من حملة الدكتوراه فسأعمد إلى كتابك هذا الفلتة أو التحفة المسمى على خطى التقريب والوحدة الإسلامية لأبين لك بالنص بالسطر وبالصفحة كم عصيت الله في هذا الكتاب وحتى نلتقي أرجو أن تتكرم بالرد على بعض مسائلي التي وجهتها إليك.