بعد نشر صور قرية الفضيلاب بشرق النيل الاسبوع الماضية امتلأت الصحيفة بالشكاوى. حتى ظننا أن الخرطوم لا توجد بها خدمات وربما هي كذلك. أطراف الولاية لا وجود لها في خريطة التنمية الولائية. مراكز صحية لا وجود لها، وبالتالي خدمات طبية في النسيان وبيئة مدرسية متدهورة ومياه شحيحة. وفود أطراف الخرطوم الذين جاءوا للصحيفة طالبين عرض مشكلاتهم جعلونا نفكر في ماذا يفعل معتمدو الولاية خاصة في اطرافها. ماذا يفعل الاخ عمار والفضيلاب والشيخ الامين وغيرهما من قرى شرق النيل تبحث عن أدنى الخدمات؟ ماذا يفعل الأخ مجاهد العباسي ومدارس السليمانية شرق تبحث عن البيئة السليمة، وكذلك مركزها الصحي يبحث عن الخدمة الطبية الجيدة. وماذا يفعل الأخ نمر ومركز صحي الرميلة مازال يبحث عن الاهتمام، وكذلك الحال في مركز القوز. وهل فكر الأخ نمر في خريف هذا العام ومازالت مصارف المياه مغلقة بالاتربة؟ ونرى تكرار سيناريو العام السابق في هذا الخريف على امل ان نجد من ينقذ اهلنا من تردي الخدمات. وماذا يفعل الأخ اليسع ومركز صحي السليمانية غرب مازال يبحث عن الاهتمام وبعض ابنائها في المدرسة يجلسون على الأرض. وهل يعلم الأخ اليسع ان السليمانية بالريف الجنوبي لأم درمان هي منارة التعليم بالريف وخرجت مدارسها العديد من الاجيال. واليسع الصديق التاج واحد من تلك الأجيال الذين خرجو من رحم ام القرى «السليمانية». الا ان مدارس السليمانية تحتاج للكثير من الاهتمام في بيئتها المدرسية واجلاسها. ان محلية ام درمان حدودها تمتد للريف الجنوبي ولكن هذا الريف مهمل لدرجة مخيفة. فمازال اهلنا يتخوفون من الامطار الغزيرة التى تقطع الطريق على الرغم من تسهيل هذا الأمر بسفلتة طريق جبيل الطينة. والمسافة من الجبيل للسليمانية ليست بالبعيدة حتى يتوقف الطريق عندها.. ولكنه بعد نواب الدائرة عن اهلهم وكذلك بعد المعتمد عن هذه الخدمة. والآن تم عمل ردمية عن طريق المشروع، وتؤدي هذه الردمية ايضاً للسليمانية، ولكننا نرجو ان تسفلت هذه الردمية لتصل السليمانية وغيرها من القرى. ومن يجوب الريف الجنوبي وكذلك ريف شرق النيل يعتقد جازماً أنه خارج حدود الخرطوم. وأهل تلك المناطق هم أهل الخرطوم وساسها ولكنهم محرومون من الخدمات الضرورية. مراكز صحية متهالكة ودون خدمة طبية ومياه شحيحة ومدارس فقيرة في بيئتها و.. و.. وقائمة طويلة من الاهمال. والمعتمدون جالسون في مكاتبهم لا يحركون ساكناً... ونواب الدوائر لا شيء يفعلونه سواء المشاركة في بعض المناسبات الاجتماعية والاحتفالات المحضورة بالمسؤولين. نواب سلبيون في المطالبة بحقوق المواطنين وإيجابيون في مشروعاتهم الخاصة. لم نر واحداً منهم يطالب بحقوق اهله المهضومة، ولم نشاهدهم على مكاتب المسؤولين من اجل توفير خدمة لمواطن بسيط لا حول له ولا قوة. مع اقتراب الانتخابات سنرى العشرات منهم وهم يحاولون كسب ود الجميع من أجل مرحلة جديدة من الإهمال والضياع.