انتقال ماجد محمد عثمان من نيل عطبرة للمريخ كان وراءه رجال أبرزهم رئيس الرؤساء المرحوم مهدي الفكي، ورمز المريخ الدكتور مجذوب الشوش وهو من مريخاب عطبرة وابن شيخ البلد المرحوم إبراهيم الشوش.. وتم الانتقال بهدوء وسرية كاملة وانتقل للعمل من شركة أسمنت عطبرة إلى وزارة المالية بالخرطوم وكانت المسيرة الخالدة. في أحد الحوارات مع ماجد حاولت استفزازه بالإشاعة التي انطلقت بأنه كان هلالابياً.. وكان ينفعل من الإشاعة ويكتفى بالقول إنه لعب في كسلا في مريخها وكان طالباً بالمرحلة الوسطى، ولعب في بورتسودان في مريخها وكان طالباً بالمرحلة الثانوية، وعوامل عديدة نقلته من قبل الانتقال لمريخ عطبرة إلى النيل بسبب توفير الوظيفة المناسبة في شركة أسمنت عطبرة. كان ماجد يجيد التسديد القوي وهو مسرع بالكرة وقال إن هذه أهم ميزة للمهاجم الهداف.. وسألته عمن يتميز بها من جيله فأجاب.. في السودان علي قاقارين والفاضل سانتو والمرحوم والي الدين فقط لا غير وفي السعودية سعيد العويران فقط. وعن مهاجمي اليوم قال: للاسف لا يوجد أحد.. ماجد كان ماكينة لإحراز الأهداف بمختلف المواقع وبالقدمين والرأس ومرة دخل مع صديقه الفنان محمد وردي في تحد ورهان قبل مباراة إياب جمعت السودان وكينيا وكان لقاء الذهاب قد انتهى بهدف للسودان أحرزه لاعب المريخ الدولي عبد العزيز وزة فداعبه وردي بأنه لم يحرز في نيروبي وصار الهداف وزة، فقال له سأحرز ثلاثة أهداف وتم الرهان بعشرة جنيهات وبالفعل أحرز ماجد ثلاثة أهداف من أهداف السودان الخمسة وكان الهدفان الأخيران من نصيب عمر التوم وجكسا.. وحين تسلم ماجد حافز الأهداف الثلاثة من وردي جاءهم خبر إقامة مباراة حبية في اليوم التالي بين المريخ ومنتخب كينيا.. فعلق ماجد سأحرز أربعة أهداف ولم يجد من يدخل معه في رهان وبالفعل لعب الشوط الأول وأحرز الأربعة وكانت أهدافه السبعة مجال حديث في تلك الأيام. ماجد كتاب مفتوح.. كانت نجوميته وهو يافع في كسلا حدثاً، وكانت وهو صبي في بورتسودان حدثاً، وكانت وهو يفوز بلقب نجم الموسم 1960م في عطبرة في أولى مواسمه مع النيل العريق حدثاً أدى ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه وأعظمها وما أعظمه باب هو مريخ الستينات.. رحم الله ماجد ورحمنا جميعاً.. وأواصل في الحلقة القادمة والأخيرة.. نقطة... نقطة!! أكتب هذه المادة أبعثها من قطار عطبرة في رحلة العودة للخرطوم.. وبعثة المريخ في الدامر لاستغلال نفس القطار لأنها فضلت السكن هناك، وكان هذا الامر موضوع تعليق من جماهير عطبرة بعد خسارة التعادل حين هتفوا في وجوههم.. خلو الدامر تنفعكم.. في إشارة أنه كان يجب أن يسكن في عطبرة. ذكرت في الحلقة الماضية أنني سأتابع المباراة بحيادية مصنوعة وقلت إن فوز أحدهما يعجبني، طبعاً النسبة مختلفة ولكنني ذكرت أن النتيجة الأسوأ هي التعادل وعللت ذلك بأنها ستؤثر على صدارة المريخ ولن تفيد الأمل كثيراً ولكن بالنسبة لناس الأمل (نقطة من شعر المريخ وليس الخنزير مكسب). أسعد بكل ما يسعد ناس عطبرة وابتسمت ورديت على مداعبتهم بابتسامة عريضة حقيقية أنستني صدارة المريخ التي راحت مؤقتاً. أداء المريخ كان طابعه الاستهتار لدرجة أنهم يمكن ان يحققوا الفوز في أية لحظة.. ويتحمل الجهازان الفني والإداري المسؤولية لإشراكهم الحارس الغائب أكرم الهادي.. ليس لغيابه ولكن لأنه صاحب سوابق مع جمهور عطبرة كما أن الحارس إيهاب زغبير كان الأكثر جاهزية وهو من أبناء عطبرة ومن نفس الحي الذي يضم الأمل وجماهيره، وفوجئت بدخول أكرم أساسياً ومع بداية المباراة مارس هوايته في إثارة جماهير الأمل التي ردت بالأسوأ وأخرجته من جو المباراة. الأمل لعب بتوازن وانسجام مع الحماس الكبير ولكن لم تكن لهم غير ثلاث فرص واحدة ذهبت برعونة بعيدا والأخرى ردها القائم والثالثة كانت هدف التعادل، ولم يتعرض أكرم لاي اختبار حقيقي. أعجب لفريق كبير زعيم لا يعرف كيف يتعامل مع الدقائق القاتلة من المباراة للحفاظ على فوزه.. والفرق الكبيرة ذات المدربين الكبار والمحترفين الأجانب والمحليين لا تلجأ لإضاعة الوقت والارتماء ولكن بتجميد الكرة وتبادلها في رشاقة خارج نصف ملعبهم.. وغداً أكتب عن عقارب عطبرة الحلوة التي ترسينا وتمسينا..