٭ هو ذاته كوبري القوات المسلحة.. وكثيرون يعرفونه بكوبري كوبر... وبعد تغيير سجن كوبر لعمر المختار ضاعت كل الأسماء هذه وبدأ الناس يسمونه كوبري بحري وبس. ٭ وهو من أكبر المعابر المائية المهمة بالعاصمة القومية.. أولاً لانفتاحه في أعلاه واتساعه وجودة البنية التحتية فيه. ٭ هذا المعبر من المعابر الاقتصادية، حيث كل الشاحنات الكبيرة تمر عبره، وهو معبر مفتوح على المنطقة الصناعية.. ولا يسبب أي ضيق للحركة المرورية بعد الكوبري الطائر الذي تم إلحاقه به من الجهة الشمالية. ٭ لم يكن هذا الكوبري في حاجة لكل الذي يجري فيه الآن... صدقوني... هذا الكوبري تم تشييده بصورة ممتازة جداً... وكان فقط يحتاج لصيانة... لكن من هذا العبقري الذي جعل له «خريطة» جديدة بتكلفة عالية ومدة زمنية مجهولة النهاية لإعادته حتى كما كان عليه أولاً؟! ٭ منذ أن تم إغلاق جزئي لهذا الكوبري لم تذق العاصمة طعم الراحة في كل مواقعها.. بداية بمكتب الوالي الذي ظل يومياً على سنان كل قلم يكتب ولسان ينطق وقضاء يقبض ويتحرى. ٭ مازال الكوبري يعاني الأوساخ وحمل الأنقاض التي لا تؤكد أن جديداً يجري هنا أو هناك.. سوى الحواجز الخرسانية.. وهي الأخرى التي تبدأ أسبوعاً وتتوقف شهراً أو قل شهرين. ٭ الغريب في الأمر أن الكوبري لم تظهر عليه أية ملامح شيخوخة كما هو الحال في كوبري النيل الأزرق... فهذا الحديث عنه يطول ولا يقتصر ثانية... غير أنه يحتاج لكوبري جديد. ٭ الذي يدهش حقيقة لم تكن الصيانة في المكان الذي يستحقها مثل كوبري النيل الأزرق بل بدأت بكوبري الجيش الذي لا يحتاجها إلا بعد النيل الأزرق. ٭ الآن الذي يجري في هذا الكوبري لا يعرفه أحد سوى أنك تارة تجد أجانب جالسين على الأرض ساعات طويلة وفجأة يتحولون لسودانيين... تجدهم لا يعملون بل في حركة لا يفهم لها أول ولا آخر. ٭ الحواجز الخرسانية تمت بصورة ممتازة وقام بتنفيذها أجانب كنا نشاهدهم واليوم لا نراهم. ٭ تحول العمل إلى الليل وبالأمس شاهدناهم يعملون في موقع لا يتعدى أمتاراً في مساحته مما سبب ربكة في السير المروري بالكوبري. ٭ لسنا في حاجة لمعرفة ما أصل القصة لكن كل هدفنا أن يعود الكوبري صالحاً للسير في وقت قريب وبصورة توازي من الروعة ما صُرف عليه من مال. ٭ يجب على ولاية الخرطوم أن توضح في لافتة كبيرة الشركة المنفذة للمشروع والمهندس المقيم وهواتفه.. لمعرفة المدة الزمنية لتنفيذ المشروع والخطة. ٭ إذا كانت هذه اللافتة موجودة لكفت الكثيرين السؤال ومعرفة الإجابة من خلف الكواليس.. والبحث عن معرفة المجهول. ٭ هذه الشركة مجهولة وغير معروفة للعامة من أصحاب الحق... الذين يجب أن يعرفوا ما الذي يجري؟! ٭ تملكنا إحساس دائم بأن الذي يجري في كل شيء داخل هذا البلد يحتاج لمراقبة ومتابعة.. لأن الثقة أصبحت مفقودة في كل شخص تُوكل له أية مهام عامة. ٭ ملكوا المواطن الحقيقة أولاً بأول.. والله.. تفوزون برضائه خاصة لو كنتم أنقياءً شرفاءً تعملون لله والوطن. ٭ يجب على السيد الوالي أن يزور هذا الكوبري ويقف بنفسه على هذا التباطؤ والإهمال واللامبالاة.. مشروع صيانة يستغرق أكثر من سنتين؟... وإنشاء كوبري كامل يتم إنجازه خلال ستة أشهر أو عام بالكثير؟... كيف تنظرون؟ وكيف نعقل نحن ومتى نستقيم؟ ٭ الذي تم في كوبري الجيش أو القوات المسلحة أو كوبر يحتاج لما بعده أن تتواصل الصيانة حتى موقف شندي.. وهذا الطريق.. والله.. يكسر الخاطر ويدمي القلب ويجلب الحسرة.. وهو من أهم الطرق المتفرعة عن الكوبري هذا.. ويربط الكوبري بأهم المواقف والموانئ البرية... وهو موقف شندي الشهير. ٭ حينما اجتهد الإخوة في المحلية وضعوا حجارة.. والله.. كالذين يلعبون من الأطفال... وحتى هذه الحجارة لم يضعوها بصورة تحترم مشاعر الناس المارة ... وظلام دامس وأوساخ على الطريق وكآبة ومنظر يعطيك إحساساً بأنك تتجول وسط قبور الموتى وأكوام وأنقاض. ٭ وضّحوا بالله عليكم لنا ما الذي يحدث هناك... اسم الشركة، المهندس، متى بدأ العمل، متى ينتهي، تكلفة هذه الصيانة، أسباب التأخير وتعطيل العمل، وماذا عن ملحقات الطريق التي تحدثنا عنها؟! ٭ بالمناسبة هذا الأمر كتبت عنه قبل ستة أشهر ومازال الحال هو الحال، وطالبنا السيد الوالي بأن يقف بنفسه على هذا الكوبري.. ويقص القصة كل القصة.. ولكن!!